كل ما يجري من حولك

CIA تكرم محمد بن نايف.. أمريكا تنقلب على نجل الملك

559
 متابعات| البديل:

يبدو أن العلاقات الأمريكية السعودية تتجه نحو مزيد من التعزيز، في الوقت الذي شكك فيه الكثير من المراقبين في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، تجاه دعم المملكة، خاصة بعد تصريحاته المعادية لسياسة الرياض في المنطقة، لكن مؤشرات ترمي إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى الانقلاب على السلطة السعودية الحالية وتعزيز فرص الحليف الأصدق.

أجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الجديد، مايكل بومبيو، زيارة أمريكية للسعودية غير عادية في توقيتها وأحداثها، حيث تعتبر الأولى من نوعها التي يجريها مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، وتأتي في وقت تسود فيه أجواء ضبابية بشأن السياسية الأمريكية الجديدة تجاه السعودية، خاصة في ظل تخوف دول العالم من انتقال الإدارة الأمريكية من المعسكر الديمقراطي الذي مثله، باراك أوباما، إلى الجمهوري بقياده، دونالد ترامب، الذي تثير مواقفه ضجة عالمية، لاسيما تجاه الدول العربية والإسلامية.

بعيدًا عن المباحثات السياسية التي لا جديد فيها والمصافحات والابتسامات المتبادلة، فقد حدثت بعض المواقف التي تستحق الوقوف عندها وتحليلها في محاولة لفهم الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع السعودية خلال المرحلة المقبلة، أولها تكريم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA” لولي العهد السعودي، وزير الداخلية محمد بن نايف، في حضور ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وتسلم محمد بن نايف، الجمعة الماضية، ميدالية “جورج تينت” التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، حيث قالت الوكالة إنها قدمتها إلى ولي العهد تقديرًا لعمله الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى إسهاماته غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين.

عقب تسلم الجائرة، وصف محمد بن نايف العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة بالاستراتيجية، وأضاف: “لن ينجح من يحاول أن يزرع إسفينًا بين السعودية وأمريكا”، وتابع: “نحن بإذن الله في المملكة مستمرون في مواجهة الإرهاب والتطرف في كل مكان فكريًا وأمنيًا.. وتم اكتشاف الكثير من المخططات الإرهابية التي أُحبطت قبل وقوعها، بما في ذلك عمليات كانت موجهة ضد دول صديقة، مما أسهم في الحد من وقوع ضحايا أبرياء”.

وأكد “بن نايف” أن محاربة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية على جميع الأصعدة لمواجهته أمنيًا وفكريًا وماليًا وإعلاميًا وعسكريًا، ولفت إلى أن ذلك يتطلب التعاون وفقًا لقواعد القانون الدولي والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، وفي مقدمتها مبدأ المساواة في السيادة.

تكريم وكالة الاستخبارات الأمريكية لولي العهد السعودي، محمد بن نايف، رأي فيه مراقبون رسالة أمريكية مباشرة تتعدى إطار التكريم، إلى دعم واشنطن لـ”بن نايف” على اعتبار أنه الحليف الأصدق لأمريكا منذ سنوات، حيث تعتبره شريكًا قويًا لها في الحرب على الارهاب، وهذا الأمر لم يكن وليد الإدارة الأمريكية الجديدة، بل كان سائدًا منذ عهد الرئيس السابق، باراك أوباما.

وجعل أوباما “بن نايف” المحاور السعودي الأفضل لدى الإدارة الأمريكية بعد غضب الأول وإدارته على بندر بن سلطان آل سعود بسبب سوء إدارته للأزمة السورية بما لا يتوافق مع وجهه النظر الأمريكية، الأمر الذي يجعل الإدارة الحالية تريد إعادة تركيب منظومة الحكم في العائلة السعودية الحاكمة لصالح محمد بن نايف وتسلمه مقاليد البيت السعودي خلفًا لسلمان، خاصة أن “بن نايف” لم يتورط في حروب مثيرة للجدل على غرار ولي ولي العهد، محمد بن سلمان.

على جانب آخر، رصد العديد من المتابعين للقاء “بن نايف” و”بومبيو” أن ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، جلس بجانب “بن نايف” دون أن يحظى بأي اهتمام من جانب المسؤول الأمريكي، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام، حيث يعتبر “بن سلمان” في الوقت الحالي المتحكم والمُحرك الرئيسي لجميع شؤون المملكة سواء داخليًا أو خارجيًا، خاصة مع الأنباء التي تتوارد عن تدهور الحالة الصحية لوالده، سلمان بن عبد العزيز.

وخرجت بعض التقارير لتؤكد أن “بن سلمان” يتم تأهيله حاليًا ليكون ملكا للسعودية بعد والده، ما يدفعه إلى إجراء جولات خارجية أوروبية وعربية لتسويق نفسه، وتستند على سابقة تنازل ولي العهد السابق الأمير مقرن بن عبد العزيز، عن منصبه في أبريل عام 2015، لإفساح المجال لنجل الملك للدخول على خط الخلافة، الأمر الذي يجعل الموقف الأمريكي الذي همّش دور “سلمان” في المحادثات الأخيرة يمكن تفسيره على أنه شبه انقلاب سياسي أمريكي على البيت السعودي وسلطته الحالية.

You might also like