المتسلّقون على أكتاف أَنْصَار الله..!
أحمد ناصر الشريف
لا نريد إعْلَاما يمجدنا.. هذه الجملة قالها قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك الحوثي اثناء استقباله في صعدة لمجموعة من ممثلي وسائل الإعْلَام اليمنية العام الماضي بينهم مراسلون لوسائل إعْلَام خارجية.. لكن لأن البعض تعودوا على التزلف وممارسة النفاق خدمة لمصالحهم الخَاصَّـة نجدهم يسيئون بخطابهم الإعْلَامي لمن يعتقدون انهم يمجدوهم أَكْثَر مما يخدموهم ويجعلوا بينهم وبين أَبْنَاء الشعب حاجزا مثلما كانت تفعل المطابخ الإعْلَامية التابعة للأنظمة السابقة حيث لم يكن رأس النظام يدرك الحقيقة الا بعد سقوطه وبعد فوات الأوان فيندم ندماً شديداً وفجأة يجد اولئك الذين كانوا يتزلفون اليه ويحجبون عنه الحقائق قد انقلبوا عليه؛ لأنهم أَسَـاساً لا يؤمنون بمبادئ ولا بأخلاق سواء أكانت مرتبطة بالمهنة التي يمارسونها كإعلاميين أَوْ بعقيدتهم الدينية التي تمنعهم من النفاق وقول غير الحقيقة.
وما يحدث اليوم من بعض الإعْلَاميين وممن ركبوا الموجة متسلقين على اكتاف أَنْصَار الله ومدعين مناصرتهم وهم أشد عداوة لهم كونهم جاءوا منتقمين لاسيما اولئك الدخلاء الذين شاءت لهم الصدف ان يقحموا أنفسهم في اللجان الرقابية وهم من الفاشلين أصلاً في وظائفهم السابقة فعكسوا نظرةً سيئةً من خلال تصرفاتهم تجعل من لا يعرفهم جيداً وما هي انتماءاتهم الحزبية يعتقدون انهم فعلا من مكون أَنْصَار الله وهو منهم براء.. وان كانت هذه التصرفات غير الأخلاقية والتي تزيد الفاسدين فسادا تذكرنا بما كان يحدث في السنوات الثلاث الأولى التي أعقبت قيام اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة حيث كان المسئولون القادمون من الجنوب قد اعتادوا على تربية نظام الحزب الاشتراكي اليمني رغم قسوتها لكنها كانت تغلب تطبيق النظام والقانون على الجميع كبارا وصغارا ولذلك فقد كان معظمهم متحمسون للمشاركة في بناء الدولة اليمنية الحديثة وكان يوجد تنافس في المصالح الحكومية على انجاز الأعمال وتقديم الخدمات للناس وتسهيل معاملاتهم لدرجة ان قيادة الحزب الاشتراكي تقدمت بمقترح يقطع الطريق على الفاسدين يتمثل في تدوير الوظيفة العامة بحيث لا يظل المسؤول في منصبه أَكْثَر من أربع سنوات ثم ينقل إلى مكان آخر منعا للشبهة والتسلط وحتى لا يجعل الوظيفة التي يشغلها وكأنها قد أَصبحت ملكاً خاصا له فتتحول من وظيفة عامة إلى عائلية وهو ما حدث فعلاً فيما بعد.. وهنا جن جنون الفاسدين في السلك الحكومي الذين كشروا عن انيابهم مقدمين الاغراءات المادية للمسؤولين الجنوبين حيث كانوا يعزمونهم إلى بيوتهم ويورطوهم بالتحويلات المادية ولم تكد تمضي فترة قصيرة حتى أَصبحوا يمارسوا الفساد أَكْثَر من معلميهم لتصبح بعد ذلك الخلافات على الغنائم وعلى من يكسب أَكْثَر.
ونفس الشيء حدث بعد ما سمي بانتفاضة الشباب عام 2011م حيث جاءت قيادات الأحزاب التي كانت تعتقد انها مظلومة ومهمشة في عهد حكم المؤتمر الشعبي العام وخَاصَّـة حزب الاصلاح والناصريون والاشتراكيون كمنتقمين من كُلّ شيء بما في ذلك الوطن فمرت على الشعب اليمني ثلاث سنوات عجاف انتهت بإعْـلَان رئيس الحكومة حينها محمد سالم باسندوة بأن حكومته عاجزة عن دفع مرتبات موظفي الدولة وهو ما اضطرها للموافقة على اتخاذ اجراءات لرفع سعر الوقود أَوْ ما سمي بالجرعة التي كانت القشة لقصم ظهر البعير.. فجاءت ثورة 21 سبتمبر الشعبية لتصحح المسار وتعيد التوازن السياسي فاتحة المجال لمشاركة كُلّ القوى الوطنية لبناء يمن جديد وتحريره من الوصاية الخارجية والاعتماد على نفسه بما يمتلكه من امكانيات ذاتية.. لكن المتضررون من الثورة الشعبية ضد الفساد والفاسدين وقفوا لها بالمرصاد فاستدعوا الخارج ليشن عدواناً بربرياً على اليمن وشعبها العظيم بهدف اجهاضها والقضاء عليها.. وهنا أتيحت الفرصة للمتسلقين الجدد الذين استغلوا انشغال قادة ثورة 21 سبتمبر الشعبية وتصدرهم لمشهد الدفاع عن الوطن فأنقضوا على المصالح الحكومية تحت مسميات مختلفة بحجة المحافظة على المال العام والرقابة عليها ولكنهم مع الأسف عملوا بعكس ذلك تماما فنهبوا المال العام وأساءوا إلى مكون أَنْصَار الله بدعا يتهم الكاذبة والمضللة بأنهم ينتسبوا اليه.. بل ووصل بهم الأمر لدرجة انهم استغلوا اشخاصا جاءوا من صعدة بفطرتهم السليمة فأثروا عليهم بأفكارهم الجهنمية وانا اعرف الكثير منهم ليحولوهم إلى فاسدين وأنسوهم المهمة التي جاءوا من اجلها مثلما حدث للإخوة الجنوبيين عقب قيام دولة الوحدة.. صحيح قد يكون الهدف من ذلك هو فتح جبهات داخل المصالح الحكومية لإشغال أَنْصَار الله بها وصرفهم عن مواجهة العدوان البربري وفي نفس الوقت اضعافهم.. لكن لا يجب السكوت عن هؤلاء الفاسدين الذين سيكونون أخطر على أَنْصَار الله من اعدائهم ولا بد من المسارعة لمحاسبتهم ووضع حد لتصرفاتهم غير الأخلاقية.