نيويورك تايمز: السعودية تعترف بضعف جيشها وتحاول تبديد المخاوف بشأن قتل اليمنيين
متابعات | ترجمة:صادق الارحبي| المراسل نت:
تشارك السعودية فى برنامج تدريبي لعدة سنوات بقيمة 750 مليون دولار ينفذه الجيش الأمريكي للمساعدة فى منع القتل العرضى للمدنيين أثناء الحملة الجوية التى تقودها السعودية فى اليمن. فقد وعدت السعودية باتخاذ خطوات لتخفيف المخاوف الأمريكية بشأن الحملة الجوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 9000 مدني خلال أكثر من عامين من الصراع، وفقا لرسالة خاصة بعث بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لوزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون قبل زيارة الرئيس ترامب للمملكة الشهر الماضي، وهو ما يعد اعترافاً ضمنياً آخر بضعف القوات المسلحة السعودية.
إيريك سميتجون| صحيفة” نيويورك تايمز” الامريكية:
إن التدريب الإضافي والضمانات الجديدة تصلان على نحو فعال إلى شروط جديدة هامة تتعلق بال 110 مليار دولار من صفقات الأسلحة المقترحة التي تستعد الولايات المتحدة لإتمامها مع المملكة العربية السعودية، والتي أعلن عنها السيد ترامب أثناء رحلته.
من الواضح إن هذه الشروط قد لعبت دورا في موافقة مجلس الشيوخ المحدودة على الدفعة الأولى من مبيعات ترامب في مجال الأسلحة – والتي تضمنت اكثر من 510 مليون دولار قيمة مبيعات ذخائر موجهة بدقة إلى المملكة العربية السعودية.
لكن مسئولين أمريكيين بارزين ممن عملوا بشكل وثيق مع السعوديين في السنوات الأخيرة لمساعدتهم على تحسين إجراءات الاستهداف قالوا إنه على الرغم من أهمية التدريب الإضافي، إلا أنه لن يكون فعالا ما لم يقوم مسؤولو الدفاع ووزارة الخارجية بمراقبة البرنامج عن كثب.
وقال لاري لويز- وهو مسؤول سابق رفيع في وزارة الخارجية، زار السعودية خمس مرات في عامي 2015 و 2016 لمساعدة القوات الجوية في البلاد على تحسين إجراءات الاستهداف والقيام بتحقيقات- قال بأن “هذه الحزمة التدريبية تشكل سابقة هامة للتركيز على منع وقوع إصابات بين المدنيين والتقيد بها أمر بالغ الأهمية. لكنه وبالرغم من اهمية هذه الاشياء إلا انها ليست كافية لمساعدتهم على حل مشاكلهم “.
لقد واجهت السعودية ضغوطا دولية متزايدة لإيجاد وسيلة لإنقاذ ما تبقى من ماء الوجه لتبرير حملة استمرت عامين في اليمن وأدت إلى تدمير صورتها في الخارج ، لاسيما وقد كشفت الاخطاء العسكرية عن أوجه قصور في القوات المسلحة السعودية.
فبالإضافة إلى آلاف الأشخاص الذين قتلوا، دُفع الكثير من اليمنيين إلى هاوية المجاعة. في حين استغلت الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية الفوضى لزيادة عملياتها في البلاد.
في أكتوبر من العام المنصرم، قصف التحالف السعودي مجلس عزاء في صنعاء، العاصمة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وقال التحالف في وقت لاحق ان الهجوم استند الى معلومات كاذبة. وقد دفعت هذه الحادثة حكومة أوباما إلى وقف نقل الذخائر الموجة بدقة الى المملكة بسبب مخاوف من حدوث إصابات من المدنيين و التي نسبها مسؤولو الإدارة إلى سوء الاستهداف.
لكن إدارة ترامب قد نقضت هذا القرار بحجة أن السعوديين بحاجة إلى الذخائر الموجهة بدقة للمساعدة في تجنب ضرب المدنيين. وبذلك أنهى السعوديون توقيع حزمة تدريبية نوقشت لفترة طويلة وأعطوا السيد تيلرسون الضمانات التي يحتاجها للمساعدة في الدفاع عن إتمام الصفقة.
