خيبةٌ جنوبية من الإماراتيين: «فلترحلوا بسلام»
منذ بدء حرب «التحالف» في اليمن أواخر مارس من العام 2015، برزت دولة الإمارات كقوة عملت على توسيع نفوذها وسيطرتها على محافظات الجنوب. وعززت حضورها بتشكيل ثلاثة أذرع عسكرية، تمثلت في قوات «الحزام الأمني» و«النخبة الشبوانية» و«النخبة الحضرمية»، والتي تضم عشرات الآلاف من العسكريين الجنوبيين. يُضاف إلى ذلك تقديم الإمارات دعماً سياسياً لـ«المجلس الإنتقالي الجنوبي» الذي تشكل قبل أشهر.
وتمكنت الإمارات من إحكام سيطرتها على الموانىء والمطارات في الجنوب، وكذلك الجزر والسواحل والمنشآت النفطية والغازية. وقامت بحظر جماعة «الإخوان» و«جمعية الإحسان الخيرية» في المحافظات الجنوبية. ومارست عمليات اعتقال طالت الآلاف من الجنوبيين ممن ادعت أن لهم علاقة بالإرهاب. وبحسب تقارير منظمات دولية، فإنها مارست عمليات تعذيب طالت موقوفين في المعتقلات.
رحبت مكونات جنوبية، ابتداءً، بالتدخل الإماراتي في أرض الجنوب، على أمل أن تنهض مدينة عدن، وتتفعل المؤسسسات، وتتحسن الخدمات، وتتوفر فرص العمل، وهو ما لم يتحقق للجنوبيين رغم الخسائر التي تكبدوها في جبهات القتال داخل مدن الجنوب، وفي جبهات خارج حدود الجنوب في المخا ومأرب وعلى طول حدود المملكة السعودية.
هذه الخيبة انعكست، خلال الأشهر القليلة الماضية، تزايداً في الأصوات الجنوبية التي تناهض التواجد الإمارتي في الجنوب، وتطلق وصف «احتلال» عليه، وتحمل «التحالف» مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية في الجنوب، وتطالب باحترام السيادة الوطنية، وباستقلال القرار الوطني، وإقامة علاقة شراكة مع دول «التحالف».
قبل أشهر، كان قد حمّل رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية، الشيخ حسين بن شعيب، «التحالف» مسؤولية مآلات الأوضاع الكارثية في الجنوب. واعتبر أن «ما تشهده مدينة عدن من فوضى وأزمات يعد جريمة ومؤامرة». وقال بن شعيب إن «التحالف كان ضرورة آنية، ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب قضية شعب الجنوب، وحقه في الاستقلال».
بدورها، حركة «تاج الجنوب العربي» بعثت برسالة الى أبناء الجنوب، بمناسبة عيد الأضحى، طالبت فيها دول «التحالف» وحكومة «الشرعية» بـ«الكف عن ممارسة سياسة التجويع ومحاولات الإذلال القذرة لشعب الجنوب، بتعطيل المؤسسات والخدمات وعدم دفع المرتبات، وخلق القلق في سير الحياة اليومية».
لكن شخصيات سياسية وإعلامية جنوبية أخرى تظل على ترحيبها بالتواجد الإماراتي في الجنوب، لما يعتقد البعض أنها مصالح تربط تلك الشخصيات بأبوظبي. يعتبر أنصار الإمارات أن الأخيرة جاءت بقرار تحت البند السابع أصدره مجلس الأمن في أبريل من العام 2015، وأن القرار يجيز للإمارات «التصرف بالجنوب وكأنه تحت الوصاية».
من هؤلاء مدير مكتب الرئيس السابق علي سالم البيض، أحمد الربيزي. يقول لـ«العربي»: «لولا الإمارات ما أمنت عدن ومحافظات الجنوب، وما تحررت من مليشيات الحوثي المذهبية ومتنفذي عفاش الناهبة، ومن يقول غير ذلك ماهو إلا جاحد وغير أمين مع الناس ومع نفسه ومع شعبه».
في الاتجاه نفسه، يذهب السياسي الجنوبي، أمين قنان، إلى القول: «جالسين في مقايلهم ومجالسهم يغمزوا الوجود الإماراتي في عدن، ويصفونه بأنه احتلال، إذا أخذنا بمنطقكم هذا وسلمنا أيضاً بما تصفونه بأنه احتلال، فلتعلموا إذن أن آخر احتلال قعد في عدن هو الإحتلال البريطاني ولبث فيها مائة وتسعاً وعشرين سنة، وأنتم مستعجلون على الإمارات وعادها ما أكملت سنتين».
ويعتبر الإعلامي، مهدي الخليفي، بدروه، في حديث إلى «العربي»، أن «دور الإمارات محوري وأساسي ومرحب به، ونتمنى أن تتحول علاقة الإمارات بالمجلس الإنتقالي الجنوبي إلى علاقة شراكة استراتيجية… ونتمسك بحقنا وثورتنا وهدفنا المتمثل بالتحرير والاستقلال».
لكن في مقابل تلك الأصوات المؤيدة للإمارات من دون شروط أو بتحفظ، يظل واضحاً أن ثمة مزاجاً رافضاً لوجودها بدأ في التشكل وهو في تزايد مستمر. الناشط السياسي، عدنان باوزير، يصف، في حديث إلى «العربي»، دور الإمارات بأنه «دور تخريبي وخطير، يجب اجتثاثه قبل أن يترك تبعات خطيرة».
