ودم الشهيدَين الأردنيين بنار ضابط السفارة لم يجف: مناورة كبيرة جدًا والأولى من نوعها بمُشاركة إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينيّة بدعمٍ أوروبيٍّ
متابعات| رأي اليوم| من زهير أندراوس:
عشرات آلاف الكلمات كُتبت في الفترة الأخيرة عن التوتّر بين عمّان وتل أبيب على خلفية قيام حارس في السفارة الإسرائيليّة في العاصمة الأردنيّة، زيف مويال، بقتل شخصين محليين بدّمٍ باردٍ، وسماح السلطات الأردنيّة له ولطاقم السفارة بالعودة إلى بلادهم دون التحقيق معه أوْ اتخاذ الإجراءات القانونيّة ضدّه، الأمر الذي أثار عاصفة شعبيّة وسياسيّة في المملك الهاشميّة.
ووفقًا لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، فإنّ الملك عبد الله، فكّر في إقالة الحكومة الأردنيّة برمتها على خلفية حادثة السفارة، وأنّ هذا التفكير ما زال قائمًا، ولكنّ الملك تراجع عن هذه الخطوة حتى انتهاء الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها قريبًا في الأردن، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ السؤال المركزيّ، الذي يقُضّ مضاجع النخب الأردنيّة والشارع أيضًا هو: مَنْ الذي أصدر الأمر بالسماح لطاقم السفارة الإسرائيليّة في عمّان، بما في ذلك الحارس القاتل، بمغادرة الأردن والعودة لإسرائيل، وذلك على الرغم من أنّ وزير الداخليّة الأردنيّ والمدعي العّام في المملكة تعهدا بتقديمه للمحاكمة في عمّان.
في السياق عينه، كشفت الصحيفة النقاب، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة في عمّان، كشفت عن أنّ العاهل الأردنيّ أمر بمنع عودة طاقم السفارة الإسرائيليّة إلى المملكة، قبل أنْ يتسلّم نتائج التحقيق الكاملة من السلطات الإسرائيليّة، بما في ذلك النتائج، والخطوات التي ستقوم الحكومة الإسرائيليّة باتخاذها ضدّ الحارس، زيف مويال، الذي قتل، وفق الاشتباه، المواطنين الأردنيين.
علاوةً على ذلك، أكّدت المصادر عينها أنّ صنّاع القرار في المملكة ألمحوا إلى نظرائهم الإسرائيليين بأنْ يقوموا بتغيير طاقم السفارة كاملاً، بما في ذلك تعيين سفير جديد مكان السفيرة الحاليّة، عينات شلاين. وتابعت المصادر قائلةً إنّ عودة طاقم السفارة الإسرائيليّة الجديد لن يكون عمليةً سهلةً بالمرّة، إذْ أنّ الشارع الأردنيّ غاضب جدًا على الإسرائيليين، وتحديدًا على الدبلوماسيين العاملين في المملكة، على حدّ قول المصادر. وأوضحت المصادر ذاتها أنّ الطلب الأردنيّ لا يُعتبر تدخلاً في الشأن الداخليّ الإسرائيليّ.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ العلاقات الإسرائيليّة مع السلطة الفلسطينيّة في رام الله ما زالت متوترة منذ أحداث المسجد الأقصى المبارك، والمصادر الفلسطينيّة المُقرّبة من رئيس السلطة تؤكّد قطع العلاقات بين الطرفين، بما في ذلك التنسيق الأمنيّ، الذي يعتبره عبّاس مُقدّسًا.
ولكن على على الأرض الوضع مُغاير تمامًا، فقد كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبريّة، المُقربّة من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، كشفت النقاب، نقلاً عن مصادر سياسيّة وأمنيّة رفيعة في تل أبيب، أنّ الدولة العبريّة والمملكة الأردنيّة الهاشميّة والسلطة الفلسطينية سيقومون للمرّة الأولى بإجراء مناورةٍ مشتركةٍ واسعة النطاق، تحت عنوان Middle East Forest Fire.
وأوضحت المصادر عينها، كما أكّدت الصحيفة، أنّ المناورة ستجري بين الثاني والعشرين والسادس والعشرين من الشهر القادم برعاية الاتحاد الأوروبيّ، من اجل تحسين التعاون والمساعدة الدولية بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينيّة. وتابعت المصادر الإسرائيليّة الرسميّة قائلةً إنّه سينضّم إلى هذه المناورة ثلاث دول من الاتحاد الأوروبي (فرنسا، ايطاليا واسبانيا) وقوات من دول أخرى.
أمّا عن هدف المناورة، فشدّدّت المصادر نفسها على أنّها تهدف لفحص المواجهة المشتركة في حالات الطوارئ، الإخلاء والإنقاذ، بما في ذلك أحداث حرائق ضخمة وإنقاذ من بين الأنقاض، على حدّ تعبيرها.
وبحسب “اسرائيل هيوم”، سيُشارك في المناورة طائرتان من نوع “سوبر بوما” الأردنية، ستون منقذًا، أربعون عربة إطفاء وخمسة عشر طاقمًا طبيًّا. كما لفتت الصحيفة في الوقت عينه إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة ستخصص طائرتي إطفاء، طائرة سيطرة وطائرة لنقل القوات. بالإضافة إلى ذلك سيشارك في المناورة خمسة عشر منقذًا فلسطينيًّا وأربعون عربة إطفاء. وأشارت المصادر في تل أبيب إلى أنّ طائرات إطفاء إضافية ستصل من فرنسا، اسبانيا، ايطاليا وأيضًا من كرواتيا. وتلك الدول سترسل أيضًا طواقم إنقاذ وأخرى طبية.
وطوال أسبوع المناورة، تابعت المصادر الرسميّة في تل أبيب، ستصل قوات إسرائيليّة وأوروبيّة إلى الأردن للقيام بسلسلة مناورات مكتبية. مُوضحةً أنّ مناورات مشابهة ستجري على مدار الأسبوع أيضًا في الأراضي المحتلة، وفي اليومين الأخيرين ستجري مناورات ميدانية.
وأشارت المصادر أيضًا، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، إلى أنّ الأمر يتعلق بمناورة هي الأولى من نوعها، خاصّةً أنّ وزارة الأمن الداخليّ الإسرائيلية هي التي تقودها، على حدّ تعبيرها.