كل ما يجري من حولك

صنعاء… توتر الشركاء يضاعِفُ مخاوفَ الشارع

614
متابعات| العربي| رشيد الحداد:
حالة توتر غير مسبوقة بين شركاء الحكم في صنعاء هي الأولى والأخطر من نوعها منذ بدء الحرب في اليمن. فالكثير من التباينات التي تصاعدت بين حزب «المؤتمر» وحركة «أنصار الله» خلال الأيام الماضية أثارت مخاوف سكان العاصمة من خروج الخلافات عن السيطرة قبل تاريخ 24 أغسطس الجاري.
وبالتزامن مع بدء العد التنازلي لاحتفاء «المؤتمر الشعبي العام» بذكرى تأسيسه الـ35 بحشد جماهيري كبير في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء الخميس المقبل، تصاعدت حدة الخلافات بين الحزب والحركة على خلفية حملات إعلامية وشائعات وجهت ضد «أنصار الله» من قبل نشطاء محسوبين على «المؤتمر» كما تقول الحركة، وهو ما قوبل برد فعل مضاد شمل تذكير «المؤتمر» برصيده التاريخي ومنجزاته خلال فترة حكم الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، واتخذ الهجوم والهجوم المضاد من صفحات شبكات التواصل الإجتماعي مكاناً له.
انهيار التهدئة
وجاءت الأزمة الجديدة بين الجانبين عقب انهيار اتفاق التهدئة الإعلامية الموقعة في التاسع عشر من يوليو الماضي بين الطرفين، وأكد فيها الطرفان على «محاسبة أي تناول إعلامي رسمي أو حزبي أو مستقل أو غيره من شأنه إضعاف وحدة الصف الداخلي ووحدة المجتمع وتماسكه، وإثارة الشقاق والخلاف بين المكونات المناهضة للعدوان، والابتعاد عن التشويه لأي من المكونين لأي هدف كان، يضاف إلى التزام الطرفين بعدم إثارة القلق والخوف والهلع لدى المجتمع بأي شكل من الأشكال أو التسبب في ذلك».

وألزم البند الرابع من اتفاق التهدئة الأخير، الذي حصل «العربي» على نسخه منه، قيادات «أنصار الله» و«المؤتمر» بـ«اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه أي شخصية إعلامية أو سياسية أو أي وسيلة إعلامية تابعة لأي حزب أو مكون تخرج عن هذه الضوابط المتفق عليها». وشدد الإتفاق، الذي وقع عليه طارق الشامي، رئيس الدائرة الإعلامية في «المؤتمر»، وضيف الله الشامي، عن «أنصار الله»، على «ضرورة الإبتعاد عن المناكفات والمهاترات وإثارة القضايا الجانبية التي تؤثر على التلاحم الإجتماعي». وألزمت المادة السابعة منه الطرفين «بمعالجة الخلافات والتباينات خلال اجتماع القيادات، وليس في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي».
إلا أن الإتفاق لم يصمد إلا بضعة أيام وانهار انهياراً شاملاً، تحولت في ما بعده صفحات نشطاء الطرفين في «فايسبوك» إلى ساحات صراع يتبادل فيها الطرفان الإتهامات والتخوين المتبادل.

طرف ثالث
يتفق الطرفان على أن ثمة طرفاً ثالثاً موالياً لـ«التحالف العربي» عمل على تأجيج الخلافات، والتي كادت أن تفض «تحالف الضرورة»، ومع ذلك لم تتوقف الحرب الباردة. وعلى مدى الفترة الماضية، كان الخلاف يستعر تحت الرماد حول عدد من القضايا، والتي أهمها تبادل الإتهامات بالمسؤولية عن عدم صرف الرواتب لموظفي الدولة، وتصاعد الفساد المالي والإداري، والوقوف وراء مبادرة مجلس النواب التي عرفت بـ«مبادرة السلام الداخلية» والتي أثارت موجة انتقادات حادة من قبل نشطاء الطرفين، وكذلك تدشين حملة توقيعات لترشيح العميد أحمد علي عبد الله صالح للرئاسة، والتي نفى مكتب الرئيس السابق في بيان أي علاقة بها، ويضاف إلى ذلك تدشين حملة واسعه للاستقطاب الحزبي وضم عشرات الآلاف من الشباب إلى عضوية «المؤتمر».
تذمّر «أنصار الله»
وبينما عبر الكثير من الموالين لـ«أنصار الله» عن قلقهم من تصاعد النشاط الحزبي لـ«المؤتمر»، أكد عبد الملك العجري، عضو المكتب السياسي للجماعة، أن «القضية ليست قضية تخوف، لكن طريقة وأسلوب الشركاء في المؤتمر تجعلهم كمن يلف حزاماً ناسفاً حول خصره ويتهيأ لتفجير نفسه في المكان الغلط». وأشار العجري، في تصريح لـ«العربي»، إلى أن من حق «المؤتمر» أن يقيم فعالياته الخاصة وأن يقدم مشروعه للشعب، و«لكن ليس على ظهور الآخرين وعلى حساب سمعتهم»، لافتاً إلى أن «المؤتمر عمل منذ شهرين على استنفار وتحشيد قواعده الشعبية بطريقة موجهة نحو الداخل وليس للخارج». واتهم العجري «المؤتمر» بخلق عدو وهمي من «أنصار الله»، و«استغلال المعاناة الراهنة لخلق حالة تذمر ضدهم وتحميلهم مسؤولية ما يحدث، وهو ما يعد تبرئة للتحالف».
You might also like