كل ما يجري من حولك

ساعات حاسمة : الحوثي يقلب الطاولة على صالح

548

متابعات| المراسل نت

تتساوى نسبة التوقعات بأن تسير الأمور بين الحوثيين وحزب المؤتمر نحو التصعيد بنفس النسبة من التوقعات بأن يتمكن الطرفان من تجاوز الأزمة القائمة بينهما، غير أن كل طرف يعمل على تفادي المفاجآت غير السارة من خلال الاستعدادات لأسوأ الاحتمالات.

وعلى الرغم من وضوح انخفاض حدة الهجوم على الحوثيين من قبل علي صالح رئيس المؤتمر عقب خطاب عبدالملك الحوثي، واعتبار ذلك تراجعاً لاندفاعة المؤتمر خلال الأيام الماضية ضد جماعة الحوثيين، إلا أن الأخيرة ما تزال قلقة من المؤشرات الأخرى بينها تعليق وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الذي اعتبر مرحباً بخطاب صالح وتضمن تلميحاً بالمراهنة عليه لتوصل لتسوية سياسية تقصي الحوثيين.

وبناء على ذلك فإن تراجع حدة صالح في خطابه لم يكن كافياً لإزالة مخاوف الحوثيين الذين يجهزون أنفسهم لقلب الطاولة على المؤتمر في حال أقدم الأخير على مفاجأة غير سارة.

ويعلق أحد السياسيين اليمنيين في حديث لـ المراسل نت على تحركات الحوثيين ودعواتهم المتزامنة لحل الخلافات، بأن الجماعة لا تريد أن تنهار الشراكة مع المؤتمر وهي تفضل ذلك لكنها في ذات الوقت لا تريد أن تصطدم بمفاجآت غير متوقعة ولذلك فهي تعد لكل الاحتمالات للتعامل معها.

خطاب الحوثي..نقطة التحول

أظهرت جماعة الحوثيين قدرة ملحوظة على حشد طاقاتها والمضي بعدة اتجاهات منها الاتجاه القبلي وخصوصاً في إطار “قبائل طوق صنعاء، والاتجاه السياسي وفيه استطاعت اختراق منطقة المؤتمر وسحب بعض حلفائه من الأحزاب نحوها، والاتجاه الأمني-العسكري، وأخيراً التحرك في كل تلك الاتجاهات في إطار الجماعة ذاتها.

وكان خطاب عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين نقطة تحوّل كبيرة بعد هجومه الكبير على المؤتمر، حيث استطاع أن ينقل جماعته في صراعها مع المؤتمر من موقع الدفاع إلى الهجوم، وكان واضحاً أن الخطاب استحوذ على مواقف المؤتمر من خطاب صالح إلى كلمة عارف الزوكا وغيرهما من قيادات المؤتمر.

خطاب الحوثي السبت الماضي جاء ضمن لقاء مع مئات الشخصيات القبلية والدينية والسياسية والاجتماعية ممن أطلق عليهم “حكماء اليمن” وتضمن توضيحاً شاملاً من قبل ناطق الجماعة محمد عبدالسلام الحوثي، لكل محطات المفاوضات والمحادثات واللقاءات التي حدثت منذ بدء الحرب، وفي التوضيح كشف أن تفاهمات ظهران الجنوب بالسعودية قبل مفاوضات الكويت كان المؤتمر مشاركاً بها وبذلك أنهى مسلسلاً طويلاً من استغلال المؤتمر لتلك التفاهمات لتخوين الحوثيين باعتبار أن المؤتمر لم يشارك فيها وهو ما وصفه عبدالسلام بأنه كان “طعن في الظهر” قبل أن يعترف أمين عام المؤتمر عارف الزوكا في ذات اليوم بأن الحزب كان مشاركاً بتلك التفاهمات.

رهان حوثي على قبائل صنعاء

لقاء “حكماء اليمن”-محافظة صنعاء

في إطار تحركات الحوثيين الاستباقية، شهدت عدة محافظات، اليوم الاثنين، لقاءات قبلية موسعة تحت عنوان “لقاءات حكماء اليمن” وكان لافتاً حجم الحضور القبلي.

بين تلك اللقاءات التي جرت بصنعاء العاصمة ومحافظة صنعاء ومناطق ما يسمى “طوق صنعاء” حيث تظهر الصور التي حصل عليها المراسل نت، أن الحوثيين تمكنوا من اختراق ساحة علي عبدالله صالح القبلية، حيث حضر عدد من المشايخ والأعيان الذين كانوا في فترات ماضية محسوبين على صنعاء.

