حلفاءُ إسرائيل وأعداؤها في إفريقيا.. السير على الوتَـر المشدود
كما قطَعَ العديد من الدول الإفريقية جنوب الصحراء علاقاتها مع إسرائيل بعد حرب 1973، حيث حارب ائتلاف من الدول العربية بقيادة مصر وسوريا، إسرائيل في محاولة ناجحة جزئيا لإلغاء مكاسب الكيان الصهيوني بعد حرب 1967.
قال موقع نيوز ويك: “في السنوات الأخيرة، اتبعت إسرائيل سياسة التقارب مع العديد من الدول الإفريقية الذين يعتبرون أعداء لها، ففي يوليو 2016، كشف نتنياهو عن خريطة عالمية متفائلة للعلاقات الخارجية الإسرائيلية، وأوضح أن خمس دول فقط أعداء لإسرائيل، خلت منهم دول إفريقيا”.
وأضاف الموقع: “قبل رحلة نتنياهو إلى ليبيريا، قال إن الهدف من الزيارة، الفوز بالدعم الإفريقي الذي سيكون مفيدا خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على المستوطنات الإسرائيلية ومفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وأن الهدف من الرحلة حل الغالبية؛ ويقصد الكتلة العملاقة لـ54 دولة إفريقية، التي تحمل عداء تلقائيا لإسرائيل في الأمم المتحدة والهيئات الدولية”.
وتابع “نيوز ويك”: “يوجد حلفاء رئيسيون لإسرائيل وأعداء لها في إفريقيا، من السهل معرفتهم من خلال علاقاتهم الواضحة والصريحة، وتأتي إثيوبيا على رأس الحلفاء، وربما تمثل أقوى حليف في القارة، ولدى إسرائيل جماعة إثيوبية قوامها 140 ألفا، تعرف باسم بيت إسرائيل”، مضيفا: “سعت إثيوبيا، ذات الأغلبية المسيحية في القرن الإفريقي، إلى الحصول على دعم عسكري من إسرائيل لمواجهة الميليشيات المسلحة في الصومال وإريتريا، كما أن اليهود الإثيوبيين في إسرائيل تظاهروا بتل أبيب في 3 مايو 2015 ضد سياسة الحكومة الرافضة لوجود الأعداد الكبيرة من اليهود الإثيوبيين لديهم، معتبرين أن إسرائيل وطنهم الأم”.
وأردف الموقع: “من الإنجازات التي حققها نتنياهو في قمة الإيكواس، تطبيع العلاقات مع السنغال، صاحبة التأثير الكبير بين الدول الفرنكوفونية في القارة، التي يبلغ عددها حوالى عشرين، وتم كسر العلاقات بعدما شاركت السنغال في تقديم قرار إلى مجلس الأمن الدولي في ديسمبر عام 2016، يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقتها، استدعت إسرائيل سفيرها، وأغلقت برامج المساعدات للسنغال، لكن نتنياهو أعلن بعد اجتماعه مع الرئيس السنغالي، أن بلاده ستعيد سفيرها إلى داكار، وستدعم السنغال ترشيح إسرائيل لمركز المراقب في الاتحاد الإفريقي”.
وأوضح “نيوز ويك”: “كينيا تعد من أهم الدول المؤيدة لإسرائيل، ويعتبرها نتنياهو القوة الكبرى في شرق إفريقيا، وتوقف عندها في جولته عام 2016، وبعد قطع العلاقات عقب حرب 1973، استعادت إسرائيل وكينيا العلاقات عام 1988، وتعاونت الدولتان بطرق مختلفة منذ ذلك الحين”، متابعا: “سعت كينيا لشراء أسلحة من إسرائيل في السنوات الأخيرة للمساعدة في معركتها ضد الشباب الجهاديين من الصومال المجاورة، وساعد عملاء المخابرات الإسرائيلية نظرائهم الكينيين في التحقيقات حول هجوم مركز ويستغات عام 2013، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصا”.
وأكد الموقع أن الدول الأعداء لإسرائيل في إفريقيا أكثر من الحلفاء؛ وتعتبر موريتانيا من الدول التي تصرح بعدائها لإسرائيل خاصة منذ حرب يونيو 1967، واعتبر ذلك إعلانا رمزيا من موريتانيا للحصول على مدخل للجامعة العربية، وكانت موريتانيا لفترة من الوقت، واحدة من ثلاثة أعضاء في جامعة الدول العربية اعترفوا بإسرائيل كدولة ذات سيادة، وتبادلا السفراء في عام 1999، لكن في عام 2009، أمرت الدولة الإفريقية إسرائيل بإغلاق سفارتها وإجلاء جميع الموظفين في غضون 48 ساعة ردا على قصف غزة، وبحلول عام 2010، قطعت موريتانيا رسميا علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني.
وأشار الموقع إلى أن المغرب أيضاً من الدول التي تعادي إسرائيل، حيث أرسلت بعض القوات إلى مصر وسوريا لمحاربة إسرائيل عام 1973، لكن العلاقات تحسنت في العقود الأخيرة، بعد تصالح مصر مع إسرائيل، ودعا ملك المغرب السابق، الحسن الثاني، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، شيمون بيريز، لإجراء محادثات في عام 1986، وزادت الدولتان من التعاون الاقتصادي في السنوات الأخيرة، لكن العلاقات توترت بعد انسحاب محمد السادس، ملك المغرب، من قمة الإيكواس؛ رداً على حضور نتنياهو، كما أن السودان ضمن 16 دولة تحظر دخول المواطنين الإسرائيليين بلدها.
واختتم “نيوز ويك”: “كانت جنوب إفريقيا واحدة من حلفاء إسرائيل القلائل في القارة التي صوتت لصالح قرار الأمم المتحدة عام 1947، الذي أدى إلى إقامة دولة إسرائيل، لكن بعد نهاية حكم الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا في عام 1994، تبدلت العلاقات، وأدان المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم سياسة إسرائيل تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة، ودعى إلى حل الدولتين، وبرغم التغير في النغمة، إلا أن جنوب إفريقيا لا تزال أكبر شريك تجاري لإسرائيل في القارة”.