أنصارُ باعوم في حضرموت: “لن تفلح محاولات إقصائنا”
ولقي الإعلان الأخير الذي توافقت عليه عدة مكونات في حضرموت انتقادات حادة، وردود فعل غاضبة من قبل “المجلس الأعلى لقوى التحرير والإستقلال” الذي يترأسه الزعيم الجنوبي، حسن أحمد باعوم، والذي أعلن عن لجنة تحضيرية موازية للجنة التي أعلنها “مجلس تنسيق مكونات الثورة الجنوبية”، تناط بها مهام التحضير لـ”مليونية جماهيرية رافضة لمشاريع الأقاليم و تقسيم الجنوب، ومؤكدة على أحقية شعب الجنوب في تقرير مصيره المتمثل بالتحرير والإستقلال”.
ويعتبر الناشط الجنوبي، نوفل قمصي، “التبايانات الحالية حول مليونية ذكرى الإستقلال بالمكلا مجرد مشاريع عبثية”، مطالباً بـ”حملة إعلامية على مستوى الجنوب، لوضع حد للعبث بمكتسبات الثورة الجنوبية، ولعملية تفريخ مجالس الحراك وتعددها، بغرض تعميق الخلافات الجنوبية الجنوبية، والإساءة للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي، بقيادة الزعيم باعوم، الذي يجب الإلتفاف حوله خلال هذه المرحلة الحساسة، ومحاسبة كل من يرفض فكرة التوحد”.
ويرى الناشط السياسي، أبو عدي الحضرمي، من جهته، أن “تعمد إقصاء تيار باعوم، بوصفه قائداً مفجراً لثورة الجنوب، من أي اجتماعات أو اتفاقات جنوبية عمل يصب لصالح شق الصف الجنوبي وخدمة المحتل وأعوانه، قد نختلف مع بعض المكونات ولكن ليس معنى ذلك أن يتم إقصاؤنا وتهميشنا”.
بدوره، يصف رئيس تكتل “شباب حضرموت الأحرار”، سالم الجبل بن الشيبة، “إعلان بعض مكونات الحراك بالمحافظة الإنفراد بتشكيل لجنة تحضيرية لفعالية عيد الإستقلال”، بأنه “أسلوب إقصائي يخدم أجندة شخصية لبعض أعضاء تلك المكونات”.
وعبّر الجبل عن استغرابه الشديد من “تهميش معظم مكونات الحراك الجنوبي بمحافظة حضرموت”، عادّاً ذلك “ظاهرة خطيرة نحو تمزيق صفوف الحراك الجنوبي”، محمّلاً تلك المكونات “المسؤولية الكاملة التي قد تنتج بسبب تصرفاتهم التعسفية وإقصاء الآخرين”.
ويتحدث القيادي في الحراك الجنوبي، رئيس “الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب في محافظة حضرموت”، علي محمد بن شحنة، عن “إقصاء تيار الزعيم الجنوبي، حسن باعوم، من اللجنة التحضيرية لفعالية عيد الإستقلال”، بـ”الإلتفاف على قوى الحراك الجنوبي بحضرموت من أشخاص بعينهم، قاموا قبل أيام بالمشاركة في فعالية ما يسمى بالشرعية اليمنية بفندق رمادا بالمكلا تحت راية العلم اليمني، كما شارك آخرون منهم في مؤتمر الرياض المؤيد للأقاليم”.
ويعزو الإعلامي الجنوبي، نزار الماس، “التباينات الحالية بين مكونات الحراك إلى الدور السلبي الذي قام به الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، من خلال سعيه إلى اختراق الحراك الجنوبي وخلق الإنقسامات بصفوفه، علاوة على تفريخ مكونات وهمية باسمه، ثم يأتي اليوم مستجدياً الحراك بالوقوف إلى صفه ضد مبادرة المبعوث الأممي التي تقضي حال تنفيذها بإقصائه من المشهد السياسي اليمني”.