وخلال ما سمي “لقاء حكماء وعقلاء اليمن من مشايخ ووجهاء محافظة صنعاء” صدر بيان تلقاه المراسل نت تضمن عدة نقاط بعضها يظهر الحرص على حماية التحالف بين الحوثيين وشركائهم وبين المؤتمر وشركائه، ونقاط أخرى تؤكد الاستعداد للاحتمالات الأخرى.

وبحسب البيان، أقر لقاء محافظة صنعاء على “ضرورة تشكيل 6 لجان وهي  لجنة التجنيد.. لجنة لحماية وحدة الصف الداخلي .. لجنة تقييم أداء المؤسسات الحكومية _  لجنة تفعيل وتصحيح وضع القضاء ..لجنة تفعيل الاجهزة الرقابية.. لجنة لمتابعة الوضع الاقتصادي ومعالجة مشكلة الرواتب معالجة واقعية بعيدة عن المزايدات والاستثمار الحزبي والسياسي” بحسب نص البيان.

من لقاء “حكماء اليمن”-محافظة مأرب

ويتضمن البيان الصادر عن وجهاء صنعاء، إشارة لاستمرار القلق من تحركات المؤتمر، حيث أكد المجتمعون أن مواجهة ما وصفوه “العدوان” ودعم الجبهات بالمال والسلاح والرجال كلها  “أولوية الولويات وأن أي تحرك ميداني أو اعلامي او مجتمعي لا يجعل تلك الأمور هي الاولوية فإن اصحابها يعرضون انفسهم للمساءلة والمحاسبة امام الله سبحانه وأمام الشعب”.

كما دعا البيان جميع الأطراف (الحوثيين والمؤتمر) إلى “الحفاظ على وحدة الصف الداخلي ورفض كل الدعوات والنعرات الحزبية والفئوية والتي تسعى لتأزيم وتفجير الوضع الداخلي” بحسب نص البيان.

ويرفض البيان أي محاولة للانتقاص من المقاتلين الذين يواجهون التحالف السعودي واعتبروا ذلك غير مقبول.

وفي ظل حديث صالح عن مبادرات للسلام وتقديم مجلس النواب لمبادرة تبين لاحقاً أن صالح موافق عليها، يؤكد البيان عن رفض المجتمعين رفضاً قاطعاً لما وصفوه “أي مساومات او مبادرات او حتى مجرد فتح باب النقاش سواء فيما يخص ميناء الحديدة أو أي شبر في اليمن”.

محمد الحوثي..صداع صالح الجديد

تحول رئيس اللجنة الثورية “محمد علي الحوثي” إلى صداع يؤرق صالح وحزب المؤتمر ويظهر ذلك في خطابهم الذي بات يتضمن الهجوم على الحوثي بشكل مباشر.

رئيس اللجنة الثورية الحوثية، كان البادئ بقلب الطاولة على صالح وتحشيده لفعالية المؤتمر بدعوته للاحتشاد في مناطق محددة تطل على العاصمة صنعاء في ذات اليوم الذي يحتفل المؤتمر بذكرى تأسيسه.

وحضر الحوثي لقاء وجهاء محافظة صنعاء وألقى كلمة قال فيها إن “القوافل الشعبية واجتماعات عقلاء وحكماء واليمن شكلت رافدا حقيقيا للجبهات”.

وأضاف الحوثي أنه “يجب التوجه برؤوس مرفوعة إلى ساحات الثورة يوم الخميس المقبل لإسناد الجبهات” بحسب قوله.

من لقاء “حكماء اليمن”-محافظة صعدة

وبدأ الحوثي بمهاجمة المؤتمر بعبارات حادة مثل قوله “من لا يستطيع إظهار موقف قوي لدعم الجبهات فلا يستطيع تحرير شبر من الأراضي المحتلة في اليمن” كما هاجم فترة حكم صالح عندما قال “عليهم حساب 33 عاما، ونحن حاضرون لتقديم حساب بدءا من 2015م وحتى اليوم”.

وأضاف الحوثي “الشعب يعرفهم حين حكموا البلاد لفترة طويلة، ولا حاجة لهم لأن يُلمِّعوا أنفسَهم من جديد”. كما قال “لو اعتمدنا عليهم فقط لكانت صنعاء قد سقطت تحت الاحتلال”

لكن الحوثي ترك الباب مفتوحاً أمام تسوية الخلافات مع المؤتمر عندما قال “لا تزال الفرصة مواتية للم الشمل، ومن يسعى للتصعيد فليكن ضد العدو، ومن يستعرض العضلات فليكن في الجبهات”.

ويؤكد الحوثي أن دعوته للخروج ليست موجهة ضد المؤتمر بقوله “لسنا نحن في وارد استعراض العضلات على أحد في الداخل، وخروجنا إلى الساحات لرفد الجبهات”.

