تقارير تكشف رحلة محمد بن نايف من سجّان إلى معتقل معزول عن العالم الخارجي
موقع متابعات | تقارير | المراسل نت:
بعد نحو ساعة من صدور الأوامر الملكية فجر الجمعة 21 يونيو الجاري بتعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية وإعفاء محمد بن نايف من جميع مناصبه، ظهر الأخير في غرفة صغيرة لا توحي بأي مظاهر رسمية، وهو يبايع الأول بأربع كلمات جرى إخراجها بمقطع فيديو استمر لنصف دقيقة كانت كافية للقول أن نقل السلطة لم يواجه أي مشاكل، غير أن الأمير المعزول عاد إلى قصره ليجد أن الحراسة قد تغيرت وتحول الحرّاس إلى سجانين ينفذون أوامر عليا بمنعه من السفر وإبقائه رهن الإقامة الجبرية.
إذن، الأمير، الذي اشتهر عهده في وزارة الداخلية بامتلاء السجون بآلاف المعتقلين، بات اليوم “معتقلاً” في حدث يعكس “سخرية القدر” بحسب وصف منظمة هيومن رايتس ووتش.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية توّلت تفجير هذا النبأ بتقرير، اطلع عليه المراسل نت، ونقلت فيه الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين ومقربين من الأسرة المالكة السعودية أن الأمير محمد بن نايف ولي العهد المعزول ومعه ابنتيه “سارة ولولوة” يقبعان في قصرهم بمدينة جدة تحت الإقامة الجبرية بعدما أبلغوا أيضاً بأنهم ممنوعين من السفر.
وأشارت الصحيفة إلى أن محمد بن نايف حين انتهى من مبايعة خلفه محمد بن سلمان في مكة عاد إلى قصره في مدينة جدة ووجد أن أفراد الحراسة الذين اختارهم بنفسه لم يعودوا هناك وأنه قد تم استبدالهم بطاقم حراسة جديد أو بالأصح طاقم مراقبة لمنعه من المغادرة.
الخبر أحدث ضجة كبيرة واعتبرت المعلومات التي تضمنته بأنها دليل على أن نقل الحكم في السعودية لم يكن سهلاً ولم يكن بالتراضي كما زعم الإعلام السعودي.
من جانبها قالت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية أنه ” يوجد غضب وسط العائلة الملكية في العربية السعودية جراء تسريع الملك سلمان بن عبد العزيز إيقاع تسليم العرش الى ابنه محمد بن سلمان ولي العهد الجديد بعد إزاحة ولي العهد محمد بن نايف، هذا الأخير الذي لم يرد على رسائل عيد الفطر على أصدقاءه في أوروبا، وهو ما يؤكد خضوعه لإقامة إجبارية مؤقتة وقطع الإنترنت عنه”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عليمة بالشأن السعودي أن الأمير محمد بن نايف لم يرد على رسائل التهنئة والمباركة بمناسبة عيد الفطر على أصدقاءه في أوروبا، مشيرة إلى أن ذلك عكس تقاليده وعاداته في الحفاظ على البروتوكول وبالخصوص مع قادة أجانب. وبحسب الصحيفة تفسر المصادر هذا التصرف باحتمال قطع الهاتف والإنترنت عن قصره في مدينة جدة، وهو ما يؤكد ما ذهبت إليه الصحافة الغربية وعلى رأسها الجريدة الأمريكية نيويورك تايمز.
حجم الثقة بالمصادر التي كشفت وضع بن نايف تحت الإقامة الجبرية جعلت منظمات حقوق الانسان الدولية تتبنى الخبر وتتعامل معه.
وفي هذا السياق نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تغريدة رصدها المراسل نت، في صفحته بموقع تويتر، معتبرة أن اعتقال بن نايف يعكس “سخرية القدر” ولكنه غير قانوني لأن الاعتقال ليس بسبب دوره في اعتقال آلاف السعوديين.
ونقلت المنظمة عن سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لها، قولها “من سخرية القدر أن ترد أنباء عن منع وزير الداخلية السعودي السابق محمد بن نايف واعتقاله دون احترام الإجراءات الواجبة، خاصة بسبب دوره في فرض آلاف قرارات الحظر والاعتقال التعسفية على السعوديين”.