هل فعلاً سيتوقَّفُ العدوان؟
زيد البعوة
هل فعلاً سيتوقَّفُ العدوان؟ سؤالٌ يردّدُه كُلُّ مواطن يمني خَاصَّة بعد ما خاضوا تجربة طويلة من المفاوضات مع دول العدوان في جنيف والكويت، وسمعوا الكثيرَ من التصريحات من قِبَلِ ولد الشيخ وكيري والأُمَـم المتحدة وسمعوا الإعْــلَانَ عن عدد كبير من الهُدَنِ الكاذبة والمخادعة، ومن حقهم أن يتساءلوا؛ لأنهم قد فقدوا الثقة في المجتمع الدولي ومنظّماته بشكل عام، ولم يعد لديهم أيُّ أمل إلّا في الله سبحانه وتعالى القائل {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ}.
إلا أن هذه المَرّة هناك بصيصٌ من الأمل لسببين اثنين.. الأول: وعد الله الذي حتماً سيتحقق، والثاني: المتغيرات التي تحدث في المنطقة، وسبب آخر يتمثل في حرص النظام العُماني على وقف العدوان ولا يزالُ هناك الكثيرُ من الشكوك وعدم الركون لما تم إعْــلَانُه من قِبل كيري، فالشعبُ اليمني يواجِهُ قوماً مردوا على الإجْـرَام والكذب والخداع؛ ولهذا الشعب اليمني اليوم يعيش حاله ما بين المصدق والمكذب بإعْــلَان مسقط عن توقف العدوان من بداية يوم 17 نوفمبر وهذا موقف إيجابي يعبر عن وعي الشعب اليمني وحكمته؛ انطلاقاً من قول الله تعالى “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُوْن”.
قد ربما حان الوقتُ لتوقف العدوان على اليمن وخَاصَّة بعد عام وعشرة أشهر من القتل والحصار والدمار واجهه الشعب اليمني بالصبر والصمود والجهاد وكذلك الانتصارات التي حققها رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، وأهمُّها الجبهات الحدودية والتي قصمت ظهرَ الجيش السعودي وأثبتت فشله وعجزه وهزيمته حين لم يستطع أن يحميَ نفسه ولا مواقعَه من رجال الله ولا معسكراته ومطاراته من صواريخ القوة الصاروخية اليمنية وأيضاً الخسائر المالية التي يواجهها النظام السعودي والتي لم يكن يحسب لها حساباً ولم تحصل معه من قبلُ، ولا ننسى أن دولَ الخليج وعلى رأسها السعودية في حيرة من أمرها وخَاصَّة بعد الانتخابات الأَمريكية وفوز ترامب، فمستقبلُها السياسي والاقْتصَادي لا يزالُ غامِضاً وهي تحتاجُ إلى الكثير من الوقت لترتيب أوضاعها مع البيت الأبيض ومع إدارة ترامب، إمّا المزيد من العبودية والانبطاح غير المقبول أصلاً أَوْ الانهيار الذي بات واضحاً ومحتوماً.
أمَّا بالنسبة لنا كشعب يمني فنحن نريد السلام ونتمنى أن يتوقف العدوان ولا يهمنا مصير آل سُعُـوْد ولا مصير المنافقين من مرتزقتهم؛ لأننا نعلم أنهم أصبحوا في وضع لا يُحسَدُ عليه من الانهيار النفسي والمعنوي والعسكري والمالي وحتى المجتمعي أصبح غالبية العالَم ينظرون إليهم كطواغيت ومجرمين ومهزومين، والله سيتولى أمرهم وعقابهم.
كُلُّ ما يهمنا هو أن يتوقفَ العدوانَ وأن تستمر المشاورات بين الأطراف اليمنية لتصحيحِ وضعنا الداخلي وبناء يمننا الحبيب وبدء مرحلة جديده من الوفاق السياسي والشراكة يشارك فيها كُلّ الأطراف لكي تتحقق الوحدة اليمنية والاسْتقلَال وتعزيز اللحمة الوطنية التي حاول العدوان تفكيكها ومستقبلنا كشعب يمني سيكون مرهوناً بصدق النوايا وتحكيم العقل وترك الخلافات والمقاصد الشخصية والحزبية لكي نضمنَ يمناً جديداً حافلاً بالبناء والتطور والازدهار.
وإذا لم يتوقف العدوان وكانت مفاوضاتُ مسقط عبارةً عن كذبة تضافُ إلى سابقاتها فنحن أولئك الصامدون المجاهدون المدافعون عن وطننا وعن قيمنا وعن أنفسنا، سنستمر في المواجهة ولاستنفار، ولن يُسَلِّمَ العدوان والمنافقين من مرتزِقته من غضبنا وانتقامنا، وكلنا ثقة بالله أنه سينصرنا على الظالمين مهما كانت الظروفُ، فهو القائل: لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ، والقائل “ولله عاقبة الأمور”.