كشف الفار إلى تركيا حمود سعيد المخلافي، لـ”العربي”، عن عودة “قريبة جداً” له إلى تعز، مؤكداً أن “عودته هذه المرة تحمل مفاجأة كبيرة وطيبة لأبناء تعز”.
وأشار المخلافي، لمراسل “العربي”، إلى “(أنني) على تواصل على مدار الساعة، وعلى مدار اللحظة، مع جميع أفراد وقيادات المقاومة في تعز، وأنا لديّ مفاجأة، ولديّ أمور ستكون طيبة وقريبة، وعودتي صارت على وشك، وحينها سيكون لي حديث إلى أبناء تعز الأحرار وإلى كل رجل مقاوم شريف ما زال يدافع عن تعز على مدار الساعة وبنضال كبير”.
وتحفظ المخلافي عن الدخول في تفاصيل الترتيبات التي يحضر لها، إلا أنه وعد “العربي” بأول حديث بهذا الشأن فور عودته إلى تعز.
ونفى أن تكون “المقاومة” قد رفعت تقارير لـ”التحالف” عن معارك وهمية مع جماعة “أنصار الله” وحلفائها، قائلاً “(إنني) لا أعتقد بأن ذلك صحيح، وأن تقارير توصل بهذا الشكل إطلاقاً”.
وكانت مصادرُ كشفت، لـ”العربي”، أن “ضابطاً إماراتياً رفيعاً خاطب قائد محور تعز، اللواء خالد فاضل، في اجتماع عُقد في عدن مع لجنة صرف مرتبات الجيش الموالي للرئيس هادي، بقوله إن المعارك الدائرة في تعز أغلبها معارك وهمية، فكيف ترفعون كشوفات بـ30 ألف فرد للتجنيد؟”؛ ليجيب قائد محور تعز بأن “الجيش والمقاومة قدّموا 70 شهيداً في أربعة أيام، فمن قال للتحالف إنها وهمية”. بدوره، رد الضابط الإماراتي بأن “هذه تقارير أصحابكم في تعز، وهي تُرفع لنا بشكل دوري”.
وخرج المخلافي من تعز قبل أشهر طويلة، وخلف غيابه “فراغاً كبيراً” بحسب محللين عسكريين وبعض عناصر “المقاومة الشعبية” في المدينة. وتفاوتت التقديرات بشأن عزوفه عن العودة؛ وفيما عزاه البعض إلى “ضغوطات من قبل الشرعية، ومن قبل قيادات التحالف العربي”، تحدث آخرون عن نية فصيل في “المقاومة” اغتيال المخلافي، الذي بدأت تتسرب إليه معلومات بهذا الصدد، إلا أن الشيخ حمود نفى، في حديث سابق إلى “العربي”، علمه بالتحضير لعملية اغتيال له.
وخرجت، غير مرة، مسيرات في تعز تطالب بعودة المخلافي. واعتبر منظموها أن الأخير كان يمثل “الدينامو الحقيقي للمقاومة”، ووجوده في الميدان “يرفع من معنويات المقاتلين ورجال المقاومة والجيش الوطني في المحافظة”.
ويأتي حديث المخلافي عن عودة قريبة إلى تعز، بعدما تمكنت قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي من تحقيق تقدم في بعض جبهاتها ومناطقها، سرعان ما خمد زخمه، لأسباب يعتقد البعض أنها متصلة بضغوط سياسية ودبلوماسية للعودة إلى طاولة الحوار.
ومع زيارة الرئيس إلى عدن، قيل إن الهدف من ذلك هو الإشراف المباشر على حسم معركة تعز، وإن هادي أمر بتوجيه قوة عسكرية كبيرة إلى المحافظة. وعلى الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على وجود هادي في عدن، لم تصل إلى تعز أي قوة، في حين تحول إشراف الرئيس على الحسم، كما يقول عدد من المراقبين، إلى “مجرد سراب ووهم”.
وشهدت تعز، في الأيام الماضية، تغييرات عسكرية قام بها هادي، وعلى إثرها تصاعدت التوترات بين بعض فصائل “المقاومة”، خصوصاً في إطار اللواء الذي طاله التغيير، حيث رفض اللواء تسليم زمام الأمور للقيادة الجديدة التي تم تعيينها. وجرى الحديث عن أن الرئيس يريد “سحب السلاح من الجماعات وتسليمه للجيش”، الأمر الذي ولد توتراً عسكرياً كبيراً، وتحول إلى قضية خلاف بعدما بدا أن لـ”المقاومة” حساباتها المختلفة.