السعودية تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن
متابعات | تقارير | البديل المصرية
نقلت الإندبندنت البريطانية عن مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، أوك لوتسما، أن السعودية تعيق عملية توفير الوقود لطائرات المنظمة المخصصة لنقل المساعدات لليمن، الذي تقدر الأمم المتحدة حاجته إلى أكثر من ملياري دولار لمنع تحوله إلى دولة فاشلة.
وقالت الصحيفة، إن الوضع المأساوي في اليمن تفاقم لعدم وصول المساعدات، وبحسب مدير البرنامج، فإن السعودية وشركائها في التحالف تعرقل وصول الشحنات الوقود للطائرات التي تنقل المساعدات لسكان أعياهم الجوع، وأوضح لوتسما أنه يفترض أن تنقل مساعدات مرتين يوميًّا لمدينة صنعاء، التي تسيطر عليها حركة أنصار الله، لكن الطائرات عالقة في مطار صنعاء لتعذر وصول الوقود من ميناء عدن، الذي تسيطر عليه حكومة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه هادي منصور، والمدعوم سعوديًّا، إذ يصعب الحصول على تصاريح من الحكومة والتحالف لنقل الشحنات.
ويبدو أن المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، في موقف لا يحسد عليه، فلم يمضِ شهر على تصريحاته بضرورة الاقتضاء بالسعودية في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، حتى صرح زميل له في الأمم المتحدة بأن السعودية تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وفي مؤتمر صحفي قال لوتسما، إنه لا يرى «نهاية في الأفق» للحرب التي أوقعت آلاف القتلى، فضلًا عن وجود 7 ملايين شخص معرضين لمخاطر المجاعة، وأكثر من 400 ألف مصاب بالكوليرا، وأشار إلى أن انتشار الأمراض، بما فيها الكوليرا والتهاب السحايا، على نطاق واسع في اليمن، بسبب انهيار النظام الصحي ونظام الإمداد بالمياه.
وأضاف لوتسما أن قرابة نصف المؤسسات الصحية في اليمن دمرت كليًّا أو جزئيًّا، في حين لم يحصل أطباء كثيرون على رواتبهم منذ نحو سنة، وقارن اليمن مع حافلة تتجه بأقصى سرعة إلى حافة الهاوية، وشدد على أن إنقاذ البلاد يتطلب استيفاء شرطين أساسيين، أولهما وقف الحرب، والثاني معالجة المشكلات اللوجستية.
وأكد لوتسما أن عمليات استيراد المواد الغذائية تواجه صعوبات جمة، معللًا ذلك بأزمة السيولة ونقص العملة الصعبة، وأن التجار المستوردين للغذاء قليلون ويواجهون تحديات مالية كبيرة في الحصول على الائتمان اللازم.
وتوجه الأمم المتحدة رحلتين إنسانيتين إلى صنعاء انطلاقًا من عمان وجيبوتي، لكن وقود الطائرات غير متوفر في العاصمة اليمنية بشكل يسمح للطائرتين بالقيام برحلة العودة.
وحول تعامل المملكة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من ورائها اللا إنساني مع الحرب في اليمن، نشرت صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية مقالًا قالت فيه، إن هناك مسؤولين أمريكيين لا يريدونك أن تعرف لماذا بات اليمن كارثة إنسانية، وتوضح الصحيفة أن الحرب التي تقودها السعودية في اليمن تخللها سقوط صواريخ وقذائف على مدنيين أسفرت عن مقتل الكثير، إضافة إلى الإصابات وحالات النزوح وتفشي الكوليرا في البلاد، ورأت الصحيفة إن الأمر يتعلق بالمسؤولية القانونية للولايات المتحدة التي أقرت في يونيو الماضي بيع أسلحة للسعودية بقيمة 500 مليون دولار، كما باعت للإمارات العام الماضي طائرات أباتشي بقيمة 3.5 مليار دولار.
وتنقل الصحيفة عن مستشارٍ قانوني في الخارجية الأمريكية قوله: «إذا كانت الدولة التي تبيع السلاح تعرف أن البلد المشتري يفتقر للتدريب الفني أو الانضباط لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، يمكن وصف هذا البيع بأنه متهور وتتحمل الجهة البائعة مسؤولية جنائية، وفي حال السعودية علمت الخارجية الأمريكية أنهم غير مستعدين”.
تلاعب السعودية بالورقة الإنسانية في اليمن انعكست حتى في تحركات ولد الشيخ الأخيرة، في محاولة للوصول إلى مساومات سياسية تصب في صالح الرياض، مستغلًّا الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن، حيث يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن جولته في المنطقة لبحث جهود حل الأزمة اليمينة، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس اليمني المنتهية ولايته في عدن.
ولد الشيخ يقول، إن محادثاته تهدف لتفعيل عملية السلام وحشد التأييد لخطته المقترحة بتسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث، مقابل تسليم رواتب للموظفين الحكوميين في صنعاء، الأمر الذي قوبل برفض قاطع من قبل أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام.
وقال الصحفي اليمني، عبد الوهاب الشرفي، ولد الشيخ ربما يتسم بعدم الحيادية في هذا الجانب منذ البداية، بدليل أنه يتعاطى مع مسألة ميناء الحديدة كقضية مستقلة، وهذا الأمر يمس حياديته بشكل كبير، على اعتبار أن هناك كارثة إنسانية موجودة في البلد.
وأضاف أن ما يقوم به ولد الشيخ أبعد من ذلك ولا يمكن وصف دوره هنا بأقل من «الابتزاز السياسي واستثمار الجوانب الانسانية لصالح السياسة و الحرب، فهو يعمل لمقايضة دفع المرتبات التي يعاني من تبعاتها الفاقرة المدنيون اليمنيون لفترة قاربت العام بتسليم ميناء ومدينة الحديدة، وهو هنا يمارس ذات» النغمة «الخبيثة التي يمارسها التحالف السعودي نفسه والتي تحتال على المعاناة الانسانية للمدنيين وتقدم المهاجمة على أنها لدوافع إنسانية كون «سلطة الانقلاب» تمنع وصول الاغاثات لمستحقيها، وقلب القتل للمدنيين داخل مدينتهم وليس في جبهة أو بالقرب منها والحصار الخانق لشعب بأسره نتيجة توقف الميناء الرئيسي كعمل إنساني، وولد الشيخ يربط المرتبات كحاجة إنسانية بتحقيق تقدم للتحالف السعودي عبر «اتفاق» وكلاهما منطق «مزور» واحد.
ويرى مراقبون أن التسوية التي يريد ولد الشيخ الوصول بها مع حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي عبر ميناء الحديدة، ما هي إلَّا ضغوطات سياسية تجافي البعد الإنساني بغرض تحقيق مصالح الرياض والدول المتحالفة بغض النظر عن معاناة اليمنيين من العدوان السعودي.