كل ما يجري من حولك

الشيخُ عادل محمد قرموش أحد مشايخ قيفة برداع لـ “صدى المسيرة”: سنتوجّه للجبهات لأخذ الثأر من المعتدين ولن نسمَحَ للغزاة بدخول أراضينا 

1٬049

عادل محمد قرموش، وهو أحدُ الشخصيات الاجتماعية بمنطقة قيفة بمدينة رداع محافظة البيضاء: إن أهالي المحافظة يساندون وبشكل كبير قبائلَ خولان الطيال لأخذ الثأر من العدو الذي قصَفَ القاعة الكبرى في صنعاء في الثامن من أكتوبر الماضي.

وأضاف قرموش في حوار خاصة لـ “صدى المسيرة” أن قبائل البيضاء تقفُ إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبي في ضبط الأمن والاستقرار بالمحافظة، وأن المرتزِقة هم فئةٌ قليلةٌ ولا يحققون أي انتصار يُذكر.

إلى نص الحوار:

– بداية نرحّبُ بكم شيخ عادل، وكما تعرفون أن العدوانَ الأمريكي السعودي ارتكب الكثيرَ من الجرائم بحق اليمنيين.. ما تعليقكم على ذلك؟

أهلاً بكم، في الحقيقة المجازر التي ارتكبتها السعوديةُ بحق أبناء اليمن لا يقرها دِين ولا قانون ولا عُرف ولا سلف، ومَن يرتكب هذه الجرائم هم مجرَّدون من كُلّ الأخلاق والقيم الإنسانية، ويعتبرون أعداء للعروبة والإسلام والإنسانية بشكل عام.

وأنا وكل أبناء اليمن ندين ونستنكر هذه الجرائم، ولدينا أسلاف وأعراف تعتبر ما يحدث “عيبا” عندما يقتل العدوان الناس غدراً وعدواناً في الأفراح أو الأحزان أو في الأسواق أو المدارس والمصانع وغيرها.. ونحن نستغرب كيف يقتل هؤلاء المعتدون الناس اليمنيين وهم مجتمعون معزون لأسرة الميت مثل الذي حصل في الصالة الكبرى وكذلك في صالة الأفراح كمثل عرس سنبان والمخاء، ويحولون هذه التجمعات إلى مأساة لأصحاب الشأن وضيوفه.

والواقع إن المعارك لها جبهاتها يقتل فيها ما يشاء من الذين هم في الجبهات، ولكن هذا العدوان برغم امتلاكه لأحدث أنواع الأسلحة والمال والغرور لكنه لم يستطِع الصمود في جبهات القتال، ولاحظتم ولاحظ العالم كيف أن الجندي اليمني والمقاتل اليمني يقتحمون المواقع السعودية، وأن أحدث الدبابات وغيرها من الأسلحة لم تقف في وجه المقاتل اليمني، ويقوم الجنود السعوديون بالفرار بالدبابات والمدرعات والجندي اليمني سلاحه الشخصي هو الكلاشنكوف، فقام حكام آل سعود بارتكاب المجازر بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ؛ ظاناً منه أنه بجرائمه هذه سوف يرعب أبناء اليمن، ولكن أبناء اليمن يختلفون عن شعوب العالم، فهم كلما شاهدوا مجازر العدوان ازدادوا صلابة في مواجهة المعتدين وازدادوا توحداً وتكاتفاً في مواجهة العدو، وأنا هنا أدعو إلى المزيد من توحيد الصف واللحمة بين أبناء اليمن وأن يكونوا صفاً في مواجهة هذا العدوان.

