السعودية للدول الأفريقية: قطع العلاقات مع قطر مقابل تأشيرات الحج
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن “تداعيات الأزمة الدبلوماسية الحادة التي بدأت في 5 حزيران/ يونيو بين السعودية وقطر، المتهمة بدعم الإرهاب، وصلت إلى أفريقيا حيث تكافح الرياض من أجل الحصول على دعم أكبر عدد من الدول الأفريقية ذات الغالبية المسلمة في اتخاذ موقف من قطر”.
في هذا السياق تحدثت “لوموند” عن أسلوبين استخدمهما سفراء السعودية للضغط على هذه الدول من خلال التهديد بوقف مساعدة مالية متواضعة من خارج المشاريع الممولة من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبتوجيه تهديدات بالكاد مبطنة بتعقيد عملية الحصول على تأشيرات لموسم الحج.
وفق الصحيفة الفرنسية فإن هذين الأسلوبين غالباً ما نجحا بمجرد بدء الاتصالات مع الدول المعنية خصوصاً تلك التي تعاني من وضع صعب على المستويين الاقتصادي والسياسي.
لكن بعض الدول التي هي في الأصل على علاقة متوترة مع قطر كموريتانيا لم تكن بحاجة لأن تمارس عليها ضغوط من أي نوع كان من أجل الانحياز للسعودية.
ورأت الصحيفة أن عدم تمكن قطر من تجنب قطع العلاقات مع بعض الدول الأفريقية، يعود في جزء منه إلى نقص في عدد الدبلوماسيين في تلك الدول، علماً أن جزءاً من السفراء القطريين موجود في الدوحة منذ أسبوعين لمناسبة شهر رمضان. بالإضافة إلى ذلك ركز الوزراء والموفدون الخاصون للأمير تميم بن حمد آل ثاني جهودهم على القوى الغربية والعربية الكبرى.
ولفتت “لوموند” إلى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، خصصت قطر موارد هامة لكي تتمكن الدول الأفريقية بما فيها الأكثر ضعفاً على المستوى الاقتصادي، من فتح سفارات لها في الدوحة موفرة لها مبان وسيارات، مضيفة أن “الإمارة تدرك أن كرمها المفترض سيجعل غالبية الدول التي خضعت للتهديد السعودي تعود على المدى المتوسط”.
وخلصت الصحيفة الفرنسية أن “هذه الأزمة تؤكد إلى أي مدى لا تزال القوة الجيوسياسية لقطر، المتصاعدة باضطراد منذ منتصف التسعينيات، قاصرة عن أن تقارن بجارتها الكبرى التي تريد اليوم تذكيرها بذلك”.
“رأي اليوم” عن “الميادين”