هزيمةٌ مدوّيةٌ للغزاة والمرتزقة من سلسلة جبال النار إلى موزع ومستشفياتُ عدن امتلأت بالجثث والجرحى
متابعات| صدى المسيرة:
بأكثرَ من 25 غارة متتالية، عبّر طيرانُ العدوان السعودي الأمريكي عن إحباطه من الهزيمة النكراء والمفاجِئة التي مُنِي بها مرتزقتُه على الأرض في سلسلة جبال النار بمديرية المخاء الساحلية بتعز.
قوى العدوان، وعبرَ الطيران الذي لم يتوقفْ عن التحليق والقصف، شاهدت عن قُرب كيف تبخّرت إنجازَاتُ المرتزقة على مدى الأسبوعين الماضيين في التباب المحيطة بسلسلة جبال النار وأجزاء من السلسلة ذاتها، حيث لم تستغرق قواتُ الجيش واللجان الشعبية سوى خمس ساعات أو أكثرَ قليلاً لتقلبَ الطاولةَ رأساً على عقب في وجه قوى العدوان، بعملية مفاجئة وتكتيكات مختلفة انتهت بشكل مثالي، حيث تم تطهيرُ السلسلة الجبلية إلا من جُثَثِ المرتزقة السودانيين ونُظرائهم المحليين.
بحسب المصادر العسكرية، ومع أول ساعات يوم الثلاثاء الماضي، كانت الخطةَ العسكريّةَ قد اكتملت من الناحية النظرية لتطهير سلسلة جبال النار، وكانت القواتُ من الجيش واللجان الشعبية ومَن انضم إليهم من أبناء قبائل اليمن الذين هبّوا لخوض معركة الساحل، قد اكتملت صفوفُها ليبدأ الهجومَ الواسعَ الذي فاجأ مرتزقةَ الغزو على الأرض ولم يدع لهم فرصةً للتفكير سوى بالهرب، أما ما طال به التفكيرُ فما تزالُ جثتُه إلى الآن في جبال النار المتشعِّبة.
ومع بداية شروق الشمس كانت المصادرُ العسكرية تزوّد الإعلامَ الوطني بالمعلومات تباعاً، حيث أعلن مصدرٌ عسكريٌّ أن أبطالَ الجيش واللجان الشعبية وأبناء قبائل اليمن تمكّنوا من تطهير سلسلة جبال النار.
المصدرُ ذاتُه كشف أن عمليةَ تطهير جبال النار شرق المخاء تمّت وفق خطة عسكرية فاجأت العدوان واستمرت من منتصف ليل الثلاثاء إلى فجر اليوم ذاته.
ويشير المصدرُ إلى أن طيران العدوان الحربي والمروحي والاستطلاعي نفذ غارات هِستيرية؛ لإفشال العملية الهجومية شرق المخاء، لكن أبطالَ الجيش واللجان الشعبية والقبائل أنجزوا المهمة بنجاح.
وفيما كانت قوى الغزو تخطّط للإجهاز على ما تبقى من السلسلة الجبلية وامتدّت تلك التجهيزاتُ لأربعة أيام سابقة جاءت عمليةُ الجيش واللجان الشعبية لتبدّدَ الخطة وتبدد ما أنجزه الغُزاةُ في الأسبوعين السابقين، حيث يقولُ المصدرُ العسكري: إن عملية تطهير مواقعَ في سلسلة جبال النار أنجزت بعد محاولات العدوان لأربعة أيام السيطرةَ عليها بغطاء جوي وبحري مكثّف.
وحدّد المصدرُ بعضَ العوامل التي أدَّت لإنجاز العملية الكبيرة، منها نفيرُ القبائل لرفد معركة الساحل وثباتُ أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين وقفوا حجرَ عثرة أمام الغزاة، مشيراً إلى أن معركة تحرير الأرض المحتلة مستمرة ولن تتوقف.
ويشيرُ المصدرُ إلى أن قوى الغزو دفعت في عمليات الزحف السابقة على جبل النار شرق المخاء بمرتزِقة سودانيين ومرتزِقة جنوبين وتكفيريين لكنها باءت بالفشل.
أمَّا في نتائج العملية على الغُزاة والمرتزقة فيؤكّد المصدرُ أنّ العملية أسفرت عن مصرع أعداد كبيرة من الغزاة والمرتزقة، في عملية تطهير جبال النار شرق المخاء، وفرار مَن تبقّى غرباً باتجاه ساحل المخاء، وفي وقت لاحق ومع تدفُّق المعلومات كشف المصدرُ أن العمليةَ أسفرت عن مقتل أكثرَ من 100 من المرتزِقة، بينهم أكثر من 30 من المرتزِقة السودانيين.