 

بعد المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان في الصالة الكبرى التي كان فيها عزاء آل الرويشان دعت قبيلة خولان الطيال إلى النكف في مواجهة السعودية.. ما هو موقف قبائل رداع والبيضاء من هذه الدعوة؟

نحن نساند خولان وسنحان في دعوتهم للنفير العام، ونعتبر أن الذين استشهدوا في الصالة الكبرى ليسوا فقط من أبناء خولان، وإنما هم من مختلف قبائل اليمن، والحقيقة أننا قبل فترة عقدنا اجتماعاً موسّعاً لمَشَايخ وقبائل رداع، وأبدى الجميعُ استعدادَهم للذهابِ إلى جبهات القتال وعلى رأس هذه الجبهات الحدود مع المملكة العربية السعودية، وكذلك قامت قبائل رداع بإعداد قافلة غذائية دعماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية.

ولكن بعض القُبُل من رداع يعانون من قضية الثأر القبلي مع بعضهم البعض، والجهات المختصة لم تحرك ساكناً إزاء هذه الثأرات، وأنا هنا أدعو المجلس السياسي الأعلى لحل قضايا الثأر المستعصية؛ لأنها أكلت الأخضر واليابس وسوف يكون لحل هذه القضايا ردود ايجابية في توحيد صفوف القبائل؛ لأن مشكلة الثأر تعيق اختلاط أبناء القُبُل الذين بينهم ثأرات.

 

– ولكن لماذا لا تبادرون بعقد الصلح بين القُبُل كغيرها من القبل اليمنية في مواجهة العدوان؟

نحن دعونا للصلح العام، ولكن مثل ما ذكرت لك أن هناك بعضَ الثأرات معقدة، وهذا يستلزم جهات عليا للتدخل، تعمل على عقد الصلح بين الجميع، وهي فرصة لحسم قضايا الثأر؛ لأن هذه القضايا للناس فيها حقوق ودماء وضروري أن تتبناها الجهاُت العليا وتقنع جميع الأطراف بالتنازل لبعضهم البعض.

 

– البعضُ من أبناء رداع والبيضاء ينتمون إلى تنظيم القاعدة ويقاتلون في صفوف المرتزقة مع العدوان، فما هو السبب من وجهة نظرك؟

الأسباب هي عدم اهتمام الدولة بأبناء القبائل ولا بمناطقهم، وذلك بتوفير المدارس والجامعات والمراكز الصحية، حيث تجاهلت دور القُبُل التي هي ممسكة بعاداتها وتقاليدها وخارجة عن نطاق الدولة.

وعدم استيعاب أبنائها في سلك الدولة ومنحهم حقوقَهم كغيرهم من محافظات الجمهورية؛ لذلك فإن الأقليةَ من أبناء هذه القبل والذي لم يوجد لديهم دخل مادي قامت الجماعات المتطرفة باستقطابهم، ولا توجد لدينا قاعدة كتنظيم سياسي وإنما الموجود والذي نعاني منه هي الثأرات بين القُبُل وهناك بعض الأشخاص الذين ينتمون للقاعدة وهؤلاء هم قلة قليلة.

أما الأشخاص الذين مع العدوان فهم فئة أيضاً قليلة ولا يعبرون عن أبناء القبيلة بل يعبرون عن أنفسهم وهم يلهثون وراء مصالحَ شخصيةٍ ولا يمثلون رداع أو البيضاء وإنما يمثلون أنفسهم وهناك مرتزقة مع العدوان من جميع أبناء اليمن.

وعندنا في قيفة فئة قليلة في حدود مراد يقاتلون في صفوف العدوان ولكنهم لم ولن يستطيعوا التقدمَ نحو رداع وإنما هم محصورون في حدود مأرب.

ونحن كقبائل، كُلّ قبيلة ملزمة بأن تحافظَ على حدودها ولا تسمحَ للغزاة أن يدخلوا من حدودِها إلى القبيلة الأخرى والذين مع العدوان هم مرتزقة وهم قلة، وإنما وسائل الإعلام الغازية تضخّم وتعظّم وتروّج لهم ولتقدماتهم.

والبيضاء كما تعرفون ويعرف الغازي ترتبطُ بعدة محافظات ولكنها لم يتقدم منها الغازون من أية منطقة.

