كل ما يجري من حولك

جبهة مريس المنسية: كل يغني على ليلاه… و”القاعدة” يتمدد!

520
 
  • منذ استعادة الجيش واللجان لمديرية دمت، انحصرت المعارك في مناطق تابعة لمديرية قعطبة


 

متابعات| العربي:
تشهد الأجزاء الشمالية من محافظة الضالع، جنوبي اليمن، منذ أكثر من عام، مواجهات شبه يومية، بين جماعة “أنصار الله” وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، و”المقاومة الشعبية” الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى.
غير أن معارك هذه الجبهة راوحت مكانها، منذ سيطرة “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها، العام الماضي، على مديرية دَمت شمالي الضالع، حيث فشل طرفا الحرب في إحراز أي تقدم يُذكر.
ورغم حرص حكومة هادي، ومن ورائها “التحالف العربي” بقيادة المملكة العربية السعودية، على استعادة الضالع، كغيرها من المحافظات الجنوبية، إلا أن مناطق شمال المحافظة تُركت قيد مواجهات لا يراد لها أن تنتهي.
وقد أثار التعاطي الإستثنائي مع هذه الجبهة كثيراً من التساؤلات عن دوافعه وأهدافه.
حدود الجنوب
ومنذ استعادة “أنصار الله” لمديرية دمت، انحصرت المعارك في مناطق تابعة لمديرية قعطبة، شمالي محافظة الضالع، أبرزها منطقة مريس التي يتواجد فيها معسكر الصدرين.
ورغم أن قعطبة ودمت تتبعان الضالع إدارياً، إلا أنهما، إلى جانب جُبَن والحُشا، مديريات شمالية جغرافياً، وتم ضمها لاحقاً إلى هذه المحافظة التي أعلن عنها بعد اتحاد شطري اليمن عام 1990م، حيث كانت قبل هذا التاريخ مجموعة مديريات تتبع محافظة لحج جنوبي البلاد.
ويرى محللون أن الهدف من استمرار هذه الجبهة هو إبعاد المعارك عن حدود الجنوب، كما أن وجودها سيحافظ على موقف دول الخليج المعلن من الوحدة، بعد أن فرضت حربها في اليمن الإنفصال كأمر واقع.
و يضيفون أن “ما يعزِّز ذلك هو أن هذه الجبهة لم تحظ بدعم جوي فاعل من طيران التحالف، رغم أنها تشهد معارك عنيفة، ورغم أن الدعم الجوي كان مختلفاً خلال المواجهات التي شهدتها مناطق محافظة الضالع الأخرى”.
ويختلف مسؤول في حكومة هادي مع هذا التحليل، ويذهب إلى أن “الغرض من إبقاء هذه الجبهة مشتعلة وعدم حسمها هو تحفيز الجنوبيين على الإستمرار في قتال الحوثيين وصالح، وإشعارهم أن جنوبهم لا يزال مهدداً”.
ويتابع المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح إلى “العربي”، أنه “ولهذا بقيت أكثر من جبهة مفتوحة على شريط حدود الشطرين السابقة، كجبهة كرش في لحج، وجبهة بيحان وعسيلان في شبوة”.
إستنزاف
ويعتقد متابعون قريبون من المناطق المشتعلة، في حديث إلى “العربي”، أن هذه الجبهة أصبحت جبهة استنزاف لـ”أنصار الله” وحلفائها، وأيضاً لـ”مقاومة” محافظة إب المهزومة في مديرية بعدان وغيرها من مناطق المحافظة، “وقد خسر فيها الطرفان قيادات كبيرة، أمثال اللواء طه المداني، والقيادي نايف الجماعي، وغيرهما”.
في مقابل ذلك، وكما هو واضح من طبيعة المعارك والعوامل المتعلقة بالمنطقة ـ يتحدث المتابعون ـ فإنه وبالنسبة لـ”أنصار الله” والقوات المتحالفة معها في الجانب الآخر، ثمة خشية من تحول شمال الضالع إلى منطلق للتصعيد نحو محافظة إب الحدودية، “وعلى هذا الأساس، ومنذ حوالى عام ونصف، تستمر الحرب بين تصعيد وهدوء يستنزف كافة الأطراف ويدفع الأهالي الثمن”.
ويستدركون أن “هناك من يريد لهذه الحرب أن تستمر، سواء لغياب المبادرات الإجتماعية التي تضع حداً للحرب أو لأهداف تكسب مادي”.
صراع داخل “الشرعية”
ويذهب المحلل العسكري، عبد العزيز الهداشي، إلى أن لإهمال جبهة مريس علاقة بالصراع داخل “الشرعية” على النفوذ في مدينة عدن، جنوبي اليمن، والتي ينتمي محافظها، عيدروس الزبيدي، ومدير أمنها، شلال علي شائع، إلى محافظة الضالع.
ويضيف الهداشي، في تدوينات على صفحته في موقع “فيس بوك” رصدها “العربي”، أن أطرافاً في “الشرعية” تهمل جبهة مريس عن عمد، حتى يدفع تقدم “أنصار الله” فيها الزبيدي وشائع إلى إرسال جزء كبير من قوتهما للدفاع عنها، وهو ما سيضعف نفوذهما في عدن ويقوي نفوذ أطراف أخرى، حد تعبيره.
ويؤكد الهداشي أن عملية اغتيال قائد “مقاومة دمت”، العقيد ناصر الريبة، في مناطق خاضعة لسيطرة “الشرعية”، لا تخرج عن هذا السياق.
“القاعدة” تحصد
وبعيداً عن الدوافع والأهداف التي تقف وراء إهمال حكومة هادي و”التحالف” لهذه الجبهة، فقد أدى استمرار المواجهات فيها إلى ظهور تنظيمات مدرجة على لائحة الإرهاب، مثل تنظيم “القاعدة” الذي تبنى، خلال الأشهر الماضية، عدداً كبيراً من العمليات ضد “أنصار الله” في مريس ودمت.
ويؤكد مصدر مقرب من “المقاومة” أن هناك تغاضياً من قبل الفصائل عن وجود التنظيم، وذلك بسبب شح الدعم الذي تقدمه حكومة هادي وقوات “التحالف”.
ويتوقع المصدر، في تصريح إلى “العربي”، تعاظم قوة ونفوذ التنظيم في مناطق شمال الضالع، كما حدث في محافظة البيضاء، وسط البلاد، “إن استمر تعاطي (الشرعية) مع المقاومة الشعبية بهذا الشكل”.
You might also like