تتواصل المعارك الدائرة بين جماعة “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها من جهة، وبين “المقاومة الشعبية” والقوات الموالية للرئيس هادي من جهة أخرى، حيث واصلت عناصر “المقاومة” هجومها باتجاه قرية الشرف التي تعد آخر معاقل “أنصار الله” في مديرية الصلو جنوب تعز.
وقال مصدر ميداني في “المقاومة”، لـ”العربي”، إن “العمليات العسكرية تتقدم في مديرية الصلو، وباتت على بعد نصف كيلومتر فقط لتطل على مديرية دمنة خدير”.
وبحسب المصدر، إنهم تمكنوا من تحقيق هذا التقدم، بعد قطع “المقاومة” طريق الإمداد والتغلغل في قرية الشرف، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات “أنصار الله”، التي دفعت بتعزيزات كبيرة ونفذت هجوماً على مواقع تمركز قوات “المقاومة”.
وأكد المصدر أن “مدفعية المقاومة قصفت 25 هدفاً لقوات أنصار الله، واستهدفت تعزيزات عسكرية، وأماكن تمركز قناصة، ومواقع عسكرية”.
وذكر المصدر أن “قوات المقاومة نجحت بإعطاب طقم عسكري ضمن التعزيزات العسكرية القادمة من منطقة ورزان، جنوب تعز، وقتل 4 وجرح 5 من الحوثين”.
وفي الجبهة الشرقية، قامت عناصر من “المقاومة” بتنفيذ عملية نوعية، قتلت فيها 5 وأسرت 4 آخرين من قوات “أنصار الله”، في أحد المنازل، في منطقة العسكري شرقي المدينة، بعد محاولتهم التسلل نحو مواقع “المقاومة” شرق المدينة، وقتل 4 من عناصر “المقاومة” وجرح 6 آخرين.
بموازة ذلك، لا تزال الاشتباكات المسلحة مستمرة بين عناصر “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها، وبين مسلحي “المقاومة الشعبية” مسنودة بقوات الرئيس هادي، في ظل تبادل القصف المدفعي بين الجانبين.
كما عثرت “المقاومة” على معمل متفجرات في منزل هزاع طه، أحد رجال الأعمال، في حي العسكري، حيث كانت جماعة “أنصار الله” قد استولت على فيلته في وقت سابق، وحولتها إلى معمل لصناعة المفخخات والألغام.
كذلك قامت جماعة “أنصار الله” باحتجاز قافلة الإغاثة التابعة لمنظمة الغذاء العالمية لليوم الثاني على التوالي في منطقة الربيعي غرب تعز.
وفي جبهة الأقروض، عززت قوات “أنصار الله” مواقعها وشنت قصفاً عنيفاً على قرى شمر بلعان، في محاولة لاستعادة المواقع التي سيطرت عليها “المقاومة”، في ظل استمرار المواجهات العنيفة بين “المقاومة” و”أنصار الله” في منطقة الخلل التابعة للأقروض جنوباً.
وأمس السبت، تبادلت “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها، و”المقاومة الشعبية” وقوات هادي، الاتهامات بخرق الهدنة في تعز.
واتهمت “المقاومة الشعبية” جماعة “أنصار الله” بخرق الهدنة، وقصف أحياء في المدخل الغربي لمدينة تعز ومنع ناقلات المياه من تزويد مدينة تعز بالمياه النقية. في المقابل، اتهمت “أنصار الله” “المقاومة” والقوات الموالية لهادي بخرق الهدنة ومهاجمة موقعين لها في منطقة الضباب وجبل جرّه.
وقال شهود عيان، أمس، لـ”العربي”، إن “مقاتلات التحالف بقيادة السعودية قصفت بالتزامن مع بدء سريان الهدنة موقعاً للحوثيين في جبل الزنوج بمدينة تعز”.
وقامت جماعة “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها، منتصف أمس السبت، باستقدام تعزيزات عسكرية إلى الجبهة الشرقية بتعز وجبهتي الصلو والأحكوم.
واتهم مصدر عسكري بـ”المقاومة”، في حديث أمس إلى “العربي”، ما سمّاه بالميليشيات بأنها استغلت الهدنة “ودفعت بتعزيزات عسكرية مكثفة إلى جبهة الأحكوم التابعة لمديرية حيفان جنوبي تعز، وقامت بخرق الهدنة وقصفت مواقع الجيش الوطني في تبة الدبعي والتبة الخضراء في الأحكوم ومواقع الجيش في الصلو جنوباً”.
وأوضح أن “قوات الشرعية في جبهة الأحكوم تصدت لهجومٍ عنيف شنته المليشيا، بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من مديرية حيفان”.
وأضاف “دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين باستخدام جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وقد أصيب قائد ميداني ضمن جماعة الحوثيين”.
وحاولت، أمس، مقاتلات “التحالف العربي” عرقلة تعزيزات عسكرية لـ”أنصار الله” في جبهة الصلو جنوبي تعز، واستهدفت الغارات نقيل الشرف، لقطع الطريق أمام هذه التعزيزات.
كما استهدف القصف تعزيزات أخرى على طريق الخضراء بمديرية سامع جنوب تعز.
وقال قيادي ميداني في “المقاومة”، لـ”العربي”، إن “قوات المقاومة ردت على خروقات المليشيات للهدنة، بمهاجمة مواقعها في قرية الشرف”.
وأضاف أنه “تمت السيطرة على بعض المواقع في القرية التي تعتبر آخر معاقل الانقلابيين في الصلو”.
كذلك لفت إلى أن “عنصرين من المقاومة قتلا، وأصيب خمسة آخرون، في حين قُتل عدد كبير من الحوثيين وتم أسر 12 آخرين في المواجهات”.
وأوضح مصدر في مستشفى الثورة بتعز، لـ”العربي” أن مواطنين قتلا أمس، فيما أصيب ثلاثة آخرون بينهم امرأتان بجروح، جراء سقوط قذيفة على حي الأشبط وسط المدينة، أطلقتها جماعة “أنصار الله” من موقع تمركزها في سوفتيل.