من جهته، يعتبر الناشط السياسي، محمد دنبع، في تصريح لـ«العربي»، أن «دولة الإمارات تمارس احتلالاً، وتبني جيوشاً على أساس مناطقي، ومندوبها السامي حاكم عدن الفعلي، وفي الوقت الذي تدور فيه المعارك في المخا فهي مشغولة بمناطق الثروة في الجنوب». ويطالب دنبع دولة الإمارات بـ«الاعتراف بالجنوب وبناء علاقات شراكة، غير هذا لن نرضى أن نكون أتباعاً لأحد، ما لم فليرحلوا عن الجنوب بسلام».
وتمكنت الإمارات من إحكام سيطرتها على الموانىء والمطارات في الجنوب، وكذلك الجزر والسواحل والمنشآت النفطية والغازية. وقامت بحظر جماعة «الإخوان» و«جمعية الإحسان الخيرية» في المحافظات الجنوبية. ومارست عمليات اعتقال طالت الآلاف من الجنوبيين ممن ادعت أن لهم علاقة بالإرهاب. وبحسب تقارير منظمات دولية، فإنها مارست عمليات تعذيب طالت موقوفين في المعتقلات.
رحبت مكونات جنوبية، ابتداءً، بالتدخل الإماراتي في أرض الجنوب، على أمل أن تنهض مدينة عدن، وتتفعل المؤسسسات، وتتحسن الخدمات، وتتوفر فرص العمل، وهو ما لم يتحقق للجنوبيين رغم الخسائر التي تكبدوها في جبهات القتال داخل مدن الجنوب، وفي جبهات خارج حدود الجنوب في المخا ومأرب وعلى طول حدود المملكة السعودية.
هذه الخيبة انعكست، خلال الأشهر القليلة الماضية، تزايداً في الأصوات الجنوبية التي تناهض التواجد الإمارتي في الجنوب، وتطلق وصف «احتلال» عليه، وتحمل «التحالف» مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية في الجنوب، وتطالب باحترام السيادة الوطنية، وباستقلال القرار الوطني، وإقامة علاقة شراكة مع دول «التحالف».
قبل أشهر، كان قد حمّل رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية، الشيخ حسين بن شعيب، «التحالف» مسؤولية مآلات الأوضاع الكارثية في الجنوب. واعتبر أن «ما تشهده مدينة عدن من فوضى وأزمات يعد جريمة ومؤامرة». وقال بن شعيب إن «التحالف كان ضرورة آنية، ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب قضية شعب الجنوب، وحقه في الاستقلال».
بدورها، حركة «تاج الجنوب العربي» بعثت برسالة الى أبناء الجنوب، بمناسبة عيد الأضحى، طالبت فيها دول «التحالف» وحكومة «الشرعية» بـ«الكف عن ممارسة سياسة التجويع ومحاولات الإذلال القذرة لشعب الجنوب، بتعطيل المؤسسات والخدمات وعدم دفع المرتبات، وخلق القلق في سير الحياة اليومية».
لكن شخصيات سياسية وإعلامية جنوبية أخرى تظل على ترحيبها بالتواجد الإماراتي في الجنوب، لما يعتقد البعض أنها مصالح تربط تلك الشخصيات بأبوظبي. يعتبر أنصار الإمارات أن الأخيرة جاءت بقرار تحت البند السابع أصدره مجلس الأمن في أبريل من العام 2015، وأن القرار يجيز للإمارات «التصرف بالجنوب وكأنه تحت الوصاية».
من هؤلاء مدير مكتب الرئيس السابق علي سالم البيض، أحمد الربيزي. يقول لـ«العربي»: «لولا الإمارات ما أمنت عدن ومحافظات الجنوب، وما تحررت من مليشيات الحوثي المذهبية ومتنفذي عفاش الناهبة، ومن يقول غير ذلك ماهو إلا جاحد وغير أمين مع الناس ومع نفسه ومع شعبه».
في الاتجاه نفسه، يذهب السياسي الجنوبي، أمين قنان، إلى القول: «جالسين في مقايلهم ومجالسهم يغمزوا الوجود الإماراتي في عدن، ويصفونه بأنه احتلال، إذا أخذنا بمنطقكم هذا وسلمنا أيضاً بما تصفونه بأنه احتلال، فلتعلموا إذن أن آخر احتلال قعد في عدن هو الإحتلال البريطاني ولبث فيها مائة وتسعاً وعشرين سنة، وأنتم مستعجلون على الإمارات وعادها ما أكملت سنتين».
ويعتبر الإعلامي، مهدي الخليفي، بدروه، في حديث إلى «العربي»، أن «دور الإمارات محوري وأساسي ومرحب به، ونتمنى أن تتحول علاقة الإمارات بالمجلس الإنتقالي الجنوبي إلى علاقة شراكة استراتيجية… ونتمسك بحقنا وثورتنا وهدفنا المتمثل بالتحرير والاستقلال».
لكن في مقابل تلك الأصوات المؤيدة للإمارات من دون شروط أو بتحفظ، يظل واضحاً أن ثمة مزاجاً رافضاً لوجودها بدأ في التشكل وهو في تزايد مستمر. الناشط السياسي، عدنان باوزير، يصف، في حديث إلى «العربي»، دور الإمارات بأنه «دور تخريبي وخطير، يجب اجتثاثه قبل أن يترك تبعات خطيرة».
من جهته، يعتبر الناشط السياسي، محمد دنبع، في تصريح لـ«العربي»، أن «دولة الإمارات تمارس احتلالاً، وتبني جيوشاً على أساس مناطقي، ومندوبها السامي حاكم عدن الفعلي، وفي الوقت الذي تدور فيه المعارك في المخا فهي مشغولة بمناطق الثروة في الجنوب». ويطالب دنبع دولة الإمارات بـ«الاعتراف بالجنوب وبناء علاقات شراكة، غير هذا لن نرضى أن نكون أتباعاً لأحد، ما لم فليرحلوا عن الجنوب بسلام».