خرجت في مدينة عدن، مساء أمس، تظاهرة حاشدة، شارك فيها نشطاء من الحراك الجنوبي وممثلون عن منظمات المجتمع المدني وجمع من المواطنين، وذلك احتجاجاً على تردي خدمة الكهرباء في المدينة. وانطلق المتظاهرون من مديرية كريتر إلى القصر الرئاسي في معاشيق، المقر المؤقت لحكومة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي. وهتف المحتجون، الذين حملوا الشموع، بشعارات منددة بحكومة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية وفي مقدمها الكهرباء. ولم يفلح إعلان حكومي بتحسن في قطاع الكهرباء سبق المسيرة بساعات، في ثني الآلاف من سكان المدينة عن المشاركة في المسيرة الحاشدة.
مشاركون في التظاهرة، أفادوا، «العربي»، أن الأمور كادت تفلت من السيطرة، مع وصول الحشود إلى أمام بوابة القصر، حيث حاول العشرات من المتظاهرين الغاضبين دخول البوابة الرئيسة للقصر الواقع إلى الغرب من مديرية كريتر. وأشاروا إلى أن حراس البوابة حاولوا جاهدين عدم الإصطدام بالمتظاهرين، ورفعوا أصواتهم مرددين الشعارات المناوئة للحكومة التي كان يرددها المحتجون، مؤكدين أنهم مع مطالب الناس، غير أن عدداً من المتظاهرين طالبوا الجنود بتحديد موقف عملي في المسيرة القادمة، التي من المقرر أن تنطلق الخميس المقبل، وذلك بعدم تأمين الحراسة لـ«مجاميع الفاسدين في القصر». وكان عدد من المتظاهرين منعوا مسؤولاً محلياً من الدخول إلى القصر الرئاسي، وهشم بعضهم زجاج سيارته، فيما اعتدى ناشطون على مصور قناتي «سبأ» و«بلقيس» المقربتين من جماعة «الإخوان المسلمين» في اليمن.

وأكدت مصادر، لـ«العربي»، مغادرة رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، وغالب أعضاء حكومته، فجر يوم أمس، قصر معاشيق، على متن سيارات مدنية خوفاً من اقتحام المتظاهرين للقصر. وقالت المصادر إن بن دغر والوزراء قضوا يومهم في منزل قيادي بحزب «الإصلاح» في مديرية كريتر.
وعشية التظاهرة، قطع شبان غاضبون طريقاً رئيسة تربط بين محافظتي عدن ولحج، احتجاجاً على زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم في مديرية دار سعد إلى الشمال من عدن. وتزامن توقيت التظاهرة مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة في مدينة عدن، إذ وصلت إلى ما فوق 36 درجة مئوية متسببة بمضاعفة الأحمال التي يزيد معها طردياً عدد ساعات العجز في توليد الطاقة.
ورأى سعيد الطني، مشارك في المسيرة، أن العجز في أداء حكومة بن دغر بات جلياً، ولا يحتاج إلى قراءة، معتبراً أن هروبها فجراً من القصر هو كل ما يمكنها أن تفعله. ووجه الطني حديثه إلى دول «التحالف العربي» قائلاً: «هل تتوقعون نصراً في الحرب وأنتم تعتمدون على مثل هؤلاء؟». من جهتها، حمّلت الناشطة، سارة علي حسن عبادل، «التحالف» أيضاً مسؤولية ما يحدث من فوضى في المناطق «المحررة»، لافتة إلى «(أننا) في عدن منذ أمد بعيد لا نتوقع خيراً أبداً من «نفايات علي عبد الله صالح، المعاد تدويرها باسم الشرعية، ولا نعتقد أنهم يوماً يمكن أن يحققوا نجاحاً في أي شيء، فهذه الشخصيات – وأشارت إلى صورة في يدها لرئيس الوزراء بن دغر وعليها إشارة أكس – هي المشكلة في كل أزمات اليمن منذ سنوات، ولا يمكن أن تكون يوماً جزءاً من الحل». وأضافت أن «وزراء معاشيق يتدحرجون من فشل إلى أزمة إلى حروب، ولا يمكنهم أن يعيشوا إلا في وحل الأزمات، وهي فقط التي كانت ولا زالت تواري فشلهم وعجزهم وسوءاتهم».
بدوره، دعا محمد علي، من أبناء كريتر، «التحالف» إلى أن «يكنس من في معاشيق، فصبرنا عليهم كان احتراماً للتحالف، ولأننا لا نريد أن تتشفى صنعاء به، غير أن السيل قد بلغ الزبى ولن يطول صبرنا عليهم طويلاً بعد الآن». هذه الأصوات الغاضبة، والتي كانت تنادي باقتحام القصر وإخراج الوزراء منه بالقوة، قابلتها أصوات أخرى أكثر مرونة، اقترحت الإعتصام أمام القصر، ونصب مخيم احتجاج دائم، غير أن الأمر كان يحتاج، بحسب المنادين، إلى إعداد وأدوات غير متوافرة حالياً.