تصفية أسرى «القاعدة» بأبين: ما الذي يُراد دفنه؟
متابعات| العربي:
تضاربت المعلومات بشأن إقدام قيادة الحملة العسكرية التي تقودها القوات الموالية للإمارات في مديرية الوضيع بمحافظة أبين، على تصفية أسرى تنظيم «القاعدة» الذين اعتقلتهم بعد وصولها إلى المديرية أمس الأول الأربعاء. مصدر محلي في الوضيع أكد، لـ«العربي»، «قيام قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، عبد اللطيف السيد، بتصفية القيادي في تنظيم القاعدة، عبد الرحمن دهيس، المكنى بـ(أبو عبد الله الكازمي)»، في حين تحدثت معلومات أخرى عن «تصفية عناصر القاعدة الثلاثة المعتقلين، وهم: الكازمي، وأحمد لزرق، وناصر جوبح أبو معاذ».
وبحسب مصدر موثوق تحدث إلى «العربي»، فإن «إقدام عبد اللطيف السيد على تصفية أبو عبد الله الكازمي جاء بعد اعتراف الأخير بقتل علي السيد، شقيق عبد اللطيف، في مديرية جعار، في ديسمبر من العام 2015، واعترافه أيضاً بتنفيذ عدد من الإغتيالات، من ضمنها اغتيال قاسم الشمبا، قائد الحزام الأمني في الوضيع، في أغسطس الماضي». ووفقاً للمصدر نفسه أيضاً، فإن «أولاد الشمبا شاركوا في تصفية الأسرى».
لكن مصدراً في قوات «الحزام الأمني» نفى مسؤولية السيد عن مقتل الكازمي، قائلاً إن الأول «تفاجأ بالأمر»، ملصِقاً الواقعة بجندي من أفراد «الحزام»، يُدعى الكازمي، قتل الأسرى الثلاثة انتقاماً لوالده الذي كانت تمت تصفيته على أيدي عناصر من «القاعدة» قبل أكثر من عام.
ويُعدّ المعتقلون الثلاثة من عناصر «القاعدة» الذين لعبوا دوراً محورياً في عملياتها جنوبي اليمن خلال السنوات الثلاث الأخيرة. في هذا الإطار، يكشف مصدر مقرب من تنظيم «القاعدة»، لـ«العربي» عن أن «أبو عبد الله الكازمي يُعتبر المسؤول الميداني للتنظيم في المنطقة الوسطى، وهو متهم بتنفيذ اغتيالات طالت عدداً من القيادات العسكرية والأمنية في تلك المناطق، وتعرض لإصابة أثناء مشاركته في جبهات القتال ضد مقاتلي (أنصار الله)»، لافتاً إلى أن «الكازمي من أبناء مدينة مودية قرية القوز، وأحد تلاميذ القيادي في تنظيم القاعدة، محمد عبد الله درامة، والأخير شارك في عملية تدمير البارجة الأمريكة (يو إس إس كول) في العام 2000».
ويضيف المصدر أن «أحمد الخضر لزرق كان مسؤول (القاعدة) في المنصورة في مدينة عدن، بتكليف من قائد التنظيم في عدن، وائل سيف (أبو سالم)، عندما كان عناصر التنظيم متواجدين في المنصورة ومتخذين من مبنى المجلس المحلي مقراً لهم في العام 2015. كما يُعدّ الأزرق من العناصر التي شاركت في العديد من العمليات التي قام بها التنظيم في مدينة عدن».
وأثارت حادثة تصفية الأسرى جدلاً واسعاً في الوسط السياسي والحقوقي والإعلامي الجنوبي، خصوصاً أنه لم يصدر، حتى الساعة، أي بيان رسمي من قيادة «التحالف» أو «الحزام الأمني» حول الواقعة. وكتب الناشط في الحراك الجنوبي، علي المسقعي، على صفحته في «فيس بوك»: «فضيحة يتم معها دفن كنز من المعلومات. تمكنوا من قتل أبوعبد الله الكازمي المسؤول الأول عن الإغتيالات في محافظة أبين، وأحمد الخضر الذي يعد الصندوق الأسود لعمليات الإغتيالات التي حدثت في المنصورة بالعاصمة عدن، وبقتلهما يتم دفن كنز ثمين».
وما يعزز تلك الشكوك أن جهات أمنية في أبين تحدثت عن تصفية المعتقلين بإيعاز من جهات سياسية نافذة، خوفاً من افتضاح العديد من الأسماء والملفات والجهات المتورطة في دعم الجماعات المتطرفة في اليمن. وبحسب تلك التسريبات، فقد اعترف، يوم أمس، القيادي في تنظيم «القاعدة»، أحمد الخضر لزرق، في جلسات التحقيق الأولية، بمسؤوليته وآخرين عن عمليات اغتيال واسعة في عدن، طالت قيادات بارزة في الحراك الجنوبي وعسكريين.
وتساءل الناشط، عبد الله حسين، وهو من أبناء الوضيع، في حديث إلى «العربي»، عن «المستفيد من تصفية الإرهابيين؟ كنا نتمنى أن تكشف الحقيقة»، مشيراً إلى أن «الجهة التي صفت المعتقلين هي نفسها التي تدعم الميليشيات، وتعطّل تفعيل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية». لكن آخرين رأوا أن تصفية الأسرى جاءت خوفاً من تهريبهم من قبل الجهات الأمنية.
وشهدت مدينة عدن، في فترات سابقة، عمليات تهريب وتصفية لمتهمين في قضايا مرتبطة بالإرهاب. وقبل أسابيع، تم تهريب سونيا عبده نعمان، التي كانت معتقلة في سجون قوات «الحزام الأمني» بتهمة المشاركة في اغتيالات.
وكان قد اتهم نائب مدير أمن عدن، العقيد علي الذيب، جهات في أمن عدن، مقربة من الإمارات، بتهريب عناصر «القاعدة» الذين اعتقلتهم قواته. وفي مارس الماضي، كشف هدار الشوطحي، قائد «الحزام الأمني» في لحج، أن عناصر «القاعدة» الذين استهدفوا المجمع الحكومي في الحوطة كانوا يتلقون تدريبات في معسكرات تابعة لقوات «التحالف».