صدر عن «مليونية رفض الإحتلال» التي نظمها «المجلس الإنتقالي الجنوبي»، اليوم الجمعة، في مدينة عدن، بيان أكد أن «شعب الجنوب لم ولن يقبل إلا بالاستقلال»، وأن «محاولة فرض أي مشاريع سياسية منتقصة ليست سوى حلول ترقيعية سيكون مصيرها الفشل».
ودعا البيان «دول العالم، وفي مقدمتها دول الجوار، إلى أن تعي أن التغاضي عن مطالب الجنوبيين لا يصل بها إلى نتيجة إيجابية»، معتبراً أن «الدولة المنتهية في ما يسمى اليمن لم ولن تعود حتى إلى أبسط صورها السابقة، ولو بشكل عصابات كما كانت عليه، بل ستظل هذه المنطقة في الشمال والجنوب منطقة تناحر وصراعات لا حدود لها، وستصبح مركزاً للإرهاب والتطرف، ومكاناً لبناء العصابات التي ستقلق أمن واستقرار الجميع».
وأشار إلى أن «الفرصة قد سنحت لأن يقف العالم، ليس لمجرد التضامن مع شعب الجنوب، إنما لتثبيت الأمن والاستقرار»، محذراً من أنه «دون إتاحة الفرصة أمام الجنوبيين لتحقيق هدفهم، ستبقى كل الأبواب مفتوحة أمام تطور المشاكل والكوارث الأمنية، وعندها سيصبح من الصعب إقامة دولة في الجنوب أو في الشمال؛ إذ ستصبح كل المناطق بيئة خصبة لنشوء وتكوين الجماعات المتطرفة والإرهابية».
وقال إن «ساعة الخلاص قد أضحت قريبة جداً»، حاضاً الجنوبيين على «إدراك المرحلة، وهضم تفاصيلها بفهمها فهماً صحيحاً لا أنانية فيه ولا مكابرة، لأننا إذا استمرينا على حالنا هذا، فغداً سيعض الجميع أصابع الندم، فالمصالح الشخصية الآنية قصيرة جداً، ولن تدوم مهما بدت مغرياتها أمامنا، وإن السياسة لا تبقى على مرتكز معين أو خط واحد تسير عليه باستمرار».
وأضاف أن «علينا أن نضع مصلحة الجنوب والثورة الجنوبية فوق كل المصالح الذاتية، وفوق جميع الإعتبارات، لضمان تحقيق المصلحة المشتركة لكل الجنوبيين دون استثناء»، مشدداً على أن «هذه المصلحة المشتركة لم ولن تتحقق إلا بالتكاتف والتضامن وتخطي جميع التباينات، وتجاوز النظرة المناطقية والشللية الضيقة».
ونبه إلى أنه «في حال ظللنا على هذا المنوال، فإن الصدمة هي البديل للحماس الشعبي، وإن التشتت والتمزق سيقوداننا إلى التناحر الداخلي، وعندها سيعود الجميع للبحث عن عصا المحتل اليمني، وهذه أيضاً واحدة من الأمور التي تجري اليوم بأيادي قوى وشخصيات جنوبية… (بفعل) أوهام وأحلام ذاتية ضيقة لا تتعدى حدود منازلهم وأقاربهم».
وجزم «(أننا)، وحتى اللحظة، نعيش تحت الإحتلال اليمني»، حاثاً على «عدم استخدام حماس وعواطف الشارع الجنوبي كلما فقد أحد منا أو بعضنا مصلحته، أو أراد تحقيق مصلحة شخصية».
ووصف «ما يسمى حكومة الشرعية بأنها ليست سوى الوجه الآخر للاحتلال مهما كانت المبررات والحجج»، متابعاً أن «هذه الحكومة لم تصبح، في يوم من الأيام، حكومة بصالح تحقيق الهدف لصعود شخص أو مجموعة أشخاص فيها، ثم تصبح حكومة خطيرة تستهدف الجنوب إن خسر أحدهم منصبه أو فقد مصلحته الشخصية».
ولفت إلى أن «الجنوب ملك لجميع الجنوبيين، ولا يحق لهذا أو ذاك إقصاء الجنوبيين أو الانفراد بتحديد خارطة الوطنيين والوطنية، وخارطة العمالة وغيرها، فالجميع شركاء في هذه الثورة والمقاومة، لذلك يجب عدم تجاوز المناضلين الأحرار أو إلغاؤهم والانفراد بالقرار الجنوبي وفق مزاعم وأوهام تعمل على خداع الشارع الجنوبي وتتويهه».
وطالب البيان «كافة مكونات الثورة والمقاومة الجنوبية بالاسراع في الإعداد لعقد مؤتمر جنوبي لقوى الإستقلال، تجري فيه صياغة وإقرار رؤية واضحة، وتحديد الأهداف بوضوح، وانتخاب قيادة الثورة، وصولاً إلى إنجاز الإستقلال والخلاص من الإحتلال اليمني».
وأكد «رفض الإملاءات الخارجية، والالتزام بخطوط ثورية جنوبية وطنية واضحة، معيارها الثورة والوطن في سبيل تحقيق الإستقلال»، مشدداً على أن «أي علاقة يجب أن يكون معيارها فقط قائماً على الحصول على دعم ومساندة خارجية واضحة، تضمن تحقيق فائدة للثورة، وفي سبيل تحقيق الهدف النبيل المتمثل بالاستقلال، وأن لا يكون ثمنها إثارة الفتنة أو استهداف جماعة أو منطقة جنوبية».
وأعلن «رفض المشاركة في أي معارك خارج حدود الجنوب، ورفض الزج بالجنوبيين في تلك المعارك»، وكذلك «رفض التطرّف والإرهاب ومواجهته بكل الطرق والوسائل».
(العربي)