مواقع استراتيجية في قبضة الجيش واللجان الشعبية… وسقوط «غريب» لمروحية سعودية “تقرير”
متابعات | تقارير | الأخبار اللبنانية
تزامناً مع إعلان الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» سيطرتهما على محيط جبل النار في تعز، أعلن تحالف العدوان سقوط طائرة تابعة للقوات السعودية ومقتل من كان على متنها
لم يكن إخفاق محاولات القوات الموالية للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، للتقّدم في مدينة المخا الساحلية، في تعز، الضربة الموجعة الوحيدة التي تعرّض لها تحالف العدوان، أمس، بل بدا غريباً إعلان القوات السعودية نفسها سقوط مروحية عسكرية من نوع «بلاك هوك» تابعة لها، ومقتل 12 ضابطاً وعسكرياً كانوا على متنها.
وأعلنت قيادة قوات «التحالف»، في بيان أمس، أن المروحية سقطت «في أثناء تأدية مهماتها العملياتية في محافظة مأرب، ونتج من الحادث استشهاد أربعة ضباط، وثمانية ضباط صف». وفيما لم يذكر البيان أي تفاصيل عن أسباب سقوط الطوافة، وفي ظل عدم تبني «أنصار الله» للعملية بصورة واضحة، أشار عدد من المعطيات إلى أنّ أحد أطراف قوات «التحالف» قد يكون مسؤولاً عن إسقاطها.
جاء ذلك في وقت انحسرت فيه الاشتباكات الدائرة بين طرفي الحرب في محيط جبل النار الواقع شرق المخا، إذ تمكّنت «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها من الاحتفاظ بالجبل والمرتفعات المحيطة به، فضلاً عن معسكر «خالد بن الوليد» أكبر المعسكرات في البلاد، والجبل الواقع ضمن نطاقه، وذلك رغم المحاولات المتكررة للقوات الموالية للعدوان للتقدّم.
فبعد أيام من المعارك، اضطرت قوات هادي، إلى جانب قوات «التحالف»، خاصة الإماراتية والسودانية، إلى التراجع. ونقل موقع «العربي» عن قيادي مع قوات هادي قوله إن الأخيرة «تعرضت لكمين في أثناء محاولتها اقتحام المعسكر، ما أدى إلى مقتل العشرات، وهو ما جعل القيادة تأمر بقية الأفراد بالانسحاب لإعادة ترتيب الصفوف، والعمل على تنفيذ خطة محكمة تضمن سقوط المعسكر». ووفق مصادر متابعة، فإن هذا الإخفاق سببه «ضعف التخطيط وانعدام التنسيق بين الكتائب المقاتلة»، مضيفة أن «القيادات الميدانية قررت الانسحاب… دون الرجوع إلى القيادات العليا».
ورغم تأكيد مصادر ميدانية شنّ «التحالف»، أمس، 25 غارة جوية على مواقع «أنصار الله» في جبل النار، تمكّنت الأخيرة، وفق ما أكّده قيادي في الحركة، من «تطهير الجبل من المرتزقة بنجاح، وذلك وفق خطة فاجأت العدوان واستمرت من منتصف ليل الاثنين حتى فجر الثلاثاء».
على صعيد متصل، تتواصل الاشتباكات العنيفة في قرية المكازمة غرب منطقة الكدحة، الواقعة في المحافظة نفسها، وذلك لمحاولة استعادة مواقع جبل علقة والقرون والعفيرة والرحبة، التي سيطر عليها الجيش و«اللجان». أما على الحدود، فواصلت القوة المدفعية، أمس، قصف تجمعات للجيش السعودي في عسير وجيزان، التي أطلقت عليها «القوة الصاروخية» أول من أمس، صاروخين من نوع «زالزال 2».
وبينما يستمر طيران «التحالف» باستهداف الممتلكات العامة والخاصة في عدد من المحافظات، أقدمت البوارج الحربية على استهداف الصيادين في ساحل الحديدة، في حادثة هي الثانية من نوعها في خلال اليومين الماضيين، فضلاً عن اعتقال عدد منهم.
في سياق ثانٍ، انعكس التخبط السعودي الذي يشهده الميدان على المستوى السياسي، مع خروج أصوات منددة للمملكة من دول «حليفة وشريكة» في العدوان، أجبرت المتحدث باسم قوات «التحالف» أحمد عسيري، على التراجع عن تصريحاتٍ له.
فبعد يومين من إعلان عسيري أن مصر عرضت على السعودية إرسال قوات برية إلى اليمن، وما تلا ذلك من نفي رسمي وسخط شعبي مصري، خرج لتبرير تصريحاته، مدعياً أنه كان يشير إلى ما طرحته مصر في خلال بحث مقترح تشكيل «القوة العربية المشتركة». وجاء ذلك بعدما نقلت «بوابة الشروق» المصرية عن مصدر رسمي أن مصر «لم تعرض نهائياً على قوات التحالف مشاركة قوات برية»، وأن المملكة «هي من طلب ومصر هي التي رفضت».
وكان عسيري قد قال في مقابلة الأحد الماضي «إن مصر سبق أن عرضت على السعودية والتحالف إرسال قوات برية إلى اليمن تراوح بين 30 ألفاً و40 ألف جندي»، وهو تصريح أدّى إلى موجة غضب واسعة في مصر شبيهة بموجة يشهدها بلد آخر «حليف» للمملكة، هو السودان. فبعد إعلان السلطات السودانية لأول مرّة رسمياً مقتل خمسة من جنودها وإصابة 22 آخرين في معارك ضارية في جبهات الساحل الغربي في اليمن، الأسبوع الماضي، عبّر ناشطون سودانيون عن غضبهم من انخراط بلادهم في «حرب لا دخل لجنودنا بها».
وانتشرت التصريحات المنددة التي وصفت الجنود القتلى بـ«مرتزقة ميليشيا (الرئيس السوداني عمر) البشير»، واتهمت السعودية باستخدامهم كـ«حطب لمعاركها».
على المستوى السياسي كذلك، تواصَلَ سيل التصريحات المعادية لإيران، وكان آخرها تجديد اتهام وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس، طهران بدعم «أنصار الله» عسكرياً، مشيراً إلى أن «الصواريخ التي يطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي السعودية، وغالباً ما تؤدي إلى مقتل أشخاص، هي إيرانية». ودعا ماتيس إيران إلى «التوقف عن تزويد الحوثيين بالسلاح»، وذلك في تصريحات ألقاها من على متن طائرة كانت تقله أمس إلى السعودية، المحطة الأولى من جولة إقليمية سيزور فيها مصر وقطر وجيبوتي، وكذلك إسرائيل.
في هذا السياق، بحث الرئيس اليمني المستقيل والسفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر «جهود مكافحة الإرهاب وضرورة وضع حد للتدخل الإيراني في المنطقة». وتزامنت تصريحات ماتيس وهادي حول «التدخل الإيراني» مع تجدّد قصف مقاتلات أميركية مواقع مفترضة لتنظيم «القاعدة» في مديرية مودية، التابعة لمحافظة أبين.
وكان البنتاغون قد أعلن مطلع العام الجاري أن الولايات المتحدة ستبيع للسعودية وللكويت معدات دفاعية بنحو مليار دولار.