في جانب الخسائر المادية فيؤكد المصدرُ أن أبطالَ الجيش واللجان الشعبية تمكّنوا من تدمير آليات بأعداد كثيرة وتجهيزات كُبرى كان أعدّها الغُزاة شرق المخاء.
وكانت آخر رسالة نقلها المصدرُ العسكريُّ لليمنيين هي أن الجيشَ واللجانَ يؤكّدون أن أحلام الغزاة ستُدفن في أرض اليمن.
عمليةُ أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبال النار أشعلت نيرانَ في صُدُور قوى الغزو والعدوان التي لم تستوعبْ حدوثَ هذه الهزيمة بهذا الوقت القياسي، واستطاعت أن تُنهيَ ما حقّقه الغزاة في أسبوعين، ولذلك ومع أولى ساعات صباح الثلاثاء دفعت قوى الغزو بأكثر من 40 آلية و20 طقماً ومئات المرتزقة للقيام بعملية التفاف علّها ترمِّمُ ما تهدّم على يد أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وقال مصدرٌ عسكريٌّ لـ “صدى المسيرة”: إن قوى الغزو دفعت بقواتها ومُرتزقتها للزحف والالتفاف باتجاه جبل النار عبر مديرية موزع، مشيراً إلى أن أبطالَ الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل كانوا أكثرَ يقظة وحوّلوا أرتال الغزاة إلى حرائقَ التحمت بها أجسادُ الغزاة والمرتزقة بحديد الآليات المحترقة.
ولأن الزحف الذي تم بـ60 آليةً وطقماً عسكرياً جرى في وَضَح النهار، فقد كانت عدساتُ الإعلامي الحربي حاضرةً ترصُدُ الصواريخَ الموجّهة والمضادّة للدروع والقذائف المختلفة، وهي تعصِفُ بالآليات والأطقم الزاحفة والتي تجمّعت في مساحات متقاربة تؤكّد ارتباكَ العدو مما حدث له في جبال النار، ما ساعَدَ أبطالَ الجيش واللجان الشعبيّة على النيل من أكبر عدد من الآليات وكذلك حصد أرواحِ الغزاة والمرتزقة.
“صدى المسيرة” حصلت على صورٍ لعملية التصدّي للزحف والتي تُظهِرُ تعرُّضَ الآليات للصواريخ بشكل مباشر واحتراقها بمَن فيها من الغُزاة والمرتزقة، وكذلك تظهر الصورُ لحظة فرار مَن تبقى من الغزاة والمرتزقة بما تبقى لديهم من آليات وَأطقم نَجَت من نيران الجيش واللجان الشعبية.
وبحسب مصدر عسكري فإن انكسارَ زحف المرتزقة لم ينتهِ عند فشلِهم في الالتفاف على جبال النار، حيث أشار إلى أن أكثرَ من 50 من الغزاة والمرتزقة لقوا مصارعَهم وانضمَّت جُثَثُهم للمائة الذين تم القضاءُ عليهم في عمليةِ تطهير سلسلة جبال النار، أمَّا الجرحى في العمليتين فتجاوز عددُهم ضعفَ أعداد القتلى منهم.
على الجانب الآخر وبعدَما تهادَى لمسامع العدو أخبارُ الواقعتين الأولى والثانية، دَوّى صدى الهزيمتين على صورة صرخات أطلقتها الصفحات الإخبارية ونشطاء التواصل الاجتماعي الموالين لقوى الغزو، الذين انشغلوا أيضاً بتوزيع الاتهامات على مختلف قيادات المرتزقة، فيما كان آخرون منشغلين بترتيب قوائم القتلى والجرحى من القيادات وأتباعهم من المرتزقة والتي ما تزال تتشكّلُ إلى اليوم، فما تزال عشراتُ الجثث مرميةً في السلسلة الجبلية المتشعبة بجبال النار.
أمَّا مستشفياتُ عدن، وبحسب مصادرَ إعلامية ومحلية، فقد استقبلت أكثرَ من 100 جثة على دفعات، بالإضافة لمئات الجرحى.
إجمالاً لملاحم الثلاثاء فما حدث يؤكّدُ أن قوى الغزاة تلقت هزيمةً مزدوجةً على المدى القصير، لكنها تعرّضت لهزائمَ متعددة على المدى البعيد، فالمعاركُ التي جرت في ذلك اليوم أكّدت للعدو جديةَ قبائل اليمن بالانضمام للجيش واللجان الشعبية؛ لخوض معركة الساحل الغربي، كما إنها أعطت للعدو صورةً مصغّرةً لما ينتظرُ جنودَه الغزاة ومرتزقتَه من جحيم مفتوحٍ على امتداد مئاتِ الكيلومترات هي امتداد الساحل الغربي لليمن.