كل ما يجري من حولك

بن سلمان لأهالي العوامية “أخرجوا حيواناتكم واهربوا”..

608

متابعات

نشرت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن احداث العوامية التي اقتحمها الجيش السعودي ضد ما أسماهم “المسلحين” في البلدة الشيعية، مشيراً إلى تزايد المخاوف من تصاعد الهجوم السعودي على بلدة العوامية، حيث تكشف الصور المروعة التي نقلها النشطاء المحليون والصور الفضائية مدى الدمار في البلدة الشيعية، في حصارٍ استمر عدة أشهر وأسفر عن استشهاد 12 شخصاً على الأقل.

 

وتكشف صور الأقمار الصناعية عن تحول أحياء بأكملها في المدينة، ولاسيما حي الموسرة التاريخي، إلى أنقاض، حيث يقصف الجنود السعوديون كل شيء حيّ امامهم.

 

وأفاد ناشطٌ في محافظة القطيف أنّ العمال في مزارع الرميس، إلى الشمال الشرقي من العوامية، قد تلقوا رسائل صوتية الأسبوع الماضي يطالبون فيها بإخراج حيواناتهم من المنطقة.

 

وقال “أمين نمر”، وهو من سكان المدينة سابقًا، لـ “ميدل إيست آي” أنّه يخشى أن توسع الحكومة السعودية هجومها على المنطقة ذات الأغلبية الشيعية، قائلًا: “إنّهم لا يريدون الإبقاء على أي شيءٍ حيوي في العوامية”.

 

تعتيم اعلامي سعودي

 

وكانت “العوامية” منذ فترة طويلة نقطة انطلاق للاحتجاجات من قبل الأقلية الشيعية في السعودية، وجاء منها رجل الدين البارز “نمر النمر”، الذي أعدمته الحكومة السعودية عام 2016.

 

وكان التأكيد على التفاصيل الدقيقة للوضع في القطيف صعبًا منذ فترة طويلة بسبب القيود الصارمة على التدقيق الإعلامي الذي تفرضه السلطات السعودية.

 

وذكرت وكالة رويترز في وقتٍ سابقٍ من هذا العام أنّ وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن لها أن تزور المنطقة إلا إذا كان يرافقها مسؤولون حكوميون، بزعم أنّ ذلك لأسباب تتعلق بالسلامة.

 

وتأتي المعلومات إلى حدٍ كبيرٍ من النشرات الصحفية للحكومة السعودية أو الناشطين المحليين أو المواقع الإخبارية التي تركز على الشيعة.

 

ويتهم ناشطون محليون قوات الأمن بإجبار سكان العوامية على الخروج من البلدة بإطلاق النار عشوائيًا على المنازل والسيارات أثناء مواجهتهم للجنود المسلحين في المنطقة.

 

وقالوا أنّ العديد من المنازل والمحال التجارية أُحرقت أو تضررت بسبب القصف السعودي، وقُطعت الكهرباء في معظم أنحاء المدينة، وتضررت المولدات الخاصة، بينما قُطعت المياه وخدمات الإطفاء وجمع النفايات.

 

وقد أدى الافتقار إلى الخدمات إلى قيام مجموعات متطوعة من المجتمع المحلي بجمع القمامة بأنفسهم.

 

وقد تم إجلاء مئات الأشخاص أو إخلاؤهم قسرًا من المنازل المحيطة بالمنطقة، بما في ذلك المناطق خارج العوامية في محافظة القطيف.

 

وقال “نمر”: “المسألة هي ماذا بعد هدم الموسرة، لا أعتقد أنّ الأمور ستستقر في المنطقة”. وأضاف: “لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل، لكن يبدو أنّه سيكون أسوأ من ذي قبل”.

 

تشتيت مفيد

 

وقال “أندرو هاموند”، مستشار السياسة في الشرق الأوسط، أنّ إفراغ “العوامية” قد يكون جزءًا من استراتيجية لإحداث تغييرٍ ديمغرافي في المنطقة الشيعية المضطربة في المملكة.

 

وأضاف أنّ القتال كان بمثابة “تشتيتٌ مفيد” عن الاضطرابات السياسية في القصر السعودي بعد أن حل “محمد بن سلمان” محل ابن عمه وولي العهد السابق “محمد بن نايف”.

 

وأوضح: “كان الأمر أكثر تعقيدًا مما كانوا يأملون به. أعتقد أنّهم واجهوا بعض المقاومة، وهناك غضب من كيفية التعامل مع بن نايف ومنعه من مغادرة البلاد”.

 

وأضاف: “لذلك أعتقد أنّه مع وجود هذا التوتر السياسي في البلاد في الوقت الراهن، كانت المعركة مع الشيعة في هذا الوقت مفيدة لتحويل الأمر عن هذا التوتر”.

 

You might also like