كل ما يجري من حولك

” واشنطن بوست “: إنحياز ترامب للسعودية يشقّ الصفّ الخليجي

737
متابعات / وكالات
لحظت صحيفة «واشنطن بوست» أن خطاب دونالد ترامب في العاصمة السعودية قد حصد نتائج مغايرة لما كان يرجوه الرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أن خطابه الذي كان يفترض فيه «استقطاب قادة الدول العربية والإسلامية ضد تهديدات المتطرفين، وإيران»، قد أسفر عن «تفاقم الانقسامات» في صفوف تلك الدول «عوضاً عن توحيدها»، في إشارة إلى تفجر «حرب كلامية» بين قطر والسعودية في الأيام القليلة الماضية، وهو ما أدى إلى بروز حجم «المنافسة» بين الدولتين الخليجيتين على «النفوذ الإقليمي»، ومدى «تناقض رؤيتهما» إزاء قضايا الشرق الأوسط. كما تنبّهت الصحيفة الأمريكية إلى تداعيات أخرى لزيارة ترامب إلى الرياض تمثلت في تدشين كل من مصر والبحرين «حملة قمع شرسة» بحق المعارضين في الداخل.
ونقل تقرير الصحيفة، الذي جاء بعنوان: «موقف ترامب الداعم لرؤية السعودية في الشرق الأوسط قد يسهم في زرع بذور الخلاف»، عن محللين تأكيدهم أن «التوترات تمثل إحدى أبرز تداعيات زيارة ترامب إلى الرياض”، التي نجم عنها بروز «تأييد أمريكي قوي للدور القيادي السعودي في العالم العربي»، وهو تأييد «ترافق مع توقيع صفقات أسلحة» بين واشنطن والرياض، على نحو «أرعب منافسيها» و«أعداءها»، في إشارة إلى كل من قطر وإيران، من جهة، و«عزز من اندفاعة حلفائها المخلصين» من الأنظمة «الاستبدادية»، في إشارة إلى البحرين، مصر. و«فيما كان العالم العربي يترقّب اندلاع مواجهة متصاعدة الحدة بين إيران والسعودية، اندلعت معارك أخرى بين السعودية وقطر» على خلفية تأزم العلاقات بينهما منذ أحداث «الربيع العربي». ووفق ما أدلى به محللون للصحيفة، فإنه «من غير المرجح أن تنجح مناشدات ترامب (للدول المشاركة في قمة الرياض) من أجل تبني موقف موحد ضد الإرهاب، في معالجة تصدعات» الصف العربي عموماً، والخليجي خصوصاً، في وقت بدا فيه أن زعماء تلك الدول قد تلقفوا خطاب ترامب كذريعة لـ«محاربة مقاتلي الجماعات المسلحة»، و«قمع المدونين المعارضين» في الوقت عينه.
ومن منظور فواز جرجس، يمكن القول إن ترامب بات ينظر إلى السعودية «باعتبارها معقلاً استراتيجياً داخل العالم العربي والإسلامي»، كما يمكن القول إن زيارة الأخير للرياض «تتصل» بما حصل بعدها.

وتابع أستاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد حديثه للصحيفة قائلاً: «ما تراه الآن هو أن التحالف الذي تقوده السعودية يشعر بالقوة والدعم. أعضاء هذا التحالف اليوم هم في حالة الهجوم». وأضاف جرجس أن الشرق الأوسط يشهد «حقبة جديدة»، تحث جميع دوله على «الانضمام للتحالف» الذي ترعاه السعودية، محذراً من «عواقب هذا التحول» على صعيد التسبب باضطرابات إقليمية تمتد لسنوات، ومفاقمة الحروب بالوكالة بين كل من إيران والسعودية، في ساحات سوريا واليمن ولبنان، حيث «تستعد جميع الأطراف للجولة القادمة» من التصعيد.
وفي سياق الإشارة إلى موقف إيران المستنكر لزيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، وإدراجها صفقة الأسلحة الموقعة بين الرياض وواشنطن في إطار «محاولات زعزعة الإستقرار» الإقليمي، توقفت الصحيفة عند بروز «نبرة أكثر تحدياً» لدى المسؤولين الإيرانيين في أعقابها، لافتة إلى تنديد هؤلاء بالحملة الأمنية التي قامت بها سلطات المنامة ضد المعارضين بوصفها «نتيجة مباشرة» لتلك الزيارة، فضلاً عن خروج الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عن «اللهجة التصالحية» غداة كشف إيران عن «ثالث قاعدة للصواريخ البالستية تحت الأرض» أخيراً.

وشدّد تقرير «واشنطن بوست» على أن زيارة ترامب «أثارت المخاوف بشأن زيادة القمع الداخلي في المملكة العربية السعودية، والدول التي تدور في فلكها، بما في ذلك البحرين، الإمارات العربية المتحدة، ومصر»، حيث ساهم العنف الممارس بحق المعارضين البحرينيين خلال الأسبوع الماضي في تعزيز المخاوف من حكومة البحرين المتهمة بـ«بقمع المعارضة» و«ممارسة التمييز الممنهج بحق الأغلبية الشيعية» في البلاد، لا سيما وأن الرئيس الأمريكي كان قد أكد للعاهل البحريني، حمد بن عيسى، على أن «التوترات» التي شابت العلاقات الثنائية في عهد الإدارة الأمريكية السابقة لن تتكرر مع إدارته، في إشارة إلى «تأنيب» إدارة أوباما المتكرر للمنامة على خلفية ملف حقوق الإنسان خلال الأعوام الأخيرة.
وفي مؤشر آخر إلى تداعيات زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية، لفتت «واشنطن بوست» إلى إقدام السلطات المصرية على إغلاق ما لا يقل عن 21 موقعاً إخبارياً هذا الأسبوع، من بينها مواقع قطرية، إلى جانب اعتقال أحد أبرز الوجوه المعارضة في مصر، وأحد المنافسين المحتملين للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو المحامي خالد علي، الذي «لعب دوراً لافتاً في الجهود القانونية الرامية إلى وقف خطة الحكومة بنقل السيادة على جزيرتين في البحر الأحمر، لصالح السعودية». ورغم أنه «من غير الواضح ما إذا كان اعتقاله (خالد علي) مرتبطاً بالقمة» التي انعقدت في الرياض، إلا أن الحكومة المصرية اعتقلت عشرات الناشطين والمعارضين في الأسابيع الأخيرة، بمن فيهم «خصوم الحكومة من اليساريين والليبراليين»، فضلاً عن اعتقال عدد من شخصيات «الاتحادات العمالية» و«النقابية»، وفق ما أفاد به أحد الناشطين الحقوقيين المصريين للصحيفة. وأكد الناشط الحقوقي، جمال عيد، للصحيفة، أن حملة الاعتقالات ليست بجديدة «إلا أن وتيرتها تسارعت» بعد قمة الرياض، والحصول على «الضوء الأخضر» من الرئيس ترامب.
You might also like