صمتٌ بصنعاء وصدمةٌ بالرياض: “كيري 2” لحلٍّ يستبقُ ترامب؟
متابعات| العربي:
بين تفاؤل بنجاحها، وتفاؤل محفوف بالمخاوف، وبين مستبعد ذلك، ومتوقّع إعادة تدويرها للصراع السياسي والاقتتال، تباينت الآراء الأولية حول ما يمكن تسميتها “مبادرة كيري 2” والتي جاءت مضامينها، كحصيلة أولية، معلنة لنتائج يومين متتالين، لمباحثات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في العاصمة العمانية مسقط، كُللت بإعلانه اليوم أنّ “جماعة الحوثي اليمنية والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية اتفقا على وقف الأعمال القتالية باليمن اعتباراً من 17 نوفمبر”، وجاء في تصريح كيري، الذي أثار فيما يبدو صدمة حكومة الرئيس هادي في الرياض، فيما التزمت أطراف صنعاء الصمت، أن “جميع أطراف الصراع اتفقت أيضاً على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية بحلول نهاية العام”.
المرتضى: أراد كيري تحقيق شيء قبل مغادرته
وقبل أن تعلن “أنصار الله” موقفاً من مبادرة كيري 2، يتوقّع الناشط في الجماعة، والباحث السياسي، محمد المرتضى، موافقة قطبَي صنعاء “أنصار الله والمؤتمر” عليها، ذلك أنّهما، حسب المرتضى، دائماً ما يوافقون “على أي مبادرات لإيقاف الحرب”، وفي حديثه إلى “العربي” يرهن المرتضى نجاح مبادرة كيري هذه المرّة بموقف الطرف الآخر “الذي ربما وصل لقناعة بإيقاف الحرب بعد فشله وخسائره الفادحة”، حسب تعبيره.
ويعبّر محمد المرتضى عن أمله في أن “يكون الوضع مختلف هذه المرّة” لجهة نجاح المبادرة، لكنه أمل محفوف بمخاوف عدم الجدّية، مضيفاً “الطرف الآخر، أي السعودية، هو الذي ينكث ويكذب ويحاول التخدير بأخبار إيقاف الحرب لغرض الغدر في الجبهات، وهذا حصل كثيراً”.
وفي حديثه إلى “العربي”، يعتقد المرتضى أن في تصعيد المواجهات العسكرية في جبهات ما وراء الحدود، سبب كافٍ لتحريك وزير الخارجية الأمريكي للملف اليمني، وذلك “لأجل إنقاذ السعودية”، معتقداً كذلك في أسباب تحرك وزير الخارجية الأمريكي أنه “ربّما كيري يريد تحقيق شيء ما قبل مغادرته المنصب مع أوباما”.
وقبل أن تعلن “أنصار الله” موقفاً من مبادرة كيري 2، يتوقّع الناشط في الجماعة، والباحث السياسي، محمد المرتضى، موافقة قطبَي صنعاء “أنصار الله والمؤتمر” عليها، ذلك أنّهما، حسب المرتضى، دائماً ما يوافقون “على أي مبادرات لإيقاف الحرب”، وفي حديثه إلى “العربي” يرهن المرتضى نجاح مبادرة كيري هذه المرّة بموقف الطرف الآخر “الذي ربما وصل لقناعة بإيقاف الحرب بعد فشله وخسائره الفادحة”، حسب تعبيره.
ويعبّر محمد المرتضى عن أمله في أن “يكون الوضع مختلف هذه المرّة” لجهة نجاح المبادرة، لكنه أمل محفوف بمخاوف عدم الجدّية، مضيفاً “الطرف الآخر، أي السعودية، هو الذي ينكث ويكذب ويحاول التخدير بأخبار إيقاف الحرب لغرض الغدر في الجبهات، وهذا حصل كثيراً”.
وفي حديثه إلى “العربي”، يعتقد المرتضى أن في تصعيد المواجهات العسكرية في جبهات ما وراء الحدود، سبب كافٍ لتحريك وزير الخارجية الأمريكي للملف اليمني، وذلك “لأجل إنقاذ السعودية”، معتقداً كذلك في أسباب تحرك وزير الخارجية الأمريكي أنه “ربّما كيري يريد تحقيق شيء ما قبل مغادرته المنصب مع أوباما”.
التميمي: نجاحُ مبادرة كيري مرهونٌ بتضحية “التحالف” بالحكومة
وفي المقابل، لا يرى الناشط السياسي والإعلامي، ياسين التميمي، بارقة أملٍ في نجاح الخطة الأممية التي يتبناها كيري بقوّة “إذا أبقت الحكومة على موقفها الرافض ضمن مستواه من التشدد”، معرباً، في حديثه إلى “العربي”، عن اعتقاده بأنّ “نجاح المبادرة لا يتوقف على موافقة الحوثيين وصالح، ما لم يحدث تحول كبير وخطير من قبل التحالف يصل إلى حدّ التضحية بالحكومة”، وحسب التميمي فهو أمر مستبعد “لأنّ التضحية بالحكومة، وبالغالبية من اليمنيين، الذين يقفون إلى جانبها، تعني التضحية بدور التحالف الذي يحظى بمشروعية بنيت على طلب الحكومة الشرعية”.
