ثورة الحق المبين
متابعات | كتابات | العقيد/أحمد الزرافة
لا شك أن الثورات الحقيقية العظيمة التي تقوم بها الشعوب العريقة هي وحدها التي تأتي تعبيراً صادقاً عن إرادة شعبية حية وعزيمة متجددة لا تقهر ولا تعرف اليأس أو المهادنة أو الانكسار أو الرجوع عن تحقيق الأهداف النبيلة العظيمة تلبية لطموحات وتطلعات الشعوب الحية الوثابة الثائرة في وجه الطغاة والمستكبرين والفاسدين واعداء الحياة.
ولا شك أن ثورة الـ21 من سبتمبر العظيم 2014م قد حملت في طياتها كل تلك الأهداف معززة ومسنودة بكل عوامل النصر والبقاء والاستمرار والتجدد.
فهي ثورة شعبية حقيقية عارمة جاءت بكل عنفوانها وألقها الناصع البياض الذي ازال ظلم وديجور الطغاة والمستكبرين عتاولة الهبر وناهبي الاقطاعيات رموز الفساد وسدنة الفجور الذين ما برحوا يمتصون ثروات الشعب اليمني ويقتاتون على أنات وآلام وأوجاع ومعاناة البسطاء المغلوبين على أمرهم.
ولأن الشعب اليمني قد شب عن الطوق وعرف طريقه الصحيح التي ستوصله إلى بر الأمان فقد كان على موعده وأوانه وزمانه الصحيح مع الحق الذي لا يأتيه الباطل من فوقه أو من تحته ولا يخطئ العنوان أبدا.
لقد كانت الأحداث التي سبقت قيام ثورة 21 سبتمبر تهيئ وتستدعي بكل الحاح ذلك الحراك الشعبي الثائر فنهض المارد العملاق الذي خرج من رحم الشعب وصميم أوجاعه ومعاناة المقهورين وصيحاتهم المستغيثة من بطش حفنة وشلة فاسدة استولت على مقدراته وخيراته وحاولت سلبه حريته تحت مسميات زائفة كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان.
تلك الشلة وأدواتها لم تراع ذمة ولا دين ولم تخف من الله ولا من عقابه أو حتى لومة لائم لا لشيء إلا لأن صناع الأزمات وناهبي أحلام الشعب راق لهم ذلك بعد أن نهبوا خيراته وأكلوها ظلما وبهتانا فتطاولوا وظنوا أنهم قادرون على فعل ما يريدون فكانت حتمية الثورة السبتمبرية لهم بالمرصاد فكسر حاجز الخوف وتبدد الوهم المصنوع من السراب الذي ظل الفاسدين يتسترون به ويقفون خلفه متوارين بظلمهم عن الأنظار غير أن عناية الله وإرادة الشعب وعدالة قضيته أزاحت ذلك الوهم وكسرت أسطورته الخزفية فانكشفت عورت الطغاة واتضح جليًا أن ذلك الوهم قد ولاّ مدبراً يجر ذيول الخزي وعار العزيمة وأصبح عدماً مع أول قطرة دم طاهرة زكية ضحى بها شرفاء الوطن وثواره الأبرار في سبيل الخلاص من ذلك الكابوس الأليم.
من يصدق أن يهرب عتاولة الفساد ورموزه وأساطين الخيانة والتآمر على الشعب بتلك الكيفية المتسارعة المهينة لولا ثورة 21 سبتمبر التي أثبتت أنهم بذلك الوهن والضعف الذي لم يصمد أمام زئير أسود الثورة وأشبالها الميامين أياما معدودة.
لقد تهاوى الظالمون هم وإفكهم وزيفهم أمام ثورة شعب انهكته الظروف والأحداث المتلاحقة منذ 2011م إلا أن المارد السبتمبري أثبت أن الشعب اليمني حي لا يستكين ولا يركع إلا لله الواحد القهار.
كيف لا وقائد هذه الثورة هو السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي جاء من بين خيرة أبناء هذا الشعب الأصيل فقاد ثورة الجياع المستضعفين شاهرا سيفه الطاهر في وجه عتاولة الفساد ورموز الاستكبار الذين ظنوا ردحا من الزمن أنهم لا يقهرون وأنهم وحدهم من يأمرون فيطاعون فحولوا القبيلة والدولة إلى اقطاعيات يتقاسمونها بينهم فيما الشعب واقف يرقب ويتحفز للوثوب في وجوههم ليطيح بكل أوهامهم الفاسدة التي اتخذت من قيم الدين قناعا ومن السنة والأعراف ستارا مشوها ومن الكذب والتدليس إزارا غير أن إرادة الله وثورة المستضعفين أسقطت أقنعتهم وكشفت زيفهم فثبت بطلان ما يزعمون.
لقد اتخذوا من القبيلة نصيرا فتخلت عنهم في أولى محطات المواجهة وانحازت للشعب وثورته.
واتخذوا من الفساد زادا فسحبه الثوار من تحت أرجلهم وأوقف جريان مكاسبه إليهم وهم خانعون.
واتخذوا من صبر الشعب وحلمه عليهم فسحة وزمناً فأوقفت الثورة دوران عقارب زمنهم وإلى الأبد.
ولرفع الظلم عن الشعب وتحقيق طموحاته وانتصار ثورته قض الله له الفارس الملهم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائداً محنكا ورمزا وطنيا صال وجال فقاد هذه الثورة المباركة التجديدية العملاقة التي جعلت الفاسدين يصبحون اثراً بعد عين فهربوا مهرولين مرعوبين منكسين رؤوسهم إلى أسيادهم وأولياء نعمتهم في السعودية وبعض دول الخليج وغيرها من دول العالم وكأن الله أراد أن يشتت شملهم ويجعلهم يتسولون ما بأيدي الآخرين بعد أن نهبوا البلاد والعباد فتلاشت في لمح البصر لأن الله اراد الاقتصاص لشعب اليمن المظلوم منهم فأذهب الحرام وأهله فكان حكم الله مفعولاً.
ولعل من أهم وابرز ما يميز ثورة الـ21 من سبتمبر الظافرة هي أنها مستمرة في مواجهة الطغاة ومن يقف مساندا وداعما لهم في تحالف عدوانهم السعودي الصهيو أمريكي الغاشم الذي مرغ الثوار الأباة من الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين بأنوفهم ومخططاتهم العدوانية التراب وأذاقوهم الويل والعار والهزائم المتلاحقة خلال أكثر من عامين ونصف العام من العدوان الهمجي على بلادنا وشعبنا الثائر الأبي.
وها نحن نحصد الانتصارات ونعلنها للعالم مدوية إن إرادة الشعب اليمني لا تقهر وأن اليمن مقبرة الغزاة ليس في الماضي فحسب بل والحاضر وفي كل زمان.
قال تعالى “أوذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير”.
الموت والخزي والعار للمعتدين والغزاة والعملاء والنصر للجيش واللجان الشعبية والرحمة والمغفرة للشهداء والشفاء للجرحى.
مدير العلاقات العامة بالإدارة العامة للمرور