 

– العدوان يعمَلُ على مُخَطّط تقسيم اليمن منذ فترة حيث قاموا بما يسمى الأقاليم بضم البيضاء مع مأرب والجوف، كيف تنظرون إلى هذا التقسيم؟

بالنسبة لضم البيضاء مع مأرب إدارياً في ظل وضمن اتفاق وتحت مظلة الجمهورية اليمنية وفي ظل الوحدة اليمنية، فلا مانع لدينا، أما غير ذلك فلا.

ونحن في البيضاء سنظل مدافعين عن الجمهورية والوحدة مهما كلفنا ذلك من ثمن، ونحن آباؤنا وأجدادنا مَن ساهموا في الثورات اليمنية سواء أكانت الثورة ضد النظام الملكي في المحافظات الشمالية أو ضد الاستعمار البريطاني في المحافظات الجنوبية؛ لأن البيضاء كانت ولا تزال مختلطة بشمال الوطن وجنوبه، وضمن الثوابت الوطنية ولذلك فهي لا تزال مع حقوق ومطالب أبناء اليمن في مختلف الظروف.

 

– كيف تقيّمُ تعاونَكم مع الجيش واللجان الشعبية في الحفاظ على الأمن والاستقرار، خصوصاً والبيضاء مرتبطة مع محافظات أبين ومأرب؟

اللجانُ الشعبيةُ التي وجُدت في البيضاء وفي كُلّ محافظات اليمن هي من أبناء المنطقة، وهي تقوم بدورِها مع الجبهات المعنية الأمنية وعند مرور أي مشتبهين يتم إلقاء القبض عليهم وتسليمهم للجبهات المعنية.

واللجان الشعبية والجبهات الأمنية مستشعرون واجبهم ويعملون كجسَد واحد في الحفاظ على الأمن والاستقرار، ونحن في وضع حربٍ مع الغزاة والمحتلين وعلينا جميعاً مسؤولية القيام بواجبنا نحو وطنننا؛ لأن الغزاة يستهدفون الوطن بشكل عام.

 

– ما هي مطالبكم شيخ عادل في هذا الحوار؟

أطالب المجلس السياسي الأعلى والجهات المعنية أن تدعم القبائل والشخصيات الاجتماعية بالإمكانيات المتاحة لتقومَ بدورها الوطني في الدفاع عن البلاد؛ لأنه لم يبقَ داخل الوطن إلا الوطنيون، وهذه الشخصيات الاجتماعية ليست لديها اعتمادات من الدولة سابقاً ولا حالياً والذي معه شيءٌ بسيطٌ تم توقيفُه.

وأطالب المجلسَ السياسي الأعلى بوضع الحلول العاجلة في صرف المرتبات؛ لأن هناك أسراً معتمدة على المرتب، ونحن نخاف من المأساة الإنسانية في اليمن، وعلى الجهات المعنية مراعاة هذا الجانب، كما أن على الدولة أن تتخذ اجراءات صارمة بتفعيل الإيرادات كالضرائب والجمارك وغيرها من الإيرادات، ولو تفعلت هذه الجوانب بشكل صحيح لتغطية الاحتياجات لدعم الدولة وخصوصاً المرتبات وأغلب الدول ومنها أمريكا معتمدة على الضرائب، ونحن في اليمن لو تفعلت بشكل صحيح الضرائب وأبسطها ضريبة القات، لَوفرت دخلاً كبيراً للدولة، ما بالكم لو توفرت جميع الإيرادات وتورّدت مباشرة إلى خزينة الدولة؟!.

وختاماً أتوجّه بالدعوة إلى المجلس السياسي الأعلى للإسراع في تشكيلِ الحكومة من أجل الوطن والمواطن وأن تكونَ الحكومةُ في مصلحةِ الوطنِ فوق كُلّ الاعتبارات وأن يتم اختيارُ الأشخاص النزيهين والمشهود لهم بالكفاءة.

*عن صدى المسيرة

You might also like