“كعكة” حضرموت
الدعوة التي تعمد الوفد القبلي تسريب أخبار تفيد بأنها موجهة من المملكة، اتضح لاحقاً، بحسب مصادر خاصة، أنها مجرد حركة استباقية من قبل قيادات محسوبة على نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، وحزب “الإصلاح” (الاخوان المسلمون). ووفقاً للمصادر، فإن “الإصلاح” يحاول العزف على وتر الخلاف السعودي الإماراتي بشأن المناطق “المحررة”، لا سيما حضرموت وعدن اللتان عززت أبوظبي حضورها فيهما بقوة، خصوصاً أن تلك الزيارة أتت متزامنة مع اقتراب موعد انعقاد “المؤتمر الحضرمي الجامع” المزمع إنجازه في ديسمبر 2016م ، بغرض تشاور مختلف المكونات والأطياف في المحافظة حول الخيارات السياسية المتعلقة بمستقبل حضرموت.
بلاغ صحفي
وأعلن مؤخراً في الرياض عن تدشين أعمال اللجنة التحضيرية لـ”المؤتمر الحضرمي الجامع” للمغتربين في المهجر. وفي بلاغ صحفي صادر عن المؤتمر، كشفت اللجنة التحضيرية أن عملية الإعداد للمؤتمر بدأت فعلياً بعد استجابة العديد من الوجاهات والشخصيات الإجتماعية والإعلامية للدعوة التي وجهها “حلف أبناء حضرموت” في المهجر. وبحسب البلاغ، فقد ترأس الإجتماع د. سعيد عثمان العمودي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في “المؤتمر الحضرمي الجامع”، بمعية الشيخ محمد صالح الكمام بن جربوع، رئيس اللجنة التحضيرية للمقيمين في الخارج، وبحضور المقدم أحمد باقديم، رئيس فرع “حلف حضرموت” – الساحل والهضبة.
وخلال اللقاء أكد الدكتور عمر بامحسون أن حضرموت قد “طوت عقوداً من سنواتها العجاف”، وأنها “اليوم تُشكل نفسها وتقود منظومة واسعة من العمل المنوط على عاتقها في إطار ما حققه جيش النخبة الحضرمي”، معتبراً أن “مؤتمر حضرموت الجامع فرصة حقيقية تستثمر حالياً بسواعد أبناء حضرموت بدون اعتبارات للحزبية والأيديولوجيات، فالكل عند حضرموت سواسية ولن يُقبل نهائياً تكرار التجارب الفاشلة بحق حضرموت مرة أخرى”، فيما رأى اللواء عبد القادر العمودي أن أهمية المؤتمر تكمن “في الدفع بحضرموت للعب دورها المطلوب في إطار التكامل مع المملكة العربية السعودية على اعتبار الشراكة بينهما”، مشددا على أن “انتزاع حقوق حضرموت في الثروة والسيطرة على المنافذ وكامل القطاعات كهدف لا يمكن التخلي عنه بحال من الأحوال”، واصفاً ما يجري في منفذ الوديعة بأنه “انتهاك مرفوض للحق الحضرمي”.
واختتم اللقاء بتشكيل عدة لجان (الأمانة العامة والصياغة والتواصل والإعلام) ستجتمع لاحقاً في مدينة جدة السعودية.
لقاء هادي
وفي سياق متصل، إستقبل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأحد، شيخ مشايخ آل كثير، رئيس مرجعية قبائل الوادي والصحراء في “حلف حضرموت”، الشيخ عبدالله بن صالح الكثيري. وبحسب وكالة “سبأ” التابعة لهادي، فقد ناقش اللقاء “أوضاع المواطنين والقبائل في حضرموت، والدور الإيجابي الذي قام به الحلف في الحرب على تنظيم القاعدة وتأمين حقول النفط”؛ حيث أشاد هادي بالدور الإيجابي “لحلف حضرموت والجيش الوطني وكافة أبناء حضرموت الشرفاء الذين وقفوا وقفة رجل واحد في مواجهة العناصر الإرهابية ودحرها من المحافظة”، مشدداً على ضرورة الوقوف صفاً واحداً في “مواجهة التحديات والحفاظ على أمن واستقرار المحافظة والممتلكات العامة والخاصة، والسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق الهدف والغاية التي ينشدها الجميع في تحقيق الدولة المدنية الإتحادية”.
