حملة أبين على مقاس الإمارات: معقل «القاعدة» خارج الإستهداف!

وأقدمت القوات المدعومة من دولة الإمارات، اليوم الأربعاء، على قتل القيادي السابق في تنظيم «القاعدة»، أحمد عبد الرب النبي اليزيدي، واعتقال ولده، في جبال اليزيدي شمال مدينة جعار. وأحمد اليزيدي شقيق القيادي المعروف في تنظيم «القاعدة»، خالد اليزيدي، وكان عضواً في «جيش عدن – أبين» الذي تأسس في العام 1998، في جبال حطاط، بمدينة جعار.
وداهمت قوات «الحزام»، أيضاً، منطقة العين بالقرب من مدينة لودر، وقامت باعتقال كل من هيثم العر، وعبد الله الحقيري، بتهمة الإنتماء لتنظيم «القاعدة»، لكن مصادر في المدينة نفت أن يكونَ المعتقلان على علاقة بالتنظيم.
وكانت دخلت القوات المدعومة إماراتياً إلى المنطقة الوسطى (لودر، مودية، الوضيع) قبل أسبوعين، وقامت بعمليات مداهمة لعدد من المواقع في القرى المحيطة بالمدن، وقتلت البعض من العناصر واعتقلت البعض الآخر، ثم انسحبت من مدينة الوضيع من دون أن تخلّف أي تشكيلات عسكرية وأمنية، من شأنها أن تمنع رجوع عناصر التنظيم إلى المدينة.
وبحسب مصدر قبلي في مدينة الوضيع، تحدث إلى «العربي»، فقد «طلبت قيادة الحملة من القبائل في المدينة حمايتها، وكان رد القبائل بأنها لاتستطيع القيام بعمل عجزت عنه الدولة».
ومنذ انطلاق الحملة أثيرت الكثير من الشكوك حولها، خصوصاً وأنها لم تداهم المعقل الرئيس لعناصر التنظيم في منطقة موجان، بخبر المراقشة، جنوب منطقة الوضيع. ووفقاً لقيادي في قوات «الحزام الأمني»، فإن «قبائل المراقشة رفضت التعاون مع القوات لدخول موجان، وكان رد عبد اللطيف السيد على القبائل بأنه سيقصف المناطق في حال شن التنظيم عمليات على الحملة».
وتؤكد مصادر مقربة من تنظيم «القاعدة»، لـ«العربي»، أن «الحملة صفت العناصر المرتبطة بقيادات التنظيم التي لها علاقة بدولة الإمارات، وتحديداً بأمير تنظيم القاعدة في عدن، وائل سيف (أبو سالم)، الذي كان 0تواجداً في عدن، ويشارك في عدد من الجبهات بدعم من الإمارات أنثاء وجود الحوثيين». وتشير المصادر المذكورة إلى أن «أبو سالم كان في عدن بعد خروج الحوثيين، ويحكم عدداً من المديريات التي تمت فيها اغتيالات طالت عدداً من القيادات الجنوبية أبرزهم أحمد الإدريسي».
ويشير مراقبون إلى أنه لم تُسجّل خلال الحملة، التي تشترك في دعمها الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، أي حادثة هجوم من قبل التنظيم عليها، على عكس الحملات السابقة التي كان يستهدفها التنظيم بالعبوات والكمائن والانتحاريين. ويعتبر هؤلاء الحملة «ذراً للرماد على العيون»، خصوصاً بعدما صعدت الولايات المتحدة من عملياتها العسكرية ضد تنظيم «القاعدة» في اليمن، منذ يناير الماضي، وأعلنت مضاعفة غاراتها على معاقل التنظيم جنوبي اليمن، الذي تعتبره الإمارات واقعاً تحت تصرفها.
في المقابل، يدافع آخرون عن الحملة، معتبرين أنها ستخرج أبين من سنوات الظلام التي عاشتها فيما مضى. وفي هذا السياق، يرى رئيس تحرير صحيفة «اليوم الثامن» الجنوبية، صالح أبو عوذل، في حديث إلى «العربي»، أن «التحالف العربي، وتحديداً دولة الإمارات، تسعى وعبر قوات أمن جنوبية إلى تأمين المحافظة والتخفيف من حالة الخوف والإرهاب الذي يجتاح أهلها منذ ربع قرن». ويضيف أبو عوذل أن «ما يحصل في أبين منذ ربع قرن هو حرب انتقامية زادت مع وصول هادي إلى سدة الحكم، ولم تجن غير الحرب والدمار والحصار وقتل وسحل أبنائها، هو انتقام من مشروع استقلال الجنوب ومن الرئيس هادي».