كل ما يجري من حولك

بريطانيٌّ من اصلٍ ليبي هو من هزّ عرش المملكة

493

بريطانيٌّ من اصلٍ ليبي هو من هزّ عرش المملكة

متابعات| الوقت التحليلي:

فوضى ورعب انتشرا في مانشستر في شمال غرب بريطانيا، بعدما فجر سلمان عابدي نفسه مساء الاثنين على أحد مداخل قاعة مانشستر أرينا التي تتسع لنحو 21 ألف شخص في نهاية حفل غنائي، قاتلاً 22 شخصاً، بعضهم من الأطفال والمراهقين، في أسوأ اعتداء تشهده بريطانيا منذ 12 عاماً.

والدا عابدي هربا من بطش القذافي

وقد أعلنت السلطات البريطانية، الثلاثاء، أن منفذ هجوم مانشستر هو سلمان العابدي، ويبلغ من العمر 22 عامًا، وهو مواطن بريطاني من أصل ليبي، وأكدت مصادر إعلامية بريطانية انه من سكان لندن، وسافر من العاصمة البريطانية، وتحديدا محطة فيكتوريا، إلى مانشستر بالقطار لتنفيذ هجومه الانتحاري، ووالدته تدعى سامية وتبلغ من العمر 50 عامًا، ووالده يسمّى رمضان عابدي، ضابط أمن سابق في ليبيا، وولدا في ليبيا، وهما ينحدران من قبيلة العبيدات الواقعة غرب ليبيا، وهاجرا في البداية إلى لندن هربًا من بطش نظام معمر القذافي، قبل أن ينتقلا إلى منطقة فالوفيلد في جنوب مانشستر حيث عاشا لمدة 10 سنوات على الأقل أنجبا خلالها سلمان العبيدي وأخوين آخرين وأخت واحدة.

وبحسب صحيفة “الغارديان”، قامت الشرطة، الثلاثاء، بمداهمة منزل في هذا الحي وأجرت عملية تفجير مضبوطة” لدخوله. وفتش المحققون أيضا منزل شقيق المشتبه به في جنوب مانشستر. وأضافت الصحيفة أن الشقيقين كانا يرتادان مسجد ديدزبوري المحلي.

ووفق صحيفة “ذي تلغراف”، إن المنطقة التي نشأ فيها عابدي قريبة من الثانوية التي تصدرت عناوين الصحف المحلية عام 2015 حين هربت فتاتان من هناك إلى سوريا وانضمتا الى داعش.

صلة المعتدي بتنظيم داعش

وبرغم تعرف الأجهزة الأمنية البريطانية إلى هوية المعتدي، إلّا ان صلته بتنظيم داعش الذي تبنى الاعتداء، لا تزال غير واضحة، إذ تحاول الشرطة البريطانية العمل على بناء صورة واضحة عن خلفية المعتدي وتحركاته، وبينما لم تتبين بعد صلة عابدي بخلية أكبر، أعلنت الشرطة البريطانية إلقاءها القبض على شاب تعتقد أنه على علاقة بالهجوم، فيما أعلن قائد شرطة مانشستر، إيان هوبكنز، أن الشرطة تسعى إلى معرفة هل نفذ الاعتداء “بمفرده أو كان مدعوماً من شبكة” معينة. وأكدت ذي تلغراف أيضاً أن الأولوية الحالية للأجهزة الأمنية تكمن في تحديد إمكانية التخطيط لاعتداءات مشابهة في المستقبل، وهي تعمل على معرفة تحركات المعتدي وخلفيته.

المبادرة البريطانية

وقد جاء التفجير الاخير في اجواء تتحرّك فيها بريطانيا ضمن الحشد المقصود بعد مبادرة بريطانية سعودية أردنية أطلقتها تيريزا ماي في زيارتها الأخيرة للمنطقة، وتحديداً للأردن والسعودية وكانت الزيارة قد أعقبت تفجيراً أول في مانشستر في ساحة البرلمان البريطاني ما أخذ الحديث نحو مسعى بريطاني للتدخل للجم الإرهاب، ارهابٌ لطالما كانت بريطانيا شريكاً في تصديره الى الخارج، وجاء دورها لتذوق السُّم الذي حضرته مع شركائها في الغرب لنشره في دول المنطقة. وقد ذكرت لجنة الشئون الداخلية الانجليزية في تقريرها الأخير الخاص بالمنظمات الارهابية أن أكثر من 700 بريطاني سافروا الى سوريا والعراق للانضمام الى تنظيم داعش الإرهابي.

داعش الذي يرغب في توجيه إنذار للسلطات البريطانية استهدف للمرة الثانية مدينة مانشستر أول مرة في ساحة البرلمان والثانية يوم الاثنين على مقربة من الانتخابات التشريعية التي ستجري في 8 تموز المقبل. وإن بريطانيا لا يمكنها تجاهل هذا الانذار، وهو أمر يوضع ضمن اولويات الحكومة الحالية التي قدمت بعد انقلاب ناعم على كاميرون الذي أساء التعامل الاقتصادي المحلي وأساء فرض سياسة خارجية تجلب الأمن لبلاده خصوصاً في الملف الليبي.

دور بريطانيا في النزاع الليبي

وحول الملف الليبي والدور البريطاني فيه، كان دانييل جورج وييل، عضو الكتلة البرلمانية لحزب الديمقراطيين الأحرار، قد صرح أن “الحزب تقدم بمذكرة استيضاحية حول الدور البريطاني في ليبيا منذ سقوط الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في 2011 وحتى الآن، إضافة إلى السياسة البريطانية المقبلة تجاه الأطراف المتنازعة في ليبيا، مع توضيح لحجم الدعم البريطاني الموجه لأطراف النزاع سواء حكومة الوفاق الوطني في الغرب أو برلمان طبرق في الشرق، وذلك في وقت تتصاعد فيه التهديدات لبريطانيا وأوروبا عمومًا مع تمديد نفوذ داعش على طول الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.”

في الختام وبحسب محللين، إذا كان اعتداء مانشستر الاول قد استدعى تحرك ماي نحو الشرق الأوسط، فإن المخاوف من تحرك غربي تجاه معركة في سوريا تحت عناوين متعددة خدمة للمنطلق نفسه بين تدخل عسكري فيها وبين تزحيم موقف المعارضة يصبح أكثر ترجيحاً.

You might also like