آل سعود و”إسرائيل”.. تحالفات سرية لتدمير الشرق الأوسط (مترجم)
متابعات | تقارير | صحيفة البديل المصرية
يبدو ظاهريا أن السعودية وإسرائيل بمثابة أعداء، لكن في الواقع تتعاونان سرا، لاسيما في الأمور التي تتعلق بإيران وسوريا وروسيا وإسرائيل نفسها، والقضية الفلسطينية، والعراق والبحرين، وغيرها من القضايا الكثيرة التي تخص المنطقة.
تمكن آل سعود وإسرائيل من تحديد السياسات الخارجية للولايات المتحدة، من خلال تحالفهما السري؛ فالسعودية الدولة الديكتاتورية الوهابية تدخل في شراكة نفطية مع الولايات المتحدة، وفي المقابل، تتغاضى الصحف والحكومة الأمريكية عن اضطهاد ملكها للأقليات الدينية في البلاد، حيث يتم حاليا قصف منطقة العوامية في المنطقة الشرقية، وسط صمت دولي.
تعد إسرائيل رمزا لدولة الفصل العنصري، حيث تفرق في المعاملة بين اليهود أنفسهم بناء على أصولهم، ما إذا كانت عربية أو أوروبية، كما تحظى بدعم مالي أمريكي هائل، فبعض الشخصيات القوية في الولايات المتحدة تحمل جنسية مزدوجة هي الإسرائيلية والأمريكية، ويقدمون الدعم المالي للإعلام الأمريكي للعمل في صالح إسرائيل.
عائلة آل سعود والحكومة الإسرائيلية حلفاء، خاصة لأن من أهدافهم المشتركة، غزو وتدمير إيران بشكل عام، والآن يشتركان في تدمير العراق وسوريا ولبنان.
التحالف بين عائلة آل سعود والحكومة الإسرائيلية له أثر كبير على تشكيل السياسات الخارجية للولايات المتحدة تجاه إيران، وعلى أي حليف لطهران مثل سوريا وروسيا، التي تعد أيضا حليفا لسوريا.
تتأثر السياسات الأمريكية بالسعودية وإسرائيل، من حيث الحلفاء والأعداء؛ على سبيل المثال، تعد باكستان حليفا وثيقا للسعودية، بينما الهند جارة باكستان ذات التعددية الدينية، تسقط ضحية للإسلاموفوبيا التي تنشرها باكستان على طول الحدود بدعم من السعودية، وبناء على ما يحدث.
تنشر السعودية مذهبها الوهابي في باكستان، حيث أنشأت الرياض ألف و744 مركزا دينيا لنشر المذهب، ومن الواضح أنه ينتشر بسرعة، ويؤثر على علاقات باكستان بالقوى الكبرى، خاصة حين يقع خيار التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا.
يسيطر هاجس الكراهية الشديدة لإيران على عائلة آل سعود والحكومة الإسرائيلية، وتختلف أسباب الكراهية عند البلدين، لكن الهدف بينهما نفسه وهو تدمير إيران، حيث أصبح هوسا مشتركا يكفي لتوحيدهما.
لدى عائلة آل سعود أداة أساسية للسيطرة على الحكومة الفيدرالية الأمريكية وحليفتها حكومة إسرائيل التي تسيطر على الحكومة الأمريكية وتبذل ما في وسعها لإضعاف إيران، وإن لم يكن لمحوها من على الكرة الأرضية.
الدول الأوروبية ليست معادية لإيران، لكن الحكومة الأمريكية تدفعها لهذه المعادة بناء على رغبة إسرائيل التي تسيطر على الكونجرس الأمريكي، ومعظم وسائل الإعلام الأمريكية.
تبرز وسائل السيطرة الإسرائيلية على الحكومة الأمريكية في العديد من الطرق، ومن بينها حادثة “يو إس إس ليبرتي” عام 1967، يمكن وصف هذه الحادثة بأنها أحلك صفحة في تاريخ العلاقات “الحميمة” بين إسرائيل والولايات المتحدة، ففيها قتل 34 بحارا وجرح 174 آخرين عدا الإهانة التي لحقت بواشنطن.
حدث ذلك في 8 يوليو عام 1967، أثناء ما يعرف بحرب الأيام الستة، حينها هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية سفينة التجسس الأمريكية “يو إس إس ليبرتي” أثناء وجودها في المياه الدولية بالبحر المتوسط، على بعد 15 ميلا قبالة سواحل شبه جزيرة سيناء.
وتتميز تفاصيل واقعة الهجوم الجوي الإسرائيلي على السفينة الأمريكية “يو إس إس ليبرتي” بغرابتها وعنفها؛ إذ راقبت الطائرات الحربية الإسرائيلية سفينة حليفتها الأولى على مدار 8 ساعات، وحلقت 9 مرات فوقها على ارتفاع 80 مترا.
ويصف الخبراء العسكريون هذه المسافة بأنها كافية كي يرى كل طرف الآخر، إلا أن الطائرات الإسرائيلية عوضا عن إرسال إشارات التحايا إلى السفينة الحربية الأمريكية، أرسلت إليها حمما من الصواريخ وقذائف المدفعية والطوربيدات والنابالم، ما أدى إلى مقتل 34 بحارا أمريكيا وإصابة 174 آخرين.
هناك أدلة دامغة تؤكد أن الهجوم الإسرائيلي كان محاولة متعمدة لتدمير السفينة الأمريكية وقتل طاقمها بأكمله، وبالتالي ارتكبت إسرائيل أعمال قتل ضد الجنود الأمريكيين، وحرب ضد الولايات المتحدة.
لم تتمكن الولايات المتحدة من فعل شيء نتيجة تأثير مؤيدي إسرائيل الأقوياء في الولايات المتحدة، واستمرار الضغط من جانب اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا والمستمر حتى يومنا هذا.