هادي بمواجهة الإمارات: هزيمةٌ عسكريةٌ.. ودبلوماسية؟
ماشهدته مدينة عدن من تدهور للأوضاع الأمنية بين فصيلي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وانتصار للفريق الموالي للأخيرة بعد تدخلها عسكريا لصالحه، كشف عن موقف الإمارات في التعاطي مع هادي.
ورغم محاولة احتواء الخلاف الذي نشب بين الحلفاء، ودعوة الرئيس هادي قواته إلى الإنسحاب من ضواحي مطار عدن الدولي، إلا أن الوضع ظل يسوده التوتر، ولم يتوقف الطيران الإماراتي عن التحليق فوق المعسكرات الموالية لهادي. وفيما تشهد الأخيرة حشد مقاتلين وتجيهزهم، يوسع الطرف الآخر من قوات “الحزام الأمني” لتضم ألوية جديدة.
بدأت ملامح الخلاف بين هادي والإمارات في المقابلة التي أجراها الرئيس مع صحيفة “القدس العربي” بداية فبراير الحالي، والتي شدّد فيها على رفض مبادرة السلام المقدمة من قبل جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق، التي كانت رحّبت بها الإمارات، ومن ثم وافقت عليها الرباعية (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات)، وهي المبادرة التي تجرّد هادي من صلاحياته لصالح نائبه الذي يتم التوافق عليه.
زيارة هادي إلى الرياض التي أعلن مصدر في الرئاسة أنه سوف يلتقي خلالها ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، وولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، الثلاثاء الماضي، لم تتخللها لقاءات من هذا النوع وتأجلت إلى أجل غير مسمى، في مؤشر إلى فشل حراك هادي الدبلوماسي من أجل فرض صلاحياته كرئيس، وتحقيق هدف الزيارة بضم كل الكتائب العسكرية تحت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي يقودها فضل حسن، وضم قوات “الحزام الأمني” تحت قيادة وزارة الداخلية بقيادة حسين عرب.
ودفعت دولة الإمارات بالقيادات الموالية لها لزيارة الجبهات. وظهر وزير الدولة، هاني بن بريك، ومعه محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، ومدير أمن عدن، اللواء شلال شايع، على متن طائرة عسكرية إماراتية، وبالزي العسكري، بعد المواجهات الأخيرة، وبعد رفض هذه القيادة الإنصياع لهادي.
وفي كلمة للواء عيدروس الزبيدي، في فعالية نظمتها جمعيات مدعومة من الإمارات، هاجم بشكل ضمني الرئيس هادي بقوله: “من أعمى بصيرته الجشع والطمع يتناسى تلك الجهود والتضحيات والانجازات ويتنكر لها، وصار يبحث عن مكاسب ومنافع خاصة”. وأضاف أنه ”لولا دور الإمارات لما استطاعت قيادة الدولة أن تحكم من عدن”.
ويخوض هادي صراعا لتثبيت سلطاته كرئيس على المناطق “المحررة”، فيما تتعامل معه القوى الإقليمية والأطراف المحليّة الموالية لها كجسر عبور لاستمرار الحرب؛ التي بدأها “التحالف العربي” الذي تقوده السعوديّة بغير علم هادي.
وبحسب مراقبين، في حال أعلن “التحالف” وقف العمليات العسكرية وانتهاء الحرب من غير الأخذ برأي هادي وموافقته، قد يدفع بهادي لخوض معارك بالقوات الموالية له، وفقا لما تحدث به لصحيفة “القدس العربي”، مؤخرا، من أنه سيقاتل بكل مايملك من أجل تنفيذ مخرجات الحوار وتطبيق الأقاليم.
ويعد الصراع الدائر في عدن بمثابة تأسيس لما بعد هادي – الذي من المتحمل أن تطوى صفحته مع أول اتفاق سياسي – وتثبيت الإمارات كقوة إقليمية مسيطرة، ومتحكمة حصريا في ملف جنوب اليمن.