ما زالت الدماءُ تنتصرُ على السيوف
أمل المطهر
في ظلال كربلاء ما زالت دماء الأَحْرَار في كُلّ جبهات البطولة تنتصر على ترسانات الأسلحة واسراب الطائرات وجحافل الجيوش المجمعة من كُلّ شذاذ الأفاق
تلك الدماء الطاهرة التي ابت إلا أن تكون فداء لكل قيم الخير والحرية في عالم ملئ جوراً وظلما
تلك الدماء انتصرت لكل المستضعفين في هذا العالم..
فما ألحقته بأَعْدَاءُ الإنْسَانية من هزائمَ موجعة وضربات تنكيل قاصمة رغم عدم تكافؤ المعركة عَسكريًّا من حيثُ العدة والعتاد إلا أن ما رأيناه وخُصُوصاً في الفترة الأخيرة من استقتال العدو السعوديّ لاسترجاع الأراضي التي حررها أبطال الجيش واللجان الشعبيَّة يؤكد لنا أن القضيةَ هي من تنتصر وتلك الدماء هي من تشق طريق النصر مهما كانت قوة العدو الذي نراه الآن يتجرع الحسرات لخوضه هذه الحرب ضدنا، فيستدعي الخبير العسكري الأمريكي جوزيف فولتير كي يُخرِجَه من مأزقه هذا، فهو كان يظن أن أَبْنَاء اليمن سيظلون يلملمون أشلاء أَطْفَالهم ونسائهم من بين الركام ويبكون على الأطلال ويستنجدون النجدةَ من الأُمُم المتحدة ورُعاة السلام الأمريكي؛ كي تنقذهم.
كانوا يظنون أن رجال اليمن سيرفعون الراية البيضاء منذ الأسبوع الأول لهذا العدوان، لم يكن في حسبانهم أن رجال اليمن وشبابه وشيوخه سيهرعون إلى جبهات الحدود مقتحمين كُلّ الصعاب، تاركين نساءَهم وأَطْفَالهم وراءهم دونما انكسار أَوْ تراجع لأخذ الثأر وتأديب العدو الأحمق المغرور.
لم يكن في حسبانهم أن الدماء التي تجري في عروقهم دماء حسينية ثائرة لا تقبل الضيم والضعة ولغير خالقها لا تقبل الركوع.
وها هم الآن يتجرعون الويلات من ليوث الوغى الذين خاضوا معركة النفَس الطويل في ظل قيادة حكيمة وثبات مطلق وثقة عالية بخالق السموات والأَرْض، والآن حصص الحق وأصبح العدو يستنجدُ بهذا وذاك لكي يخلصه مما أصابه، فلا نفعهم مرتزقة هادي الذين جمعوهم من الجنوب، ولا نفع الدعم الإمَارَاتي بجنوده وآلياته، ولا نفعهم الغطاء الجوي المستمر بكل أشكاله، ولم تمنعهم خطط وتقنيات الأمريكان من ضربات وتقدم المجاهدين في عقر أراضيهم.
فتلك الدماء الطاهرة التي تسكب يومياً هي من كتب لها النصر مهما صنع آل سعود فلا مجالَ أمامهم سوى الغرق أَكْثَر وأَكْثَر في رمال اليمن التي تبتلع كُلّ الغزاة الطامعين وتلك الدماء التي سالت انهارا
لترويض ظمأ الأَرْض للكرامة والعزة هي من كانت لها الغلبة والاستمرارية كشاهد على قوة وصلابة الحق وهشاشة وضعف الباطل فلهذا ستظل تلك الدماء تنتصر على السيوف حتى يرث الله الأَرْض ومن عليها والعاقبة لن تكون إلا للمتقين.