كل ما يجري من حولك

“ذا تايمز”: خلاف مصري سعودي في الأفق

462
مع إصدار المحكمة الإدارية العليا في مصر قراراً مبرماً يقضي ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها القاهرة مع الرياض في أبريل من العام الماضي، رأت صحيفة “ذا تايمز” أن “خطة الرئيس المصري”، عبد الفتاح السيسي، بنقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربيّة السعودية “قد أحبطت” أخيراً، مما يهدّد بـ”تقويض العلاقات مع الرياض، الداعم المالي الرئيسي للبلاد”.
وذكّرت الصحيفة البريطانية بأن الإتفاقية المذكورة تضمنت “تسليم جزيرتي تيران وصنافير، غير المأهولتين بالسكان، واللتين تتمتعان بموقع استراتيجي قبالة شبه جزيرة سيناء المضطربة، إلى السعودية”، وذلك “في مقابل موافقة الأخيرة على تزويد مصر بالمنتجات البترولية بأسعار مخفّضة لمدة خمس سنوات، كجزء من صفقة إجمالية بقيمة 23 مليار دولار”.
كما أشار تقرير “ذا تايمز”، الذي حمل عنوان “محكمة توقف عملية تسليم السيسي لجزيرتين في البحر الأحمر إلى السعودية”، إلى موجة الإحتجاجات التي قوبلت بها الإتفاقية، من بينها اتهامات لحكومة السيسي بـ”الركوع لدول الخليج، التي قدّمت مليارات الدولارات إلى القاهرة منذ الإنقلاب العسكري عام 2013″، لافتة إلى فشل مساعي الحكومة المصرية في وقت سابق للطعن ووقف تنفيذ حكم صدر عن محكمة القضاء الإداري في حزيران الماضي، قضى ببطلان الإتفاقية، وذلك قبل أن تتخذ الرياض قراراها بوقف تزويد مصر بالنفط، ودفعها لـ”البحث عن مصادر بديلة للطاقة”. 

وفيما يتعلق بالحكم الصادر بالأمس عن المحكمة الإدارية العليا، والذي قضى برفض الطعن المقدّم من جانب الحكومة المصرية، فقد رأت الصحيفة أنه حكم “نهائي”، و”غير قابل للطعن”، كون هذه المحكمة تعد “واحدة من ثلاث أكبر محاكم في البلاد”، وكون أحكامها “نهائية” وفقاً لأحكام القانون والدستور المصريين، وذلك كما جاء على لسان أحد المحامين المصريين الرافضين للإتفاقية.
واعتبرت الصحيفة أن قيام حكومة السيسي بـ”إحالة الإتفاقية إلى البرلمان، للتصويت عليها”، و”لوضع اللمسات الأخيرة” قبل نقل السيادة عليها إلى الرياض، يعد “خطوة يائسة” بعد قرار المحكمة، “دون أن يكون واضحاً إذا ما كانت السلطة التشريعية سوف تمضي قدماً في الإتفاقية، في تحدٍّ واضح لحكم” السلطة القضائية، مع الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية، والتي كانت تعتبر من “أشد مؤيدي السيسي”، أقدمت على “سحب دعمها المالي لمصر تدريجياً، فيما كانت الأخيرة واقعة في أزمة مالية خانقة، وسط سلسلة من الهجمات الإرهابية، مترافقة مع ضعف عملية اتخاذ القرار الاقتصادي”.
إلى ذلك، توقف التقرير الذي أعدّه بيل ترو، عند مسار العلاقات المصرية السعودية خلال الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أن “المملكة العربية السعودية شعرت بإحباط متزايد جرّاء عدم إبداء مصر رغبة في تقديم دعم أكثر قوة، وشمولية لها، سواء في الصراع الدائر في اليمن، أو في التدخل في (أزمة) سوريا، وتقديم المساندة لها ضد غريمتها، إيران”، فيما “عززت القاهرة علاقاتها مع روسيا” التي تنشط في دعم حلفاء السعودية في كلا الحربين، وصولاً إلى تفجّر “الخلاف العلني النادر” بين الجانبين المصري والسعودي بعد تصويت مصر لصالح مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي.
ومع كل تلك الخلافات القائمة بين مصر والسعودية بشأن عدد من القضايا الإقليمية، ختم الكاتب بالقول إن “خسارة الجزر ربما تتسبب بإثارة غضب الرياض وحلفائها على نحو أكبر”.

You might also like