ويضيف الماس “(أننا) قلنا لهادي من قَبل حافظ على الحراك لكنه رفض، وقال اضربوهم في أرجلهم، وهاهو اليوم يستنجد به، واليوم نقولها مرة أخرى لجماعتنا حافظوا على الحراك لأن مرجعكم له ومافيش داعي لشيطنته واصحوا يا جنوبيين”.
ويشير الإعلامي الجنوبي، خالد الكثيري، إلى أن “تسويق واختلاق المناكفات السياسية بين مكونات الحراك بحضرموت يتم بشكل مفتعل من أطراف وشخصيات بعينها، في الوقت الذي تتسارع فيه الترتيبات لإعلان الكيان السياسي الجنوبي الذي دعا إليه اللواء عيدروس الزبيدي”، موضحاً أن “الوسط الحراكي فوجئ، مؤخراً، بدعوة الأخ فؤاد راشد لإقامة مليونية 30 نوفمبر في المكلا، والتي قال إنها ستقام لإعلان ائتلاف وطني شامل لحضرموت، وسيتبنى المجلس الأعلى محاكاة هذه الخطوة في المحافظات الأخرى، على حد قوله، سعياً نحو جمع هيئات المحافظات لاحقاً في قيادة جنوبية واحدة، فعجباً لهذه الدعوة المشبوهة التي تدعي إعلان نواة الحامل الجنوبي من حضرموت، في الوقت الذي توجه فيه مندوبو المحافظات لتدشين ترتيبات الكيان السياسي الجنوبي بعدن”.
وفي السياق، يرى الناشط، محمد سالم، أن “فجوة التباينات قد ردمت بين مكونات الحراك كافة بحضرموت، لا سيما عند الإتفاق على إقامة مليونية نوفبمر بالمكلا، إلا أن طرفاً ما يصر على التغريد خارج سرب ذلك الإجماع لغرض في نفس يعقوب، ولا تفسير لذلك غير رغبة أولئك بشرخ الصف مجدداً بين أوساط الحراك، وهم في خطهم هذا مدفوعون من قبل شخصيات وأطراف بالداخل والخارج، لايروق لها الإجتماع على كلمة سواء، وإلا ما الذي يمنعهم من الإنخراط في عملية التحضير للمليونية القادمة دعماً وتأييداً”.
من جهة أخرى، يدعو القيادي في مجلس “حراك سيئون”، راضي مفيلح، الأطراف المنتقدة لقوائم “اللجنة التحضيرية لمليونية نوفمبر بالمكلا”، إلى “تقديم تصوارتها الخاصة بتشكيل اللجنة، ورفع أسماء مرشحيها ليضافوا إلى قوائم اللجان العاملة، تفادياً لتعميق أي خلافات قد تؤثر على المسار التصعيدي الثوري الجنوبي بحضرموت”. أما الناشط الجنوبي، د.علي الزامكي، فيعتقد أن “لا فائدة من مثل هذه المليونيات الشعبية في الوقت الحاضر، فحال الجنوبيين لن يستقيم ولن تقوم لهم قائمة إلا بكيان سياسي يمثلهم، وحامل شرعي لقضيتهم، أما غير ذلك فهو الدوران في حلقة مفرغة دون جدوى، لا سيما وأن أعداء الجنوب يتمنون طول أمد الفراغ السياسي الكبير، ليصبح مرة أخرى فريسة أسهل من ذي قبل”. ويحض الزامكي على “تنظيم تظاهرات شعبية قبل مليونية حضرموت المزمع إقامتها في 30 نوفمبر، للمطالبة بالإسراع بتشكيل الكيان السياسي، وجعل يوم 30 نوفمبر هو يوم إعلانه وميلاده، فالوقت من ذهب، والفرص لا تعوض، الأعداء والمتربصون كثر، ناهيك عن أن الأجندات الدولية جاهزة، فهل سيكون الجنوبيون عند مستوى الحدث؟”.