تشهد عملياتُ تنظيم «القاعدة» تصاعداً في وتيرتها، ضمن معركته مع قوات «الحزام الأمني»، في محافظة أبين. نفذ التنظيم سلسلة عمليات في خلال اليومين الماضيين طالت تجمعات للقوات في مودية، وموكباً لـ«الحزام» بالقرب من مدينة شقرة الساحلية، في مؤشر إلى دخول التنظيم معركة مفتوحة مع «الحزام»، وما الإنسحابات والهروب إلا تكتيك من أجل استدراج «الحزام» للدخول معه في معركة استنزاف يجيدها «القاعدة»، بدأها بالعبوات والمفخخات، ولا يُستبعد أن يدفع فيها التنظيم بـ«الإنتحاريين» لتحقيق خسائر كبرى في صفوف قوات «الحزام».
وفي عملية «نوعية»، استهدف تنظيم «القاعدة»، بسيارة مفخخة، موكب القيادي في قوات «الحزام الأمني»، عبد الرحمن الشنيني، في منطقة الرملة شرق مدينة زنجبار بمحافظة أبين. أدت العملية إلى مقتل أربعة من مرافقي الشنيني، وإصابته وآخرين بجروح.
ونفذ التنظيم عمليتين منفصلتين ضد قوات «الحزام الأمني»، المدعومة من قبل دولة الإمارات في محافظة أبين. العملية الأولى، أمس الخميس، بسيارة مفخخة في مفرق أورمة شرق مديرية مودية، جُرح خلالها خمسة من عناصر «الحزام»، وصفت إصاباتهم بالمتوسطة. والأخرى اليوم، تفجيرعبوة ناسفة في الخط الواصل إلى قرية آل مارم القريبة من مودية، أثناء مرور عربة عسكرية تابعة لـ«الحزام الأمني» دون إصابات تذكر. 

وصعّد التنظيم من عملياته ضد الحملة العسكرية، بعد أن تحاشى مواجهتها عسكرياً في أيامها الأولى. وبحسب مراقبين، فإن معركة تنظيم «القاعدة» مع الحملة بدأت تنحو منحى «حرب الاستنزاف» وعمليات «الكر والفر»، مع إمكانية استخدام التنظيم للانتحاريين ضد مواقع «الحزام الأمني» في المنطقة، وهي الطريقة التي خاض بها تنظيم «القاعدة» معاركة في العام 2011 ضد قوات «اللجان الشعبية» التي تشكلت من القبائل لإخراج التنظيم من أبين، ونفذ خلالها عمليات انتحارية في وسط مودية، وفي صرة النخعين غرب لودر.
وتؤكد مصادر في مودية لـ«العربي» أن «عناصر التنظيم لا زالت متواجدة في معسكراتها في جبال المراقشة وفي المحفد، ومن تلك المعسكرات استطاعت تجهيز السيارات المفخخة والعبوات الناسفة».
وكانت قد تمكنت الحملة من دخول مديريات المنطقة الوسطى في 14 سبتمبر الماضي، بقيادة كل من قائد لواء الإسناد، أبو اليمامة، وقائد «قوات الحزام الأمني» في أبين، عبد اللطيف السيد، دون مواجهات، بعد انسحاب بعض عناصر التنظيم إلى المناطق الجبلية في موجان والمحفد، وذهاب البعض الآخر إلى البيضاء ومأرب والمخاء للمشاركة في الجبهات ضد مقاتلي حركة «أنصار الله»، والقوات المتحالفة معها.
واعتقلت الحملة عدداً من عناصر التنظيم أثناء دخولها الوضيع ولودر، وأقدمت على تصفية بعض العناصر المطلوبة، ثم اتجهت إلى مدينة مودية وقامت باعتقال عنصر في التنظيم يدعى محمد الحكم، في وادي واجر شرق مودية، وعثرت على دبابة بحوزة التنظيم في الوادي.
ومنذ بدء الحملة، توقفت بيانات التنظيم التي يكشف فيها خطواته من الأحداث والعملية، كما جرت العادة مع كل حملة يصدر بيانات يحذر فيها القبائل ويتوعدها بالحرب، كما لم يتبنَّ التنظيم العمليات التي نفذها في الآونة الأخيرة.