توعد تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” بـ”القتال دون هوادة” ضد من سماهم “المعتدين الصائلين”، و”رد عدوانهم بالمثل”. وقال البيان الصادر عن التنظيم، مساء أمس، إن “الدم بالدم والهدم بالهدم”، موضحاً أن “إسقاط طائرة أباتشي من قبل المجاهدين في المواجهة الأولى أثار حنق الجنود الأمريكان، وجعلهم يعاودون الهجوم مرة ثانية بوحشية، وتحت غطاء ناري كثيف جداً، وهو الهجوم الذي قُتل فيه عدد من الأطفال والنساء بالرصاص الحي وبشكل مباشر”. وبحسب مصادر محلية، فقد بدأ الهجوم بإطلاق طائرة أمريكية من دون طيار ثلاثة صواريخ استهدفت منزلاً تقيم فيه قيادات رفيعة في تنظيم “القاعدة”، ما أدى الى مقتل ثلاثة منهم هم عبد الرؤوف الذهب، وشقيقه سلطان الذهب، وسيف الجوفي، الذين يُعدّون من الصف الأول.

 

وأوضحت مصادر خاصة، لـ”العربي”، أن “مكالمة هاتفية قادت إلى معرفة المكان الذي تتواجد فيه قيادات القاعدة، حيث استهدفته الطائرة بداية الهجوم بثلاثة صواريخ، فيما هاجمت طائرتا أباتشي بقية عناصر التنظيم، والذين بينهم أجانب، بينما كانوا نائمين في مسجد قريب من المنزل المستهدف، وفناء ملحق بالمسجد، ما أدى الى مقتل عدد كبير منهم”، مؤكدة أن من بين القتلى “عدداً من الأجانب من جنسيات شامية وأفريقية وأفغانية”. وتحدثت المصادر عن “هجوم مزدوج نفذه أكثر من 8 من جنود المارنز، تم إنزالهم عبر الحبال”، مشيرة إلى أن “الجنود الـ8 أحاطوا بالمنزل المستهدف والواقع أعلى ربوة كان يتحصّن فيها عدد من قيادات التنظيم، وأمطروه بوابل من الرصاص بمساندة نيران كثيفة كان يطلقها أحد الجنود من سلاح رشاش من فوق الطائرة، وتمكّن الجنود من تحطيم نوافذ وأبواب المنزل بعد تصفية جميع من كانوا بداخله وعددهم 7 أشخاص”. وبينت المصادر أن “كثافة النيران والحصار الذي وفرته طائرات الأباتشي حال دون تمكن سكان المناطق المجاورة من تقديم الدعم أو التدخل في المعركة التي استمرت زهاء ساعتين”.
ولم يفصح التنظيم عن عدد قتلاه جراء العملية، مكتفياً بالقول إنهم بالعشرات وبينهم نساء وأطفال، لكن مسؤولاً محلياً أفاد وكالة “فرانس برس” بأن “ثلاثين مسلحاً ينتمون إلى تنظيم القاعدة وعشرة مدنيين قتلوا في الهجوم”، الذي يُعد الأول من نوعه من تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة. ومن بين قتلى العملية الأمريكية الخاصة الطفلة اليمنية الأمريكية نوار أنوار العولقي، والبالغة من العمر 8 سنوات، وهي ابنة القيادي البارز في تنظيم “القاعدة”، أنور العولقي، أمريكي الجنسية، والذي اغتالته الإستخبارات الأمريكية في الـ11 من سبتمبر عام 2011م بواسطة طيارة من دون طيار، استهدفت سيارة كانت تقلّه في صحاري محافظة البيضاء، بمعية مهندس التنظيم، الباكستاني سمير خان. واتهم “القاعدة” ضمنياً – عبر عدد من عناصره – “أنصار الله” بـ”التعاون مع القوات الأمريكية لإنجاح العملية”، مع أن المنطقة المستهدفة ليست تحت سيطرة الحوثيين.

 

وفي تصريح مثير، قال مدير دائرة التوجيه المعنوي في القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، اللواء محسن خصروف، اليوم الإثنين، إن “الشيخ عبدالرؤوف الذهب كان قيادياً بالمقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء”. وأكّد خصروف، في حديث تلفزيوني مع قناة “الحدث”، أن “الشيخ الذهب لم يكن يعرف عنه بأنه إرهابي أو ينتمي إلى تنظيم متطرف سواءً القاعدة أو غيرها”، مبدياً استغرابه من “عملية الإغتيال التي قالت الإدارة الأمريكية إنها جاءت لتصفية أحد زعماء القاعدة في جزيرة العرب”. وكشف أن “الذهب كان يرتّب مع الشرعية في الآونة الأخيرة لاستعادة مدينة رداع من قبضة الحوثيين”. ونفى علم قيادات “الشرعية” بعملية الإنزال البري للجنود الأمريكيين، واصفاً إياها بأنها “كانت مفاجئة”.
ويتساوق كلام خصروف مع ما ذكرته مصادر صحافية، اليوم الإثنين، من أن “الرئيس عبد ربه منصور هادي كان قد قدم في وقت سابق عتاداً عسكرياً كبيراً لـ(القاعدة) في البيضاء، بهدف فتح جبهة جديدة لمحاربة قوات (أنصار الله)”. وأضافت المصادر أن “آل الذهب الذين تم استهدافهم في عملية الإنزال كانوا متحالفين بصورة وثيقة مع هادي، لكنهم هاجموا قوات (الحزام الأمني) وانقلبوا على تحالفهم”. وادعت المصادر أن “سفناً حربية أمريكية رست بالقرب من سواحل محافظة أبين، ونقلت مروحيات المارينز مارة عبر مناطق أبين ويافع والبيضاء باتجاه يكلأ”، وقالت هذه المصادر إن تلك المناطق تخضع لسيطرة الإماراتيين والتنسيق ضروري لمنع وقوع أي خطأ، مشيرة إلى أن الإمارات عملت خلال الشهور الماضية على استقطاب شخصيات قبلية من البيضاء عبر وسطاء من أبين ومأرب «عملوا بدورهم على جمع المعلومات وتأمين العملية».