أعراس صنعاء… على أنغام غارات “التحالف”!
ورغم الموت الذي يوزعه طيران “التحالف” على سكان العاصمة، إلا أن صالات الأعراس في صنعاء تستقبل أسبوعياً ما يزيد عن 250 حفلة عرس، ويقصدها الآلاف من الجنسين للمشاركة في الإحتفالات العرائسية.
وكان تقرير رسمي صادر عن “مجلس الترويج السياحي” أفاد بأن طيران “التحالف” استهدف عشر صالات مخصصة للأفراح والمناسبات المختلفة منذ أواخر مارس 2015، إضافة إلى تسببه بأضرار فادحة في عدد من الصالات.
قبل أسابيع، اضطر أحد العرسان في صالة المطار الواقعة بجانب مدرسة شهداء الجوية إلى قطع حفلة عرسه والفرار من الصالة، بعد أن هزت عدة غارات جوية قاعدة “الديلمي الجوية” الواقعة بجانب مطار صنعاء، كما اضطرت جموع المهنئين للخروج من القاعة خوفاً من استهدافها، لا سيما وأن طيران “التحالف” كان يحلق في سماء المنطقة بكثافة وعلى علو منخفض. حالة الهلع التي أصابت قاعة الرجال امتدت إلى صالة النساء القريبة منها أيضاً، لتثير موجة رعب في أوساط النساء اللواتي أجبرن على إخلاء الصالة على الفور.
الحادثة لم تكن الأولى بل سبق أن شن طيران “التحالف” عدة غارات قبل عام على جبل نقم، مما أثار حالة هلع كبيرة في أوساط المئات من النساء اللواتي كن يحتفلن بعرس إحدى الفتيات في صالة في منطقة نقم، وبسبب التدافع أصيب عدد من النساء بجروح.
تعود ملكية معظم صالات المناسبات المنتشرة في العاصمة صنعاء لمسؤولين حكوميين سابقين كانوا يتقلدون مناصب كبيرة، أو رجال أعمال كبار في السوق. وتصل تكلفة حجز تلك الصالات ليوم واحد ما بين الـ150 إلى 300 ألف ريال.
عبد الرحمن الخولاني، مدير صالة الخمسين للمناسبات، أكد أن ملاك القاعات الواقعة بالقرب من منشآت عسكرية وأمنية تكبدوا خسائر فادحة، مشيراً إلى أن الإقبال على الصالات المنتشرة في كافة أرجاء العاصمة استعاد نشاطه تدريجياً بعد أن كانت قد توقف تماماً خلال الأشهر الأولى للحرب.
وأشار الخولاني، في تصريح لـ”العربي”، إلى أن تأثيرات الحرب لا تزال حاضرة، لافتاً إلى أن الكثير من المواطنين يعزفون عن الإقبال على الصالات القريبة من منشآت عسكرية ولا يلجأون إليها إلا للضرورة، مضيفاً أنه في الوقت عينه ارتفع الإقبال على القاعات الواقعة في أوساط الأحياء السكنية المزدحمة بالسكان أو الواقعة في مناطق بعيدة عن أي منشآت عسكرية ومدنية إلى أعلى المستويات.
بسبب ازدحام الصالات وارتفاع الطلب عليها، يضطر البعض إلى اللجوء إلى حجز صالات تقع بجانب منشآت سبق أن استهدفها طيران “التحالف” أو من المتوقع استهدافها، وهو ما يضاعف من مخاوف المشاركين في الإحتفالية الذين يقضون ساعات وهم في حالة استنفار خوفاً من استهداف الصالة، وللسبب نفسه ينفر الضيوف ويغادر المهنئون والمشاركون في الحفل قبل انتهاء المراسيم.
إلى جانب المخاوف من تحول صالات الأعراس في العاصمة صنعاء إلى أهداف لطيران “التحالف” الذي استهدف صالة الخيول التي تعد واحدة من كبريات صالات المناسبات في 11 يوليو 2015، والصالة الكبرى التي تعد أضخم الصالات وأغلاها في صنعاء في 8 أكتوبر 2016، انتشرت ظاهرة سرقة مجوهوات النساء في الحفلات الخاصة بالنساء إلى أعلى المستويات خلال الأشهر الماضية.
ووفق مصدر أمني في إدارة أمن العاصمة صنعاء، فإن أجهزة الشرطة استقبلت عشرات البلاغات من قبل أسر تعرضت لسرقة المجوهرات في صالات الأفراح، وقيّدت ضد مجهول.
وأكّد المصدر، لـ”العربي”، أن الجهات الأمنية عمّمت على أصحاب الصالات منع دخول الأطفال والمجوهرات في الحفلات النسائية لتفادي وقوع أي حوادث مأساوية في ظل استمرار الغارات على العاصمة.