“أول هجوم كيماوي” في معركة الموصل.. ضحاياه 12 مدنياً
أصيب 12 مدنيا في مدينة الموصل العراقية بأعراض مطابقة لأعراض التعرض لهجوم بسلاح كيماوي في المعارك الدائرة لاستعادة المدينة من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد طبيب يعمل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقره في مدينة أربيل في الشمال العراقي، تفاصيل الحادث لبي بي سي.
ومن بين المصابين طفل بعمر 11 عاما، ظهرت عليه أعراض تنفسية حادة ومشكلات جلدية، ورضيع بعمر شهر واحد.
وقال طبيب الصليب الأحمر إنه لم تحدد بعد المادة الكيماوية المستخدمة، ولكن المصابين تلقوا علاجا لتعرضهم لهجوم كيماوي.
ويبدو أن الإصابات وقعت في حادثتين منفصلتين عندما سقطت قذائف هاون على منازل شرقي الموصل واشتكى الضحايا من استنشاقهم مادة كيماوية ذات رائحة نتنة.
وقال روبرت مارديني، المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر، إن الأعراض التي ظهرت على الضحايا تشير إلى تعرضهم لـ “عامل كيماوي يتسبب بتقرحات”، وتشمل الأعراض تقرحات واحمرار في العيون وتهيجات في الجلد وتقيؤ وسعال.
وادان مارديني استخدام هذا السلاح، مشيرا إلى أنه محظور بموجب القانون الدولي.
ولم يتوضح بعد الطرف المسؤول عن الهجوم، لكن قذائف الهاون اطلقت، على ما يبدو، من منطقة في غربي الموصل، مازالت تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ويشك منذ وقت طويل في أن تنظيم الدولة الإسلامية يُصنع ويستخدم أسلحة كيماوية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا المجاورة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها على علم بهذه الحالة وتعمل مع الصليب الأحمر استعدادا لحالات أخرى.
وعلى الرغم من أن هذا الهجوم يسجل أول استخدام للأسلحة الكيماوية في معركة الموصل، ثمة حوادث معزولة متفرقة وقعت في مناطق أخرى خلال القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ففي سبتمبر/أيلول من العام الماضي، قال الجيش الأمريكي إن مسلحي التنظيم أطلقوا صاروخا يحتوي على عامل غاز الخردل على القوات الأمريكية في قاعدة القيارة الجوية قرب الموصل. ولم يذكر وقوع اصابات.
كما يشك أيضا بمسؤولية التنظيم عن هجمات مشتبه بأنها كيماوية على قوات كردية في شمال العراق.
وطبقا لتقرير نشره مركز الرصد “ IHS Conflict” ومقره بريطانيا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يشك في استخدام تنظيم الدولة الإسلامية لأسلحة كيماوية في 53 حادثة على الأقل منذ عام 2014، وقع ثلثها في مناطق حول الموصل.
ولا يعد التنظيم الجهة الوحيدة المتهمة باستخدام الأسلحة الكيماوية في المنطقة، إذ تتهم الحكومة السورية بالوقوف وراء عدد من الهجمات بغاز الكلور على مدنيين خلال الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ست سنوات.
ويعد استخدام الكلور أمرا محظورا في اتفاقية الأسلحة الكيماوية لعام 1997.
وكان التنظيم المتشدد تمكن من السيطرة على عدة مناطق شرقي وشمالي العراق، لكن القوات العراقية مدعومة بالغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تمكنت من استعادة السيطرة على مناطق كثيرة كان مسلحو التنظيم قد اجتاحوها في صيف عام 2014.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل في يناير/كانون الثاني بعد قتال دام 100 يوم وبدأت هجومها على الأحياء الواقعة غربي نهر دجلة يوم 19 فبراير/شباط.
وبدأت العملية العسكرية لاستعادة الموصل من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في أكتوبر/تشرين الأول.
وجاءت العملية في أعقاب طرد مسلحي التنظيم من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها بعد الهجوم الذي شنوه في 2014 واستولوا فيه على مساحات كبيرة في غرب العراق وشماله.