وأبعد من ذلك، يذهب التميمي إلى أنّ مساعي كيري تقود الأزمة في اليمن إلى المجهول، متهماً المبادرة ذاتها بأنها “تسعى إلى إعادة تأسيس ما يجري في اليمن على ثنائية الصراع بين الحوثيين والتحالف”، مدللاً على ذلك بما “كشفت عنه أحدث تصريحات لكيري من أبو ظبي”.
وفي المقابل، لا يرى الناشط السياسي والإعلامي، ياسين التميمي، بارقة أملٍ في نجاح الخطة الأممية التي يتبناها كيري بقوّة “إذا أبقت الحكومة على موقفها الرافض ضمن مستواه من التشدد”، معرباً، في حديثه إلى “العربي”، عن اعتقاده بأنّ “نجاح المبادرة لا يتوقف على موافقة الحوثيين وصالح، ما لم يحدث تحول كبير وخطير من قبل التحالف يصل إلى حدّ التضحية بالحكومة”، وحسب التميمي فهو أمر مستبعد “لأنّ التضحية بالحكومة، وبالغالبية من اليمنيين، الذين يقفون إلى جانبها، تعني التضحية بدور التحالف الذي يحظى بمشروعية بنيت على طلب الحكومة الشرعية”.
وأبعد من ذلك، يذهب التميمي إلى أنّ مساعي كيري تقود الأزمة في اليمن إلى المجهول، متهماً المبادرة ذاتها بأنها “تسعى إلى إعادة تأسيس ما يجري في اليمن على ثنائية الصراع بين الحوثيين والتحالف”، مدللاً على ذلك بما “كشفت عنه أحدث تصريحات لكيري من أبو ظبي”.
كيري يلعَبُ أوراقَه الأخيرة
وعن الأسباب التي ربما تقف وراء التحرك الأمريكي لمعالجة الملف اليمني، يرى التميمي أن الانتخابات في أمريكا تم حسمها، وأن المواجهات على الحدود “دخلت مرحلة التكرار الممل الذي لم يعد يشكل أداة ضغط على المملكة بقدر ما هو أداة استنزاف للحوثيين وصالح”، مضيفاً “كيري يلعب آخر أوراقه الآن، ونتائج الانتخابات لم تعد تسمح بمزيد من الوقت لتوجيه مسار الأحداث في اليمن وفق ما يريده كيري”.
وعن الأسباب التي ربما تقف وراء التحرك الأمريكي لمعالجة الملف اليمني، يرى التميمي أن الانتخابات في أمريكا تم حسمها، وأن المواجهات على الحدود “دخلت مرحلة التكرار الممل الذي لم يعد يشكل أداة ضغط على المملكة بقدر ما هو أداة استنزاف للحوثيين وصالح”، مضيفاً “كيري يلعب آخر أوراقه الآن، ونتائج الانتخابات لم تعد تسمح بمزيد من الوقت لتوجيه مسار الأحداث في اليمن وفق ما يريده كيري”.
حنَقٌ سعودي من صالح وراء غياب وفد “المؤتمر”
ويتوقع الناشط السياسي في “حزب المؤتمر”، عادل النزيلي، موافقة “أنصار الله” على مبادرة كيري 2، باعتبار “أنصار الله هم من تفاوضوا مع كيري والتحالف”، متوقعاً كذلك نجاح المبادرة. وفي حديثه إلى “العربي” يرى النزيلي في أسباب التحرك الأمريكي تجاه الملف اليمني تحقيقاً لمصلحة أمريكا أولاً، وثانياً “إخراج التحالف من المستنقع الذي وقعوا فيه”، ويعتقد كذلك أنّ للانتخابات الأمريكية تأثير بسيط في التعجيل بالتسوية، مرجّحاً وجود علاقة بين هذا التحرك والأحداث في لبنان وسوريا، ويضيف “أعتقد وصول حكّام المملكة لطريق مسدود بالتدخل بشؤون الدول العربية، والآن بدأت تتخلّص من سياستها الهوجاء بالتدريج”، ويبرّر النزيلي غياب وفد “المؤتمر” عن مفاوضات مسقط “بضغوط سعودية لشدة حنقهم من صالح”، معتقداً أنّ “ما أشيع عن خلاف بين المؤتمر والحوثيين مجرّد تبادل أدوار، أكّده منشور صالح أمس قبل اتفاق مسقط بساعات بدعمه الكامل للحوثي”، وقرأ خالد النزيلي في تصريح كيري أنّه “يعزز من مكانة الحوثي، وينتقص من المملكة، وشبه إعلان لهزيمتها، ويعزل الحكومة وهادي”.
