الكيان الصهيوني يهاجِمُ سوريا بدعم سعودي مفتوح
لم تهدأ نيران العاصمة دمشق بعد، قبل أن تُشعل الميليشيات الإرهابية “نار الحرب” في ريف حماة الشمالي الاربعاء، حيث شكلت الفصائل المتشددة المنتشرة في قراها وصولا إلى إدلب، غرفة عمليات موحدة يقودها الإرهابي السعودي “عبد الله المحيسني” ويساعده إرهابي “مصري” تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”، ليطلقوا معركة “واسعة” عنونوها هذه المرة بـ”وقل اعملوا”.
الميليشيات الإرهابية التي بدأت هجومها بسيارات مفخخة على غرار الهجوم الذي استهدف الخاصرة الشرقية للعاصمة دمشق قبل أيام، ترافق مع هجوم قطيع إرهابي يقدّر عدده بـ”6000″ مسلح، وتُشكل الجنسيات “الأوزبكية – التركستانية – الشيشانية – الإيغور (الصين)” رأس حربتها في الهجوم الذي من المتوقع أنه يستهدف فتح “طريق” باتجاه مدينة حماة، وحصار مطار حماة العسكري كمرحلة أولية.
وحدات الجيش العربي السوري وأمام الهجوم الواسع الذي استخدمت فيه الميليشيات الإرهابية السيارات المفخخة وعشرات الانغماسيين، اضطرت بعد صمود “تكتيكي” لمدة 24 ساعة للانسحاب إلى خطوط دفاعية أقوى، لامتصاص الهجمة بدايةً ومن ثم قراءة أهداف الهجوم وتكتيكاته بهدوء، ريثما تصل القوات المؤازرة إلى مواقع العمليات المنتشرة على طول الريف الحموي، قبل البدء بعملية معاكسة تهدف إلى استعادة ما تم التراجع عنه تخفيفاً لعدد الخسائر سواءاً في الأرواح أو العتاد.
فبحسب مصادر عسكرية، فإن معظم النقاط التي اضطرت الوحدات العسكرية للتراجع عنها أمام كثافة الهجوم الذي استخدم فيه عدداً كبيراً من الصواريخ المتنوعة التي استهدفت نقاط الجيش وشكلت “ستارة نارية” فوق رؤوس المهاجمين، ليست بالاستراتيجية ولا تُشكل خطراً سواءاً باتجاه مدينة حماة التي باتت الفصائل الإرهابية تبعد عنها ما يُقارب الـ7 كلم، أو مطار حماة العسكرية الذي تطوّقه حامية تُعتبر من نخبة الجيش والقوات الرديفة، لكن وبحسب المصدر، فإن الوضع الميداني يحتاج لعلاج سريع قبل أن يزيد الضغط على خطوط الدفاع الأساسية، التي أكد المصدر أنها وحتى مساء الأربعاء كانت مرتاحة في التعامل مع الهجوم المُعادي.
مصادر إعلامية بدورها، أكدت وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للجيش السوري لقيادة معركة استعادة القرى والبلدات التي هاجمتها “هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً” بالتعاون مع مسلحي من الجيش الحر المشاركين في آستنة، وهم “جيش العزة” و”جيش النصر”، إضافةً إلى مسلحين خرجوا من أرياف دمشق في وقت سابق بعد اتفاق مع الحكومة السورية وإشراف روسي تسلّمت خلاله الدولة السورية مناطق سيطرتهم في ريف العاصمة، مُقابل خروج من يريد الخروج إلى إدلب، وتسوية أوضاع من يريد البقاء في كنف الدولة السورية.
المصادر الإعلامية أكدت أن أرتال الجيش المكونة من كافة التشكيلات والاختصاصات، بدأت بالوصول تباعاً والانتشار في القرى والبلدات المحاذية لخطوط الاشتباك الحالي، بغية إيقاف تقدم الفصائل المُعادية، والتحضير لعمل عسكري يُعيد القرى التي انسحبت منها الحامية في وقت سابق.
