تل أبيب: ترامب وضع أسس التحالف الجديد مع إسرائيل وتشكيل “الناتو الشرق أوسطي” يسمح للدول الإسلاميّة بالانضمام إليه دون الخجل من التعامل مع “الصهاينة” و“الصليبيين”
متابعات| رأي اليوم:
رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز الدراسات الإستراتيجيّة “بيغن-السادات” في تل أبيب أنّ الحلفاء الغربيين السُنّة، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، ومصر أصبحوا أكثر قابلية للوحدة في الدفاع النشط ضدّ “المتطرفين الإسلاميين”. كما أنّهم يتقاسمون العدو الإيرانيّ، والذي له مخالب بالعراق، وسوريّة، ولبنان، واليمن، وعمان، والبحرين، والكويت، فضلاً عن تاريخ غير موات مع كوريا الشماليّة وباكستان.
وتابعت أنّ الآفاق تشير إلى احتمال أنْ تتشكّل منظمة جديدة تشمل المنطقة الممتدة بين شرق المتوسط، بما في ذلك إسرائيل، والبحر الأحمر، وإذا ما تحققت مثل هذه المنظمة، فإنّها قد تُسهم إسهامًا جيدًا في إتباع نهجٍ جديدٍ لحلّ الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ، لافتةً إلى أنّ زيارة ترامب إلى المنطقة كانت بمثابة ضربة رئيسيّة.
وتابعت أنّ الرحلة حققت عدّة أهداف حاسمة، وفي مُقدّمتها إعادة التنظيم الاستراتيجي الذي يقوم على تحالف على نطاق المنطقة بأنّه ليس أمرا مرغوبا فيه فحسب بل هو ممكن أيضًا، مُوضحةً إنّ هذا البرنامج الطموح تجنب تفاصيل مفصلة، معتمدًا على الالتزام الصارم بالكتابات الجاهزة.
وشدّدّت الدراسة على أنّه من خلال الذهاب إلى الرياض أولاً، نقل ترامب الانطباع بأنّه يعتبر السعوديين أولوية قصوى، وهكذا نسي آل سعود خيبتهم التاريخيّة من إدارة سلفه أوباما.
ورأت الدراسة أنّ إصرار ترامب على زيارة الهيكل المزعوم بدون مرافقة إسرائيليّة هو أيضًا رسالة، وتجنب الكنيست، ولقاء عبّاس في بيت لحم وليس في رام الله، أوضح الرئيس الأمريكيّ أنّه في هذه المرحلة، لن يسمح للرمزية المسيسة بإلقاء ظلال من الشك على حياده الأنيق، وخطاباته في الرياض وتل أبيب والقدس وبيت لحم كانت متسقة في وئامها، على حدّ وصف الدراسة.
وتابعت أنّ ترامب لاحظ بشكل مقنع أنّ ليس فقط أولئك الذين يرتكبون جرائم عنيفة، ولكن أيضًا أولئك الذين يحرضون على العنف من خلال مكافأة الإجرام باسم قضية أعلى يجب أنْ تتوقف مرة واحدة وإلى الأبد، أيْ المكافآت التي تمنحها السلطة لعوائل الشهداء. ومن خلال عدم الإشارة إلى خارطة طريق جديدة أوْ الإشارة إلى ذلك، وبإلغاء هذه المسألة بشكل لا لبس فيه إلى الأطراف، فإنّه يحتفظ بدور لواشنطن كوسيطٍ مناوبٍ.
ولفتت الدراسة إلى أنّ إدارة ترامب مصممة على عدم اقتراح، ناهيك عن فرض، أيّ غايات أوْ وسائل أوْ أساليب أوْ أسلوب، مُوضحةً أنّ هذا النهج الجديد، مع تركيزه على “الحاجة الجماعية إلى تفكير أمني واقعي”، يسمح لجميع أصحاب المصلحة الإقليميين توسيع تفكيرهم .
وتابعت: يُمكن أنْ يشمل هذا التفكير مستقبلاً بديلاً واحدًا مثيرًا للاهتمام على وجه الخصوص، ومن الممكن تصور إعادة تصميم أمنية شاملة للمنطقة: منطقة واحدة من شأنها أنْ تشمل إسرائيل، فضلاً عن كيان فلسطيني مستقل يزدهر في سلام وازدهار إلى جانبه. ولا يمكن تصور هذا السيناريو إلا بعد أنْ تتفق الفصائل الفلسطينيّة على العيش في ظلّ وجود إسرائيل الديمقراطيّة.
ولفتت إلى أنّ “الربيع العربي” إلى انفجارات متفرقة أدّت بدورها إلى ظهور العديد من الدول الفاشلة: سوريّة دمرت داخليًا، اليمن في مأزق، في حين طورت إيران شهية للهيمنة الإقليمية، مع اللجوء إلى الميليشيات في الخارج. ولا يزال العراق وليبيا يشهدان مظهرًا من عدم الاستقرار. فيما يزال لبنان في معضلة وجودية أبدية. أمّا تركيا الإسلامية فقد طورّت بشكل متزايد طموحاتها في المنطقة عبر وسائل استقطبت سكانها، ولا تزال الدول الأفريقية المتاخمة للبحر الأحمر تعاني من الاضطرابات الداخلية، لم يتم بعد إعادة توحيد قبرص، ولا يزال مصير الأكراد في تركيا والعراق وإيران وسوريّة غير محدد .
وفي الوقت نفسه، أضافت الدراسة، القوى العالمية الأولية والثانوية الأجنبية للمنطقة نشطة في شؤونها من خلال الاستثمار واستغلال الموارد، واستخدام القواعد البحرية والبرية وفقا للحساب الجيوسياسية الخاصة بها.
وشدّدّت الدراسة الإسرائيليّة على أنّه من شأن إتباع نهج أمنيّ جماعيّ جديد أنْ يُبرر قيام منظمة معاهدة الشرق الأدنى، على شاكلة حلف (الناتو) التي من شأنها أن تقضي على حاجة أيّ شريكٍ مسلمٍ بشكلٍ علنيٍّ لفرك الكتفين مع “الصليبيين” أو “المستعمرين السابقين”، وبعضهم من أعضاء الناتو الرئيسيين، على حدّ تعبيرها.