وداع شهيد
ضيف الله الرازحي
كم هي قاسية الحياة، عندما تبعدنا عن أحبائنا على مدى العمر.
لم نعد نراهم إلا عندما نسبح في الخيال، أو نستعيد ألم الذكريات.
ولا يسعني إلا أن أقول:
لقد ارتقيت يا شقيقي إلى مبلغ العلاء ولحقت بركب الأنبياء والصديقين والشهداء. لتسكن معهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
لك يا شقيقي ومهجة فؤادي وتؤام روحي. العهد مني لك ولبقية الشهداء العظماء ولأرواحهم الطاهرة. لنسير على خطك ودربك. لا نلين ولا نستكين، ولا نضعف أو نتردد أو ننحرف أو نتخلى عما بذلت روحك ودمك ﻷجله..
سلام الله عليك وعلى بقية الشهداء اﻷجلاء العظماء..
سلام الله عليكم في الخالدين..
سلام الله عليكم.. حيث أرواحكم في الملكوت الأعلى إلى يوم الدين..
سلام الله عليك أخي الشقيق الشهيد: عبدالله حسن جبران.
لقد وعدك الله أن تكون شفيعنا ورائدنا وسابقنا إلى جنان الخلد عند ربنا ومولانا.
فطوبى لنا بك، تشفع لنا يوم الحساب وتنقذ أبويك وتأخذ بيد إخوانك وأخواتك فتتجاوز بهم الصراط وتعبر بهم إلى الجنة رائدا” لهم..
لكم أيها الشهداء وحدكم تفتح اﻷبواب ويهون عليكم الحساب ويسقط عنكم العقاب..
لله درك يا شقيقي الشهيد كم أنت كبير..
يا شقيقي: كنت الليث المقدام في ميادين الوغاء.
فتكت بالعدو قتلا” وجراحات.
كم هشمت قناصتك من رؤوس العدو ومرتزقته طيلة رباطك في سبيل الله. حتى أرتقت روحك الطاهرة إلى باريها..
وقبل ذهابك إلى ميادين الوغاء..
كنت مدرسة في اﻷدب واﻷخلاق..
أخجلت معلميك بنبلك وأدبك وسمو أخلاقك؟
لم يكن تفوقك وعالية درجاتك. مانعا” لك من القيام بواجب الجهاد والاستشهاد؟
ففجرت مواهبك ضد العدو اﻷحمق المتغطرس في جبهة عسير..
واحتفظت بأدبك وسمو أخلاقك في تعاملك مع الآخرين..
عامة ومجاهدين..
يا شقيقي: فكما أبكانا فراقك..
لكنك: أكرمتنا بشهادك..
بك أزهو وبشهادتك أتيه وأفتخر..
ولك كتبت على قلبي حتى الرحيل..
وداعا” أخي..