يشار إلى أن مسلحي هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” المدعومة بمسلحي من المعارضة السورية، سيطرت على بلدات “صوران وخطاب وقرى أخرى”، محيطة بمدينة محردة بريف حماة الشمالي.
متابعون لتطورات الوضع الميداني في سورية، رأوا أن إشعال الجبهات سواءاً في العاصمة دمشق أو بريف حماة الشمالي أو في اللاذقية التي استدفتها صواريخ جبهة النصرة أمس بعدد كبير من صواريخ “غراد”، ما هو إلا رداً “إسرائيلياً” بدعم سعودي بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة الكيان الإسرائيلي معادية وإصابة أخرى الجمعة الفائتة، عندما حاول سرب الكيان استهداف إحدى نقاط الجيش العربي السوري في تدمر، وتبعها إسقاط طائرة استطلاع “حديثة” فوق القنيطرة كانت بصدد تنفيذ عملية مُعادية في المنطقة، حيث وبحسب المراقبين، فإن الخوف تل ابيب من الرد بغارات على الأراضي السورية، قوبل بتحريك الخلايا الإرهابية في جبهات ريف دمشق الشرقي والمدعوم سعودياً بشكل علني، إضافةً إلى تحريك جبهات ريف حماة وريف اللاذقية المدعومتين بشكل مباشر من الكيان الإسرائيلي وتركيا ودول الخليج ( الفارسي) على رأسها قطر والسعودية والكويت، للضغط على الدولة السورية في وقت تشعر القيادة السورية بـ”الثقة والقوة”، حسبما وصف الإعلام الصهيوني حال الدولة السورية وقيادتها في أعقاب إسقاط الطائرة المعادية وإصابة أخرى، والتي تلاها رشقة صواريخ أرض أرض أصابت كيان الاحتلال بالذهول والصدمة، حسبما جاء على لسان المحللين “الإسرائيليي”ن، فيما ترجح اللقاءات السعودية بالقيادات الأميركية صحة هذه الرؤية، خاصة أن السعودية مقبلة على علاقات أكثر انفتاحاً مع تل أبيب بوساطة أميركية على مايبدو.
فيما قال آخرون أن فتح الجبهات على الجيش العربي السوري، هدفه إحراج الدولة السورية في جلسات جنيف4 المزمع عقدها اليوم، خاصة بعد سلسلة من الفشل الذي مني به وفد المعارضة الإرهابية أمام وفد الدولة السورية الذي بدا مرتاحاً في كل جلسات التفاوض التي عقدت سابقاً، وهو ما سبب إحراجاً للوفد الإرهابي أمام الدول الداعمة له بالدرجة الأولى، وأمام المجتمع الدولي الذي على مايبدو لم يعد يمتلك أوراق قوة يضغط فيها على الحكومة السورية، خاصة أن الجلسات السابقة تزامنت مع تقدّم الجيش العربي السوري وسيطرته على مناطق واسعة من تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما أحرج المجتمع الدولي نفسه.
يبدو أن الميدان السوري على موعد مع “هياج” جديد ومحاولة ضغط على أكثر من جبهة، خاصة وأن الجيش العربي السوري تمكّن من استبعاب هجوم إرهابيي جوبر ودوما على مواقعة شرق العاصمة، ونمكّن حتى أمس من استعادة معظم المناطق التي تقدم لها المهاجمون، وبات من الواضح “الشلل” الذي أصيبت فيه القطعان المهاجمة التي استخدمت جلّ قوتها خلال الـ24 ساعة الأولى من الهجوم، اصطدم بدفاع مستميت من قبل وحدات الجيش أدى للحفاظ على أمان العاصمة وإبعاد الخطر عنها .. وهو ما سينعكس على جبهة “حماة” خلال الساعات القليلة القادمة.
ماهر خليل – عاجل الاخبارية