عودة بحاح: نذُر نهاية هادي؟
هذه العودة لم تأت صدفة، بل سبقتها تحركات خليجية سرية بين الرياض وأبوظبي، علاوة على لقاءات مكثفة عقدها بحاح بقيادات خليجية في الرياض في الآونة الأخيرة، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول الغرض من تصدير نائب الرئيس المقال؟ تفيد المعلومات بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التقى الشقيق الأصغر لولي عهد أبوظبي بن زايد، ومسؤول الأمن لديه، طحنون بن زايد، وطلب منه تهدئة الوضع في جنوب اليمن. وبحسب المراسل البريطاني، دافيد هيرست، فإن محمد بن سلمان قال لطحنون إنه بمجرد أن يصبح ولياً للعهد فسوف يتخلص من هادي ويستبدله بخالد بحاح، المقرب من الإماراتيين.
مصادر يمنية مقربة من الرياض وحكومة هادي تؤكد، في حديثها إلى «العربي»، أن «نهاية هادي صارت أقرب من أي وقت مضى»، وأن «خالد بحاح يعود إلى المشهد ضمن صفقة سياسية وتبادل مصالح جرى ويجري بين السعودية والإمارات». وتلفت المصادر إلى أن «مكوث بحاح لفترة في السعودية، بامتيازات ومقرّ إقامة» دليل على ذلك، مضيفة أن الرجل يُعتبر حالياً «الشخص المتفق حوله دولياً، رغم أنه من حيث القبول السياسي داخل المقاومة والقوى السياسية مرفوضا».
وتعتبر المصادر أن «عودة بحاح في هذا التوقيت هي بمثابة إعادة تقارب مع المؤتمر بدلاً من الإصلاح، وربما يكون هناك مجلس شمالي ومجلس جنوبي، وبحاح سيكون هو المشكل لمجلس رئاسي»، متابعة أن «الرئيس السابق صالح سيشكل المجلس في صنعاء مع الحوثيين والإصلاح، وهناك مجموعة من الإصلاح وصلت إلى صنعاء». وتختتم المصادر حديثها بأن «الأمور كلها ذاهبة نحو مجلس رئاسي».
وحول وصوله عبر طائرة عسكرية إلى مطار الريان في الوقت الذي لم يستطع فيه الرئيس هادي العودة، يقول مصدر آخر، في حديث إلى «العربي»، إن «هذا التوقيت مرتبط بتحرك قوات النخبة باتجاه وادي حضرموت، وفي ذلك رسالة مزدوجة، سياسية وأمنية، لهادي».
وفي حين قال مصدر مقرب من الرجل، لـ«العربي» إن عودة بحاح إلى مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، جاءت لزيارة والدته، اعتبرت مصادر أخرى أن هذه العودة لا تخلو من رسالة على قاعدة «خوفه بالموت يرضى بالحمى»، بهدف القول لـ«التحالف» إن «هادي لم يعد نافعاً، وبحاح في أرض الجنوب، والوضع مستقر، والرجل بديل ممتاز، وبإمكانه تهدئة الوضع في الجنوب أفضل من هادي».