كل ما يجري من حولك

بعد الإمارات… السعودية تلجأ للقوات السودانية في جبهة ميدي وحرض

656

متابعات | تقارير | العربي 

تشارك قوات سودانية في المعارك الدائرة في جبهات الحدود لأول مرة منذ بداية العمليات العسكرية لـ«التحالف» في مارس 2015م. وكانت السعودية قد نشرت قوات سودانية في جبهة ميدي وحرض، نهاية الشهر الماضي، قبل أن تنضم رابع كتيبة سودانية إلى الجبهة قبل أيام. وتأتي استعانة السعودية بالقوات السودانية في جبهات الحدود، وتحديداً جبهة ميدي (أقصى شمال غرب اليمن)، في محاولة لتحقيق تقدم ميداني يوازي ما حققته الإمارات في جنوب الساحل الغربي كما يتحدث البعض، حيث تعتمد الإمارات بدرجة أساسية في عملياتها البرية على قوات سودانية.

بحسب كثير من المتابعين للشأن اليمني، فإن الفشل الذي منيت به قوات «التحالف» في جبهة ميدي انعكس سلباً على طبيعة الحضور السعودي في جبهات الساحل عموماً، في ظل تداول معلومات تشير إلى انزعاج سعودي من الثناء الأمريكي المستمر على الدور الإماراتي، والذي يعتبر من وجهة نظر واشنطن الأكثر نجاحاً في الميدان فيما تشهد الجبهات التي تديرها المملكة إخفاقات متكررة. إلا أن مصادر أخرى تتحدث عن دور لتيار «الإخوان المسلمين» في الدفع بمزيد من القوات السودانية إلى الجبهات الشمالية، استناداً إلى العلاقات الوطيدة مع نظام عمر البشير.

تعثر في الساحل الغربي

تتكبد القوات السودانية خسائر كبيرة في المواجهات العنيفة بجبهات المخا وذوباب والعمري، وحديثاً في موزع بتعز، حيث أوكلت المهمة في تلك الجبهات لقوات سودانية إضافة إلى جماعات سلفية وأخرى من أبناء المحافظات الجنوبية. وكان التعثر الذي منيت به قوات «التحالف» في المناطق الغربية لتعز وراء استدعاء كبار الضباط والقيادات الميدانية إلى عدن ومن ثم إلى أبوظبي.

مكاسب البشير

مؤخراً، شارك رئيس هيئة الأركان للجيش السوداني في اجتماعات القمة لرؤساء أركان المجموعة الأمريكية الأوروبية الأفريقية (أفريكوم)، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها السودان بمثل هذه اللقاءات. وجاءت المشاركة عقب تصريحات لوزير الخارجية السوداني تتحدث عن اقتراب موعد شطب اسم بلاده من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. وتنوعت الامتيازات التي حصّلتها الخرطوم جراء مشاركته في حرب اليمن، ومؤخراً طلبت الكويت استقدام عمالة سودانية في المجال الطبي، والأمر كذلك بالنسبة لدول الإمارات والسعودية وقطر.

وعلى ما يبدو، فإن ما يجنيه النظام السوداني جراء مشاركته في حرب اليمن لا يقتصر على المنح والمساعدات المالية والدعم السياسي والوعود الخليجية والغربية، بل وصل حد تقديم الدعم المادي لكبار قادة النظام السوداني. وتتحدث مصادر معارضة سودانية، في هذا الصدد، عن مشاريع تجارية كبيرة في الإمارات تابعة للرئيس البشير وعدد من أقربائه، الأمر الذي يشير إلى تجاهل خليجي غربي لقرار المحكمة الجنائية الدولية القاضي باعتقال البشير على خلفية اتهامات وجهت له بارتكاب جرائم حرب في بلاده، إذ لم تعد وسائل الإعلام الغربية تتطرق إلى هذه القضية بعد أن كانت محل اهتمامها منذ صدور القرار 2008م.

إجمالي القوات السودانية

لم تكشف السلطات السودانية حتى اللحظة عن قوام قواتها المتواجدة في اليمن، والأمر كذلك بالنسبة لـ«التحالف»، إلا أن السودان بات المُصدّر الوحيد للمقاتلين، وتُعدّ المشاركة السودانية في «التحالف» هي الأكبر من حيث عدد الأفراد والأكثر من حيث المشاركة البرية، لاسيما بعد أن أحجمت دول أخرى كمصر والأردن وباكستان عن المشاركة بإرسال قوات برية، واقتصر دور تلك الدول وغيرها على المشاركتين البحرية والجوية.

وفي محاولة لمعرفة إجمالي القوات السودانية في اليمن، تكشف مصادر غير رسمية عن تواجد ما لا يقل عن 7 آلاف جندي يتوزعون على معسكرات في عدن ولحج، منهم كتائب في قاعدة العند، والعدد نفسه يشارك في جبهات الساحل، إضافة إلى كتائب أخرى تتواجد في عدد من الجزر اليمنية بإشراف ضباط من جنسيات مختلفة. وقد يصل العدد إلى 15 ألف جندي بالنظر إلى استعدادات نظام البشير لإرسال المزيد من الجنود إلى اليمن مقابل الحصول على دعم مالي وسياسي.

الخيار الوحيد

على ما يبدو، فإن استعداد الخرطوم لإرسال جنود إلى اليمن هو المعيار الوحيد الذي اعتمدت عليه دول «التحالف» في الترحيب بالعرض السوداني، بعدما كانت السعودية ومعها الإمارات تتطلعان إلى مشاركة برية مصرية وكذلك مشاركة وحدات خاصة من الجيشين الأردني والمغربي. وتؤكد مصادر متعددة أن المشاركة السودانية كانت في بداية الأمر رمزية (بضع مئات من الجنود) بطلب من «التحالف» نفسه الذي كان يرى إلى تواضع إمكانيات الجيش السوداني كعائق أمام أي مشاركة كبيرة، إلا أن الإمارات وبعد فشل خطتها في الاستعانة بضباط وجنود الشركات الأمنية الأمريكية وخسائرها في ضربة «توشكا» على صافر بمأرب، رأت توسيع المشاركة السودانية وإخضاع الجنود والضباط لتدريبات مكثفة في جزر يمنية قبل انخراطهم في المواجهات العسكرية.

جيش للإيجار

تتطلع الخرطوم إلى مزيد من الدعم، ويبدي البشير استعداده لتلبية الرغبة الخليجية في استئجار أعداد إضافية من جيشه للقتال في اليمن، فيما يظل السودان هو الخيار الوحيد أمام دول تمتلك المال ولا تمتلك الرجال بحسب قول البعض.

You might also like