ويتوقع الناشط السياسي في “حزب المؤتمر”، عادل النزيلي، موافقة “أنصار الله” على مبادرة كيري 2، باعتبار “أنصار الله هم من تفاوضوا مع كيري والتحالف”، متوقعاً كذلك نجاح المبادرة. وفي حديثه إلى “العربي” يرى النزيلي في أسباب التحرك الأمريكي تجاه الملف اليمني تحقيقاً لمصلحة أمريكا أولاً، وثانياً “إخراج التحالف من المستنقع الذي وقعوا فيه”، ويعتقد كذلك أنّ للانتخابات الأمريكية تأثير بسيط في التعجيل بالتسوية، مرجّحاً وجود علاقة بين هذا التحرك والأحداث في لبنان وسوريا، ويضيف “أعتقد وصول حكّام المملكة لطريق مسدود بالتدخل بشؤون الدول العربية، والآن بدأت تتخلّص من سياستها الهوجاء بالتدريج”، ويبرّر النزيلي غياب وفد “المؤتمر” عن مفاوضات مسقط “بضغوط سعودية لشدة حنقهم من صالح”، معتقداً أنّ “ما أشيع عن خلاف بين المؤتمر والحوثيين مجرّد تبادل أدوار، أكّده منشور صالح أمس قبل اتفاق مسقط بساعات بدعمه الكامل للحوثي”، وقرأ خالد النزيلي في تصريح كيري أنّه “يعزز من مكانة الحوثي، وينتقص من المملكة، وشبه إعلان لهزيمتها، ويعزل الحكومة وهادي”.
علاو: وجود أمريكا وعمان ضمانة لمخاوف الحوثيين والسعودية
إلى حد معين يتفق مع ما سبق الناشط السياسي والحقوقي، محمد علاو، الذي يتوقع موافقة “أنصار الله” ونجاح المبادرة، قائلاً “هم كانوا متخوفين ويطلبون ضمانات مثلما السعودية كانت متخوفة منهم وتطلب ضمانات”، وبالتّالي يرى علاو أن وجود أمريكا وعمان “ضمانة للتنفيذ وموافقة الحوثيين”. ويشير، في حديثه إلى “العربي”، إلى أن “موافقة المؤتمر فور صدور مبادرة السلام هي ما سهل وضغط على الجميع للوصول لهذا الاتفاق”.
وحول أسباب التحرك الأمريكي لمعالجة الملف اليمني، يعتقد علاو أن “كلفة وقف الحرب باليمن في عهد ترامب ستكون كارثية على السعودية بالذات”، ولذلك، حسب علاو، فهي عملية حسابات ومصالح اضطرت السعودية معها إلى أن تضغط لإقرار مبادرة كيري الآن لإنهاء النزاع بأخف الأضرار “وخشية التورط أكثر مستقبلاً في ظل صراع مفتوح وغير محسوم، وفق قاعدة أخف الأضرار”.
وفيما لا تزال أطراف صنعاء تلتزم الصمت إزاء مبادرة كيري، قال وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، عبر حسابه في “تويتر”، إن تصريحات كيري “لا تعني الحكومة الشرعية في اليمن”، لافتاً إلى أن “الحكومة اليمنية لا تعلم عن هذا شيئاً”.
إلى حد معين يتفق مع ما سبق الناشط السياسي والحقوقي، محمد علاو، الذي يتوقع موافقة “أنصار الله” ونجاح المبادرة، قائلاً “هم كانوا متخوفين ويطلبون ضمانات مثلما السعودية كانت متخوفة منهم وتطلب ضمانات”، وبالتّالي يرى علاو أن وجود أمريكا وعمان “ضمانة للتنفيذ وموافقة الحوثيين”. ويشير، في حديثه إلى “العربي”، إلى أن “موافقة المؤتمر فور صدور مبادرة السلام هي ما سهل وضغط على الجميع للوصول لهذا الاتفاق”.
وحول أسباب التحرك الأمريكي لمعالجة الملف اليمني، يعتقد علاو أن “كلفة وقف الحرب باليمن في عهد ترامب ستكون كارثية على السعودية بالذات”، ولذلك، حسب علاو، فهي عملية حسابات ومصالح اضطرت السعودية معها إلى أن تضغط لإقرار مبادرة كيري الآن لإنهاء النزاع بأخف الأضرار “وخشية التورط أكثر مستقبلاً في ظل صراع مفتوح وغير محسوم، وفق قاعدة أخف الأضرار”.
وفيما لا تزال أطراف صنعاء تلتزم الصمت إزاء مبادرة كيري، قال وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، عبر حسابه في “تويتر”، إن تصريحات كيري “لا تعني الحكومة الشرعية في اليمن”، لافتاً إلى أن “الحكومة اليمنية لا تعلم عن هذا شيئاً”.