تناول موقع «ذا هيل» الخلفيات والانعكاسات المحتملة لتوتر العلاقات الخليجية – الخليجية، وذلك على ضوء مخاوف بعض المحللين والخبراء من أن تسفر الأزمة الناشئة بين الدوحة، من جهة، والرياض وأبو ظبي، من جهة أخرى، إلى ارتماء قطر في حضن إيران.
وبحسب ما أفاد به الباحث في مؤسسة «هيريتج فاوندايشن» الأمريكية للبحوث، لوك كوفي، فإنه يتعين التنبه إلى تداعيات الأزمة على علاقات قطر مع الدول العربية وإيران، موضحاً أنه يمكن النظر إلى ما جرى على أنه «نداء تحذيري إلى قطر، للعودة إلى الحظيرة» الخليجية، بعيداً من طهران و«الإخوان»، أو «نقلة نوعية في كيفية تعاطي الدول العربية مع بعضها البعض»، في إشارة إلى طريقة تعامل السعودية مع الدول العربية الأخرى، وهي مسألة يجب أن تتداركها الولايات المتحدة، وقد تستغلها إيران، وفق كوفي.
وإذا كان كوفي قد ألمح إلى دور «غير مباشر» للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في نشوب الخلافات الخليجية، مع استشعار السعودية والإمارات «جدية» الولايات المتحدة في مواجهة «داعش» و«الإخوان» وإيران، وأن الرئيس ترامب «يشاركهما مخاوفهما» الإقليمية، فإن مدير مركز شؤون الخليج في «معهد الشرق الأوسط»، جيرالد فيرشتاين، قال إنه «من الممكن أن يكون خطاب ترامب في المملكة العربية السعودية، والذي دعا فيه إلى اتخاذ موقف قوي ضد الإرهاب عاملاً في تصدع» العلاقات بين الدوحة، وعدد من العواصم الخليجية، وفي فهم تلك العواصم لخطاب الأخير على أنه «ضوء أخضر لاستهداف قطر». وزاد فيرشتاين بالقول إن توتر العلاقات بين الدوحة، ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى إنما يشكل استكمالاً لمسار نزاع طويل بينها، مشيراً إلى أن أزمة شبيهة شابت العلاقات الخليجية عام 2014 قبل أن تنجح عمان والكويت في جهودهما التوفيقية، مستبعداً أن تنجح الكويت اليوم في تكرار نجاحاتها في الوساطة بين دول الخليج، أقله «على المدى المنظور».
واستبعد فيرشتاين أن يكون للأزمة تداعيات سلبية على استخدام القوات الأمريكية للقواعد العسكرية المتواجدة في قطر، مرجحاً أن تنصب تلك التداعيات على جهود واشنطن الرامية لإنشاء «تحالف إقليمي لمحاربة الإرهاب». أما ديفيد أتاواي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في «مركز ويلسون»، فقد شدّد على أهمية قطر في إطار حملة التحالف الدولي لمحاربة «الإرهاب»، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تواجه معضلة لجهة التعامل مع الخلاف الخليجي المستجد من جهة، والحفاظ على التزاماتها بـ«حماية كل دول الخليج» من جهة أخرى.
من جهته، عبّر هنري باركي، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز «ويلسون» للدراسات، بقوله إن توتر العلاقات القطرية – الخليجية يمكن أن يحمل نذر «مشكلة كبرى» للولايات المتحدة، التي تطلق غاراتها ضمن إطار حملة التحالف الدولي لمحاربة «داعش» من القواعد الأمريكية المتواجدة على الأراضي القطرية. وتابع باركي حديثه إلى «ذا هيل» شارحاً أن تصدع العلاقات الخليجية – الخليجية بعد فترة قصيرة من زيارة ترامب إلى العاصمة السعودية يكشف عن «المفاعيل السطحية» لها على صعيد تمتين أواصر التحالفات مع دول الخليج، مضيفاً أن الخلافات المستجدة بين تلك الدول «من شأنها أن تعقد السياسات الإقليمية بطريقة غير متوقعة، على ضوء ترقب دخول الأتراك والروس والإيرانيين على خط الأزمة، بما يمكن أن يولده ذلك من ديناميات، وسيناريوهات متوقعة من غير المرجح أن تحمل فائدة لواشنطن».