كل ما يجري من حولك

«حزبُ الله».. دعمٌ داخلي وخارجي يقطع الطريق على المعسكر الصهيوأمريكي

418
 متابعات| البديل| هدير محمود:

في الوقت الذي تحاول فيه بعض القوى العربية والدولية تضييق الخناق على دور حزب الله اللبناني في محاربة الكيان الصهيوني والمخططات الصهيوأمريكية التي يحاولون تنفيذها في المنطقة، من خلال التقارب مع الرئيس اللبناني الجديد، ميشال عون، أو استخدام حزب الله كفزاعة لإرهاب الدول المدافعة عن دور الحزب ودفعهم إلى محاربته، يأتي الرئيس اللبناني والروسي ليقطعا الطريق على كل هذه المحاولات ويحبطوا آمال المعسكر الصهيوأمريكي كافة.

قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، في حديث له حول مستقبل سلاح حزب الله اللبناني وكيفية تأثيره على لبنان: طالما هناك أرض تحتلها إسرائيل التي تطمع بالثروات الطبيعية اللبنانية، وطالما أن الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة العدو الصهيوني، فنحن نشعر بضرورة وجود سلاح حزب الله لأنه مُكمّل لعمل الجيش ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية.

وأضاف عون: من المهم الإشارة إلى أن حزب الله هو سكان الجنوب، وأهل الأرض الذين يدافعون عن أنفسهم عندما تهددهم أو تحاول إسرائيل اجتياحهم، فهم ليسوا بالجيش المستورد، ولا يمكن مطالبة مواطن لبناني بتسليم سلاحه وأرضه قد احتلت أكثر من مرة منذ العام 1978، ولم تنسحب إسرائيل من معظم الأراضي اللبنانية إلَّا بضغط المقاومة، ففي عام 2006 شنت إسرائيل حربًا جنونية واستهدف السلاح الإسرائيلي في حينه مناطق لا تواجد لحزب الله فيها، وبالتالي فإن سلاح حزب الله لا يتناقض مع مشروع الدولة الذي أدعمه وأعمل لأجله، وإلَّا لا يمكن التعايش معه، فهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان، وعدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني حقيقة قائمة وليس فقط ضمانة تعطى؛ لأن الحزب يعلم حدود استعمال السلاح ونحن لدينا ثقة بذلك، كما أننا لن نرضى أن تتطور القضية إلى المس بالأمن في لبنان.

على جانب آخر، أوضح الرئيس اللبناني أن وجود حزب الله في سوريا ضد المنظمات الإرهابية كجبهة النصرة وداعش، ولا يدخل في الصراع الإقليمي، فمصر تحارب التطرف أيضًا وكل الدول العربية اتحدت لمواجهة الإرهاب، ولم يتدخل حزب الله في سوريا إلَّا بعد أن عانت لبنان من مشكلات مع الإرهاب، الذي تسلل إلى أراض لبنانية ومنها عرسال ووادي خالد، فهناك مستودع إرهابي في سوريا يورد الإرهابيين إلى لبنان، وبعد تحرير القلمون، انخفض منسوب الخطر الإرهابي على لبنان، ويعمل الجيش اللبناني على مواجهة الإرهابيين في الأراضي اللبنانية، فليس صحيحًا أن مشاركة حزب الله في الحرب السورية أدت إلى استقدام الإرهاب إلى لبنان، ففرنسا وأمريكا وبلجيكا وغيرها من الدول تعاني من ضربات إرهابية، علمًا بأنها لم تحارب الإرهابيين في سوريا، وبالتالي هناك سياسة للمنظمات الإرهابية تتخطى الحدود وتقوم على أسلمة العالم وفق مفهومهم الخاص للإسلام وليس وفق المفهوم الصحيح.

حديث عون أعطى شرعية غير مسبوقة لاستخدام حزب الله سلاحه كجزء أساسي من المقاومة اللبنانية للاحتلال الصهيوني ومخططاته، كما أنه في الوقت ذاته خيب آمال الدول العربية والغربية المعادية للمقاومة اللبنانية والتي سعت بكامل قواها نحو التطبيع مع الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية واللبنانية، وعلى رأسها السعودية وقطر والبحرين وتركيا، فضلًا عن أمريكا وبعض الدول الغربية.

دفعت تصريحات الرئيس اللبناني بعض المراقبين إلى القول إنها جاءت في هذا الوقت لترسل رسالة ثانية واضحة للدول الساعية إلى جذب ود «عون» بعد انتخابه رئيسًا، ومحاولة تغيير سياسته الداعمة للمقاومة اللبنانية، مستغله في ذلك الحالة الاقتصادية والأمنية المزرية في البلاد، خاصة أنها جاءت بعد أيام من زيارات إقليمية أجراها الرئيس اللبناني مؤخرًا إلى السعودية وقطر، وجاءت أيضًا بعد الرسالة الأولى التي أطلقها قبل أسبوعين وتحدث فيها عن أن «سوريا من دون نظام الرئيس بشار الأسد ستكون ليبيا ثانية»، وتأكيده على أن الأسد لا يزال القوة الوحيدة حاليًا التي بإمكانها فرض النظام، فجاءت الرسالة الثانية مفادها أن لبنان ستسعى إلى اتباع سياسية «صفر مشاكل» مع  الدول كافة، خاصة دول الجوار، إلَّا أن ذلك لن يأتي على حساب ابتزاز لبنان سياسيًّا وتدمير دور المقاومة.

ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يؤكد فيها الرئيس اللبناني أهمية دور حزب الله في الدولة اللبنانية، فقد سبقها العديد من المرات، كان آخرها عندما قال في حديث مع جريدة الأهرام، قبل يومين: إن حزب الله في لبنان شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، وهم سكان الجنوب، وليسوا مرتزقة كما جاءت المرتزقة إلى سوريا من مختلف البلدان، هم لبنانيون يدافعون عن أرزاقهم وأملاكهم بالدرجة الأولى، وبالطبع يتلقون العون من الآخرين، فلا يمكن أن نكون مع إسرائيل ضد قسم من شعبنا وأرضنا هي التي يتم تخريبها.

دفاع الرئيس اللبناني، ميشال عون، المستميت عن الحزب اللبناني، تزامن أيضًا مع تأكيد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أهمية وجود حزب الله في سوريا، حيث اعتبر لافروف خلال مقابلة تليفزيونية أن منع إيران من المشاركة في محاربة تنظيم داعش أمر غير بناء، داعيًا واشنطن إلى الاعتراف بأن حزب الله أيضًا يحارب ضد داعش في سوريا، حيث قال: إذا كانت أولوية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاربة الإرهاب، فمن الضروري الاعتراف بأن الجيش السوري هو من يحارب الإرهاب بالدرجة الأولى بمساندة القوات الجوية الروسية، وكذلك فصائل أخرى تدعمها إيران، بما فيها حزب الله، ولذلك سيكون من الضروري تحديد الأولويات.

You might also like