شكراً قائدَ نجران.. جدّدت بثقافتك معنى القيادة
عبدالرحمن أبو طالب
– رحل عنا قائد نجران العميد حسن الملصي قائد كتيبة مكافحة الارهاب ..
رحل عنا…
شهيدا ..في ميادين الجهاد ..
وشاهدا .. على ثقافة عسكرية جديدة في معنى القيادة .. كانت السبب الحقيقي لبلوغ النصر في مواجهات نجران
العميد حسن الملصي عبَّرَ قبل رحيله عن شكر المقاتلين معه بخاصة اللجان الشعبية.. قائلا:ـ لم اعرف هويتي كمقاتل وكقائد إلا مع التحامي بمقاتلي جبهة نجران .
ليس تجنيا وانما حقيقة نسمع اصواتا نشاز من بعض ضعاف النفوس تضع مقاتلي اللجان الشعبية ممن تشربوا بالمسيرة القرآنية في مواقف قاتمة ليسوا فيها ..
العميد الملصي انطلق في ميدان القتال.. ايمانا منه بعداله القضية ونصرة ابناء جلدته الطرف المستضعف.. في وقت نرى البعض لم يبرحوا منازلهم وحنثوا بقسمهم العسكري
كعسكري يحمل طبيعة قبلية (عسرة) ادرك قائد نجران ان مواجهة العدوان . لن يكون
– بملازمة المنزل 24ساعة
– ولا الانتظام بطابور بوابة البريد نهاية كل شهر
– ولا بالتكتيك العسكري في مقايل القات ..
– ولا بانتقاد رجال حملوا السلاح بدلا عنه في حين قسمه العسكري مازال يدوي في ارجاء ضميره وذمته .
ليس كل ذلك بقدر ماهو بالتحرك في الميدان …
عندما انطلق العميد الملصي الى نجران ..لم يختلق عوائق تحول بينه وبين اداء واجبه الديني والوطني. ً
فلم يضع اعتبارا لتشكيلاته القتالية .. هل توافق تخصصه ام لا? بمعني هم (عساكر لا مجاميع )
لم يتحسس من دوره في المعركة (قائداً أو مقوداً)
لم يشترط بدلات ولا مستحقات .. و لم يتوجه بمنطق (اشتي قلايتي ولا الديك) كما في المثل اليمني،ولم يضع حواجز بين مكانته العسكرية والاجتماعية عن باقي المقاتلين، فيقول
انا ضابط ابن..
مستقبلي في الجباء ..
مش مع لجان بكدمة وماء ..
تحتفي التراب ونادراً ما تنتعل الحذاء
وضع كل ذلك مع الرتب والمناصب خلفه وامتشق سلاحه بكف وخبرته العسكرية بكف ومضى ليذوب في صفوف الجيش واللجان الشعبية مقاتلا فردا من افرادهم وكانت طلقته هي السباقة في كل ميدان .
مضى الى جبهة نجران في الحدود وهو يعلم تمام العلم ان السواد الاعظم ممن سيقاتل معه لجان شعبية لا يملكون من عتادهم الا ارادة صلبة تنطلق من مبدأ توكلت على الله ..
هي تجربة .. استحق عليه خوضها معهم.. باعتقادي.. لما لاصحابها من مواقف بطولية سطروها فيما مضى من العدوان .
اللجان الشعبية مكون مدني قتالي حمل السلاح لسد فراغ امني وعسكري بظرف استثنائي استدعت اليه الضرورة القصوى ..
وقبل ان تكون كذلك هم مكون اخلاقي عقائدي تشرب مواجهة العدوان من ثقافة القرآن ..وقد أبلوا بلاء حسنا فيما سبق من عمر العدوان من خلال تضحياتها الجسام ..
اشادة العميد الملصي بدورهم في انجاح دوره كقائد وتحقيق الانتصارات بجبهة نجران.. بالرغم من نيته المشاركة كجندي فقط في صفوف الجيش واللجان يوحي بعدة امور :
– ان الارادة والاخلاق والشجاعة والايمان بالقضية هي من تحقق الانتصار وباعتقادي كانت على راس اولويات العميد الملصي .
– أن القيادة ليست رتب ومناصب يعتليها الضابط على سلم القيادة بقدر ما هي فن ادارة الموارد البشرية (ايا كانت طبيعتها قبلية ام عسكرية) وهو ما نجح القائد الملصي باثباته .
– ان اللجان الشعبية مورد بشري قتالي فعال يمتلك من الارادة والايمان والكفاءه القتالية ما يجعله سلاح فتاك في اي معركة وهو ما اكتشفناه في تصريحات العميد الملصي بعد انتصارات نجران الاخيرة حين قال (لم اعرف هويتي كقائد الا مع مقاتلي جبهة نجران )
ويعمد ذلك قول الشاعر ..
هي الارادة والايمان ان جمعت ……..في اعزل اصبحت ناراً وسجيلا