حراكيون عشية «7 يوليو»: «ضبحنا مليونيات»!
«العربي» تابع أصداء اجتماع «الإنتقالي»، وتلمس آراء عدد من الناشطين الجنوبيين بشأن الوضع الداخلي عموماً، وخرج بالحصيلة التالية:
يثني الناشط السياسي في الحراك الجنوبي في أبين، شهاب الحامد، على تجربة المجلس، مبيناً أهميتها بقوله: «عندما نقف مع المجلس الإنتقالي، فإننا نقف مع المنجز الوطني الجنوبي الذي طال انتظاره، والذي بإعلانه تجاوزنا منطقة المراوحة وعقدة التمترس القديم وشللية ذاك الزمان». ويضيف: «نعم بإعلان المجلس الإنتقالي لم نخطُ خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح، بل قفزة إلى الضفة الأخرى، مختصرين الزمن ومتجاوزين العقبات، وهانحن اليوم نجلس على طاولة واحدة، وبهذا نكسر نبوءات الكاهن البغيض الذي راهن وما زال يردد أن الجنوبيين لن يجلسوا على طاولة واحدة». ورأى الحامد أن «نجاح المجلس الإنتقالي هو نجاح للعقل الجنوبي، وللوطن الجنوبي، وللمشروع الجنوبي، وتحقيق للحلم الجنوبي، وهو شرف وعزة لكل الجنوبيين، بما في ذلك المناوئين له لأسباب سياسية أو مناطقية أو حتى مصالح شخصية».
من جهته، سلال الشبواني، وهو ناشط أيضاً في الحراك الجنوبي من شبوة، يطالب المجلس بـ«اتخاذ قرارات حاسمة تفضي إلى سيطرة تامة على الأرض». ويؤكد سلال: «نحن رهن إشارة قائد المجلس الإنتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، وكل أعضاء المجلس، لكن نريد فعلاً ملموساً على الأرض يحسه الشارع الجنوبي». ويتابع مهاجماً الحكومة «الشرعية»: «ذلك لن يكون إلا بكسر شوكة المتآمرين أمثال عصابة هادي والمدعو بن دغر والعجوز علي محسن، ومحاولتهم اليائسة لشق الصف الجنوبي».
بدورها، رؤى سالم نعمان من عدن تبدو متفائلة، وتقول: «أعتقد أن الفرصة سانحة لمجلسنا الإنتقالي للخروج بقرارات حاسمة، تروي كل عاشق لتراب هذا الوطن، أما إصدار البيانات فقد شبعنا منها، فالدماء التي سالت أمانة في أعناق كل قيادي جنوبي، وأعتقد أن الفرصة سانحة لتشكيل مجلس عسكري جنوبي، والبسط على الأرض، ورفض أي قرار من شرعية الفنادق وفرض أمر واقع».
الكاتب والمحامي المعروف، أحمد عمر بن فريد، علّق، اليوم، على اجتماع المجلس في عدن، مشيراً إلى أن «الإجماع الكلي في أي عمل سياسي أمر بالغ الصعوبة»، لافتاً إلى أن «الظروف التي ولد فيها المجلس الإنتقالي كان لها تأثير إلى حد ما في قوامه وتشكيلته التي أعلنت، ولا شك أيضاً أن العمل السياسي في بعده الوطني يصعب بل يستحيل أن يحقق القبول التام من قبل الجماهير بشكل مطلق، مهما كانت الدقة والوسائل والسبل فيه، وتاريخ مختلف التجارب الإنسانية يشهد بذلك، ما يعني أن الرضى التام مسألة تكاد تكون مستحيلة في العمل السياسي والوطني، وتبقى في جميع الأحوال مسألة نسبية ولا عيب في ذلك أبداً، ويبقى الأهم هو المضي قدماً نحو تحقيق الهدف الأسمى الذي يجب أن تكون له الأولوية على أولوية تحقيق التوافق التام، وإن كان هذا لا يعني عدم بذل المزيد من الجهد لتحقيق أعلى نسبة من الرضى العام لدى مختلف القوى السياسية الجنوبية. وعليه نتأمل منكم المضي قدماً في ترتيب البيت الداخلي للمجلس، من خلال استكمال باقي هياكله وأجهزته على مستوى الداخل أولاً، والخارج ثانياً».
أبو زيد القيدعي اليافعي كان له رأي مغاير؛ إذ طالب المجلس بالتريث وعدم استعداء الرئيس هادي. وقال القيرعي: «نتمنى على المجلس أن لا يدخل في أي احتكاك مع الشرعية، لكون رئيسها جنوبياً، وأي احتكاك معها يعني فتح صراع جنوبي جنوبي. وما يستحسن هو العمل على كسب جنوبيي الشرعية بقدر ما أمكن، ونتمنى أن تكون هذه المليونية هي الأخيرة، وأن يظهر المجلس الإنتقالي بعمل ثوري جديد أكثر فاعلية وصدى لأن الناس قد تعبت وملت من الفعاليات والمهرجانات، ولا تريد العودة إلى المربع الأول».
أبو علي البرشا وجه، من جانبه، نصيحة إلى السياسيين الجنوبيين، طالبهم من خلالها بانتهاج خطاب مغاير يرى أن المرحلة تقتضيه. وأوضح ذلك بقوله: «ليس من الحكمة أن يتحدث الخطاب الجنوبي الثوري اليوم عن خصومة وعداء مع الشرعية، ونحن ندرك أن تلك الشرعية هي مظلة التواجد الخليجي الشرعي على أرض دولة مستقلة، ولا من الحكمة أن نجعل من حزب الإصلاح والشرعية والاشتراكي وغيرها من القوى بعنصرها الجنوبي خصوماً لنا، بل من الحكمة أن نلتقي معها على الطاولة المستديرة ونتفق على إيجاد حلول للقضايا العالقة بين أبناء الجنوب. فمن يفكر أنه يستحوذ على الجنوب من خلال معاداة وإقصاء الآخر الجنوبي، ومن خلال الإستقواء بطرف معين دولي أو إقليمي، فهذا الفريق للأسف لم يقرأ التاريخ الجنوبي قراءة سليمة، وبالتالي فإنني أنصحه بالعودة لقراءة ذلك التاريخ، ففيه الكثير من العبر لمن يعتبر».