في الواقع، ان بعض مؤيدي البيع قد اشادوا بمسألة التدريب والضمانات المقترحة من السعوديين.
وقال عضو مجلس الشيوخ مارك وارنر من ولاية فرجينيا- وهو واحد من خمسة ديمقراطيين انضموا إلى جانب معظم الجمهوريين أثناء تصويت مجلس الشيوخ الذي حاز على 53 مقابل 47 يوم الثلاثاء تأييدا لعملية البيع- قال “إنني أدرك المخاوف من مشاركة المملكة العربية السعودية في اليمن، بما في ذلك العمليات التي أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين” . واضاف “انني اشارك الجميع هذه المخاوف واعتقد ان السعوديين يتحملون مسؤولية القيام بعملياتهم بعناية، بما في ذلك الاتفاق مع الولايات المتحدة على زيادة التدريب”.
يشمل هذا التدريب للقوات الجوية الملكية السعودية والقوات السعودية الأخرى، والذي قال مسؤولون أمريكيون إنه قد بدأ، يشمل مواضيع مثل حقوق الإنسان والتدريب على الطيران وكيفية تجنب وقوع إصابات بين المدنيين.
وبالإضافة إلى ذلك، وعد الجبير في رسالته، التي اطّلعت صحيفة نيويورك تايمز عليها، بأن المملكة العربية السعودية ستلتزم بالقانون الدولي للنزاع المسلح وتوسع قائمة الأهداف في اليمن التي لا يسمح بضربها إلى حوالي 33،000 هدف.
و قال مسؤولان أمريكيان رفيعي المستوى إن المخططين العسكريين السعوديين لم يراجعوا بانتظام قائمة المواقع المستهدفة المتعلقة بدعم القوات تحت خط النار او ما يسمى بالأهداف المنبثقة. وبدلا من ذلك استهدفت مواقع مثل المساجد والأسواق.
كما وافق السعوديون على الالتزام بقواعد الاشتباك الأكثر صرامة والنظر في إجراءات الاستهداف من حيث التقديرات الخاصة بالأضرار المحتملة للمدنيين والمباني المدنية – وهي ممارسة لم تكن متكاملة تماما في الحملة الجوية التي تقودها السعودية، وفقا للمسؤولين الأمريكيين.
(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)
وأخيرا، سيسمح السعوديون للمستشارين العسكريين الأميركيين بالجلوس في مركز مراقبة العمليات الجوية السعودي في الرياض؛ ففي السابق، لم يتم السماح سوى لفريق عسكري أمريكي صغير للعمل فقط من داخل مكتب آخر لتنسيق المساعدات اللوجستية الأمريكية المحدودة للحملة.
وقال تيموثي ليندركينغ، نائب مساعد وزير الخارجية، في مقابلة: “نشعر بأننا فعلا قد اعدنا العلاقات بيننا بعد زيارته”، اي ترامب.
ولقد كانت معارضة معارضي الكونغرس لمبيعات الأسلحة شديدة للغاية. ففي كلمة القاها امام مجلس الشيوخ قبل تصويت يوم الثلاثاء، قال عضو مجلس الشيوخ تشاك شومر عن ولاية نيويورك، وهو قيادي ديمقراطى، ان دعم الرياض للوهابية، وهى طائفة مسلمة صارمة تلتزم بشدة بالقرآن، كانت مسئولة عن الكثير من تطرف الشباب المسلم في الشرق الأوسط.
وأضاف شومر: “علاوة على ذلك، فإن الإدارة لم تضمن للكونغرس بما فيه الكفاية أن هذه الأسلحة لن تقع في الأيدي الخطأ”.
بينما انتقدت جماعات حقوق الإنسان وجماعات إنسانية اخرى أيضا العملية لأنها ركزت على شروط الصفقة وتجاهلت وجود مشاكل أكبر من ذلك باتت تلوح في الأفق على اليمن.
حيث قال سكوت بول كبير مستشاري السياسة الانسانية في منظمة اوكسفام امريكا ان “الخطوات التي تم الاعلان عنها بأن السعودية وافقت على اتخاذها لا علاقة لها بالموضوع لأنها لن تحافظ على إبقاء سبعة ملايين شخص في اليمن بعيدا عن الانزلاق إلى المجاعة او وقف موجة الكوليرا”.