كل ما يجري من حولك

أسلحةٌ نووية ضاعت ولم يُعثر عليها حتى الآن!!.. ( تفاصيل )

616

 

السهام المكسورة !

  • متابعات| هافينغتون بوست

مع اقتراب الحرب العالمية الثانية من نهايتها بمنتصف عام 1945، بدا من الواضح أن نتيجتها قد حُسمت لصالح الحلفاء، لكن الولايات المتحدة أبت إلا أن تستعرض سلاحها السري الجديد في تجربة عملية، فقصفت مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان بالقنابل الذرية.

كان مشهد الدمار المروع رسالة موجهة للعالم عموماً، وللسوفييت خصوصاً، الذين قرروا الحصول على هذا السلاح بأي ثمن.

وبالفعل تمكنوا من اختبار قنبلتهم الذرية الأولى في عام 1949؛ إيذاناً ببدء سباق التسلح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وتصاعد الحرب الباردة بينهما في إطار توازن الردع، أي أن كل طرف لديه القدرة على الرد بالمثل، إن تعرض لضربة نووية من الطرف الآخر.

وتحسباً لضربة نووية سوفيتية، حرصت القوات الجوية الأميركية على أن تمتلك قدرة الرد، عن طريق قاذفات مزودة بالقنابل النووية، تحلق في الجو بحالة جاهزية تامة على مدار الساعة دون توقف.

وفي تلك الفترة، لم يكن هذا ممكناً، دون الاستعانة بطائرات التزود بالوقود؛ ما أدى لوقوع حوادث نتيجة اصطدام القاذفة بطائرة التزود بالوقود، أو نفاذ الوقود من القاذفة وسقوطها، قبل أن تلتقي بطائرة التزود بالوقود. ويشير مصطلح السهم المكسور إلى هذه الحوادث، التي فُقدت بسببها أسلحة نووية لم يُعثر عليها حتى الآن. وفيما يلي بعض أشهر هذه الحوادث أو السهام المكسورة:

 

المحيط الهادئ- فبراير/شباط 1950

أثناء رحلتها من آلاسكا إلى تكساس في مهمة تدريبية، تعرضت قاذفة أميركية من طراز ب-36 لعطل في محركاتها، وبدأت تفقد ارتفاعها.

وفي محاولة لتخفيف حمولة الطائرة، تخلص طاقمها من قنبلة نووية طراز مارك-4 فوق المحيط الهادئ.

انفجر المفجر التقليدي عندما اصطدمت القنبلة بسطح الماء، لكن الرأس النووي لم ينفجر، ولم يُعثر عليه آنذاك.

لكن زعم أحد الغواصين مؤخراً أنه عثر على هذه القنبلة، على بعد 80 كيلومتراً غربي ساحل كولومبيا البريطانية، يمكنك قراءة القصة كاملة من هنا.

 

البحر المتوسط- مارس/آذار 1956

انطلقت قاذفة أميركية من طراز ب-47 من قاعدة ماكديل الجوية في فلوريدا في رحلة طيران طويلة، تطلبت التزود بالوقود فوق البحر المتوسط.

وفي هذه المنطقة تحديداً، فُقد الاتصال بالطائرة، التي اختفت في طقس ملبد بغيوم كثيفة. ولم يُعثر على أي بقايا لحطام الطائرة التي يرجح أنها سقطت.

ومع عدم الإعلان رسمياً عن نوعية القنابل التي كانت تحملها، إلا أن القاذفات من هذا الطراز عادة ما تحمل اثنتين من القنابل الهيدروجينية من طراز مارك-15.

 

ولاية جورجيا- فبراير/شباط 1958

خلال تدريب محاكاة قتالي، اصطدمت قاذفة من طراز ب-47 بإحدى المقاتلات، وأصيبت بأضرار أجبرت الطيار على التخلص من قنبلة نووية على متن القاذفة، قبل أن ينجح في الهبوط الاضطراري بقاعدة هنتر الجوية.

لم تنفجر القنبلة، وباءت جهود البحث عنها لتحديد مكانها بالفشل.

 

ولاية نورث كارولينا- يناير/كانون الثاني 1961

تعطلت قاذفة أميركية من طراز ب-52 بعد وقت قصير من إقلاعها، من قاعدة جولدسبرو في ولاية نورث كارولينا وكان على متنها قنبلتان نوويتان.عُثر على الأولى، بينما سقطت الثانية في مستنقع طيني قريب من موقع الحادث. ومع جهود البحث المكثفة التي وصلت لعمق خمسين قدماً، لم يُعثر على هذه القنبلة النووية

  وتجنباً لمخاطر أن يحاول أحدهم استخراجها، اشترت القوات الجوية الأميركية حق ارتفاق _حق عيني يقر على عقار لخدمة ومنفعة عقار آخر مجاور له_ دائم لهذه المنطقة؛ ما يجعل الحفر بها ممنوعاً، إلا بإذن من السلطات المختصة.

 

المحيط الهاديء- ديسمبر/كانون الأول 1965

أبحرت حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس تايكوندروجا بعد تنفيذها مهام قتالية في فيتنام، باتجاه يوكوسوكا في اليابان. وعلى بعد 80 ميلاً من سلسلة جزر ريوكو اليابانية، سقطت إحدى الطائرات من طراز سكاي هوك A-4 من على سطح الحاملة مع قنبلة نووية من طراز ب-43 كانت تحملها، ويقدر أنها غرقت على عمق 5 كيلومترات.

لكن لم تعترف البحرية الأميركية بهذا الحادث إلا بعد 15 عاماً؛ ما أثار موجة من السخط بين اليابانيين، الذين لا يكنون أي ود تجاه الأسلحة النووية -لأسباب بديهية- ولم يوافقوا أبداً على إرسال الولايات المتحدة لأسلحة نووية إلى بلادهم.

 

المحيط الأطلنطي- مايو/أيار 1968

خلال رحلة العودة إلى قاعدتها في نورفولك، غرقت الغواصة النووية الهجومية الأميركية يو إس إس سكوربيون على بعد 400 ميل من جزر الأزور، وعلى متنها سلاحان نوويان غير محددين، لكن يرجح أنهما سلاح مضاد للغواصات أو طوربيدان برؤوس نووية.

ومع تعدد هذه الحوادث على الجانب الروسي أيضاً، بدأ التحذير من خطر وشيك إذا تفككت هذه الأسلحة بمرور الوقت وانتشر الإشعاع منها، أو إذا نجحت جهة ما في العثور على إحدى هذه الأسلحة المفقودة؛ لتقع في نهاية المطاف بحوزة من يستخدمها لأغراض تخريبية.

لكن يسود الاعتقاد بأن الأسلحة النووية التي فُقدت في المحيط لن تنفجر أو تسبب تلوثاً إشعاعياً، فضلاً عن صعوبة العثور عليها أو استخراجها، أما على الأرض فإن إجراءات التأمين والرقابة المشددة حول مواقع تلك الحوادث تجعل ذلك الخطر احتمالاً بعيداً.

You might also like