لماذا تتقاعس #الأمم_المتحدة في مساعدة اليمن؟
متابعات | تقارير | الوقت التحليلي
أعرب ناشط يمني منذ مدة ليست بالبعيدة عن رأيه قائلا: “نحن اليمنيون فقدنا الأمل في الامم المتحدة، ونشعر أنه لا جدوى من أي حملات إغاثية دون الوصل لحل سياسي في البلاد”. والملفت في الأمر أن هذا الرأي يتفق عليه الكثير من اليمنيين.
بعد رأي هذا الناشط الغاضب من إهمال الأمم المتحدة لليمن والمأساة التي يمرّ بها المدنيين في هذا البلد جرّاء العدوان السعودي عليها، لابد من أن نطرح عدّة أسئلة وهي “لماذا تتقاعس الأمم المتحدة في إنقاذ اليمن”؟ و”إلى متى تستمر معاناة المدنيين ومن هو المسؤول عنها؟
لكي نجيب على الأسئلة المطروحة آنفا لابد من استعادة ذكرى مُخزية، أي في 8 يونيو/حزيران عندما قامت حينها دولا حليفة للسعودية بممارسة ضغوط قوية على الأمين العام السابق للأمم المتحدة “بان كي مون” بعد إدراج مايسمى التحالف العربي (العدوان على اليمن) على “القائمة السوداء” الأممية.
وانهالت مكالمات خليجية، على مكتب بان كي مون بعد إعلانه إدراج التحالف العربي “المشؤوم” الذي تقوده الرياض، على “القائمة السوداء” الأممية بسبب التقارير عن انتهاكات مستمرة لحقوق الأطفال في اليمن من قبل قوات العدوان.
وابتزت في ذلك الوقت الرياض الأمم المتحدة، واشترطت على المنظمة الحقوقية إما سحب إتهامها الذي فضح جرائم التحالف المزعوم أو أنها ستقطع التمويل عن برامج المنظمة، ولا سيما عن “الأونروا”.
ولاشك أن ماطرحناه فيما سبق هو الجواب القطعي على سبب تقاعس الأمم المتحدة في إعانة الشعب اليمني، الذي قاسى الويلات والمصائب جرّاء ضربات تحالف العدوان السعودي على اليمن.
وهو الأمر الذي سلّط الضوء على الدور الركيك والمشبوه التي تقوم به الأمم المتحدة في شرعنة الصراعات وتأجيجها، بما يتنافى مع الهدف الرئيسي التي قامت من أجله المتمثل في حفظ الأمن والسلم الدوليين.
ولكن مافضح تخاذل المنظمة الحقوقية تجسّد في البيان الصادر من مجلس رئاسة الأمم المتحدة بتاريخ 2017/6/16 م، والذي تضمّن فقرات تتنافى مع أبسط المعايير للشرعية الدولية المتمثلة في ميثاق الأمم المتحدة، من حيث تأكيده على دعم المبعوث الدولي لليمن، والذي أظهر انحيازا تاما لطرف العدوان السعودي وأصبح يتحرك ضمن أجندات تتنافى ومارسمه ميثاق المنظمة للوساطة، كأحد وسائل حل النزاعات بالطرق السلمية بين الدول.
وعلى هذا فان المسألة واضحة لا لبس فيها، أن الأمم المتحدة لا يهمها أمر الأمم واتحادها بقدر ماتوليه من أهمية للتمويل الذي تتلقاه من قادة الأمم.
والمثير للسخرية هو ما طالب فيه بيان الأمم المتحدة “بعد رفعها للتحالف السعودي من “القائمة السوداء” لقتلها 60 بالمائة من أطفال اليمن”، من أنصار الله وأنصار الرئيس السابق “علي عبد الله صالح” لوقف هجماتهم على السعودية البريئة، متجاهلا آلاف المجازرالتي ارتكبها تحالف العدوان السعودي بحق المدنين واستهدافها البنية التحتية المدنية في معظم المحافظات اليمنية، والموثقة معظمها من خلال التقارير الدولية للهيئات الدولية والوكالات التابعة لها بما تمارسه قوى العدوان بقيادة السعودية من ارتكاب لجرائم حرب بحق اليمنيين.
والأنكى من كل ماذكرناه سابقا هو أن مساعد الأمين العام للامم المتحدة “للشؤون الإنسانية” المستشار الخاص بالازمة الانسانية باليمن “رضوان نويصر”، وصل يوم الأحد الماضي إلى العاصمة صنعاء، في زيارة استغرقت ثلاثة أيام ليكشف على أوضاع الشعب اليمني، الذي باتت صور ضحاياه من الأطفال تكتظ بها مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعا هذا المبعوث الانساني من داخل غرفة الفندق الفاخر الذي نزل فيه، الى عدم اعتراض المساعدات الإنسانية التي تصل إلى اليمن، متغافلا عن الجهة التي تقوم باعتراض هذه المساعدات المتمثلة في مموّلته السعودية وتحالفها.