لقاءات قبلية متعددة

من لقاء “حكماء اليمن”-محافظة إب

وشهدت نحو تسع محافظات هي حجة وعمران وصعدة وذمار وإب وتعز والحديدة ومأرب والجوف لقاءات قبلية واسعة تحت العنوان ذاته “لقاء حكماء اليمن” لم تخرج في كلماتها أو بياناتها عمّا جاء في بيان لقاء محافظة صنعاء.

وظلت السمة الرئيسية لكل تلك اللقاءات أن شهدت حضوراً لشخصيات كانت محسوبة على صالح وتأكيد البيانات الصادرة على الحرص على وحدة الصف وبنفس الوقت عدم القبول بأي تنازلات أو حوارات منفردة مع دول التحالف وأطراف خارجية.

وعلاوة على ذلك، كان هناك لقاءات هامة لقبائل طوق صنعاء تمثلت بلقاء موسع لقبائل بني بهلول والطيال في منطقة خولان أعلنت خلاله الانتهاء من “تجهيز دفعات من المقاتلين وإرسالهم الى الجبهات” بمواجهة التحالف.

وقال بيان صادر عن القبيلتين تلقاع المراسل نت، إن أبناء قبائل بني بهلول والطيال يؤكدون على “وحدة الصف والموقف والخطاب وتحصين الجبهة الداخلية” و “مواجهة التصعيد علی كل المسارات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والإعلامية”.

وعبر البيان عن “الرفض القاطع للمساس او التفريط بوحدة وتراب الوطن ومياهه ومنافذه البحرية”.

تراكم الخبرات السياسية

كان ينظر لجماعة الحوثيين كجماعة تبرع في المجال العسكري، غير أن دخولها في المعترك السياسي منذ 2011 وزحمة الأحداث السياسية بالإضافة لانخراطهم في مفاوضات أعقبت الحرب على اليمن، كلها أسهمت في اكتساب الحوثيين خبرة في المجال السياسي وتوظيف العمل السياسي.

ولأن الجماعة ترتيب أوضاعها في ظل التوتر القائم في صنعاء مع المؤتمر، فإنها أرادت أن تكون الترتيبات شاملة لكل المجالات بما فيها السياسة.

وفي هذا السياق أعلنت جماعة الحوثيين استجابتها لدعوة أحزاب المشترك (باستثناء الإصلاح) لحضور لقاء سياسي موسع، صباح غد الثلاثاء،يضم جميع الأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية.

وتوالت البلاغات من قبل أكثر من 11 حزباً سياسياً إلى جانب أحزاب المشترك التي تعلن قبولها دعوة الحضور للقاء السياسي الموسع، وكان لافتاً أن حزب الشعب الديموقراطي “حشد” من بين الأحزاب التي أعلنت مشاركتها رغم أنه كان من ائتلاف الأحزاب المتحالفة مع المؤتمر، كما كان لافتاً استجابة حزب “السلم والتنمية” حيث أنه من أحزاب “التيار السلفي” والذي أعلن أنه سيشارك بالاجتماع السياسي.

وتضم الأحزاب التي لبت دعوة المشترك إلى جانب جماعة الحوثيين كل من تنظيم الاحرار وجبهة التحرير وحزب الوفاق الوطني وحزب السلام الاجتماعي وحزب شباب التنمية

وكذلك حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي “حشد” وحزب شباب العدالة والتنمية، وحزب الحرية التنموي، وحزب العدالة والحرية، وحزب التحرير الشعبي الوحدوي وحزب السلم والتنمية ” السلفي” بالإضافة إلى حزب الكرامة اليمني وكذلك الجبهة الوطنية لأبناء المحافظات الجنوبية.

استعداد أمني

ووضعت جماعة الحوثيين مسألة الأمن في رأس أولويتها ونشرت قوات وأطقم أمنية بشكل كبير أظهر سيطرتها على كل مربعات العاصمة صنعاء وجاهزيتها لتأمين العاصمة ومنع حدوث أي إشكالات.

تحركات الحوثيين في كل المجالات وإن جاءت كرد فعل وبدأت قبل يومين فقط إلا أن الجماعة أظهرت قدرة عالية على خلق مشهد يتناسب مع الوضع القائم، ورغم أن مهرجان المؤتمر ليس سبب الخلاف الرئيسي مع المؤتمر إلا أن يوم الخميس القادم الذي سيشهد المهرجان بميدان السبعين وخروج الحوثيين في أطراف العاصمة، أي بعد يومين، سيكون أحد الأيام الحاسمة في اتجاه التصعيد أو حل الخلافات.

 

You might also like