من جهته، أكد الشيخ الكثيري “وقوف قبائل آل كثير وكافة قبائل حضرموت إلى جانب الرئيس هادي”، و تمسكهم “بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار وقرار مجلس الأمن رقم 2216”. وقال الكثيري “إن قبائل حضرموت يقفون جنباً الى جنب القيادة السياسية والسلطة المحلية بالمحافظة، لما من شأنه حفظ الأمن والإستقرار والسير نحو تحقيق الدولة المدنية الإتحادية”.
مصادر
وأكدت مصادر خاصة، لـ”العربي”، وجود تنسيق بين اللجنة التحضيرية لـ”المؤتمر الحضرمي الجامع”، ولجنة الرياض برئاسة، الدكتور عمر بامحسون، موضحة أن لجنة الرياض تُعدّ امتداداً للجنة التحضيرية في الداخل”، في حين كشف مصدر قبلي في “حلف حضرموت”، رفض الكشف عن اسمه، وجود تجاذبات واضحة حول انعقاد المؤتمر، لا سيما مع اكتناف الغموض لزيارة الوفد القبلي المستدعى من قبل المملكة، ما يضع كثيراً من علامات الإستفهام حول ما يجري في الرياض.
ولفت المصدر إلى أن لقاء الرئيس هادي بالشيخ الكثيري جاء دون حضور بقية أعضاء الوفد الذي وصل الرياض قبل يومين، وتخلف عنه رئيس حلف حضرموت، عمرو بن حبريش، الذي اعتذر عن تلبية الدعوة والسفر إلى السعودية، متحدثاً عن وجود مؤشرات على مساعي حزب “الإصلاح”، بزعامة نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، لـ”شق الصف الحضرمي، وإفشال المؤتمر الجامع المزمع عقده نهاية العام الجاري”.
آراء
ويدعو المواطن يسر محسن العامري المجتمعين في السعودية إلى “الجلوس فيما بينهم ودراسة فحوى الدعوة والجهة التي تقدمت بها والمغزى من ورائها، وأن يضعوا مصلحة حضرموت نصب أعينهم، لا الهرولة والإندفاع وراء الدعوات الموجهة، تفادياً لحرف المؤتمر الحضرمي الجامع عن مساره، وحفاظاً عليه من الفشل، من خلال التصدي لأصحاب الأجندة والمصالح الضيقة، سواء كانت حزبية أو شخصية”.
ويعتقد الناشط، أحمد الجفري، من جهته، أن استجلاب الحلول من الخارج “لن ينفع حضرموت، والزمن شاهد على الكثير من المراحل، وإذا لم نتنازل ونعترف ببعضنا ونوحد صفنا فلن تنفعنا أي قوة في العالم”.
بدوره، يرى الناشط، محمد سالم، أن هناك “محاولة لاستثمار الحدث الحضرمي من قبل حزب الإصلاح اليمني، الذي يلعب بأوراقه الأخيرة في حضرموت، تخوفاً من خروجه النهائي في أي تسوية سياسية مرتقبة”، فيما يعتقد الإعلامي، عوض كشميم، أن المخاض الحالي الذي تشهده حضرموت “لن ينتهي على الصعيد السياسي إلا بقرار يطوي صفحة الجنرال (بن بريك)، أما على الصعيد المجتمعي فلا بد من إعادة ترتيب رئاسة حلف حضرموت، البيت الداخلي للحلف”.