الجنوب يكتوي بنَـيْـر الاحتلال.. يعتمد الغُـزْاة الإماراتيون على قبائل المناهيل لتعميق الانقسام المناطقي بين الحضارمة
– ضابطٌ إماراتي صغير يُدْعَـى أبو يوسف يحكم محافظة حضرموت بأكملها وآخر مثله يحكم عدن
– مطار الريان.. ثكنة عسكرية للجنود الأمريكيين والأردنيين والإماراتيين
– التهم جاهزة والسجون مليئة لكل مَن يطالب بحقوقه من الاحتلال الإماراتي وتلفّق له تُهَم “أنت حوثي عفاشي وضد الشرعية” أو تعطى له تهمة أنه إرهابي داعم للقاعدة
متابعات../
يعاني أبناءُ المحافظات الجنوبية، وتحديداً أبناء محافظة حضرموت، واقعاً مأساوياً في ظل سيطرة قوات الاحتلال على المحافظة والتحكُّم الإماراتي الأمريكي فيها.
وخرجت في الآوِنة الأخيرة أصواتٌ جنوبية حرة تشكو من الواقع المرير في المدن الواقعة تحت سيطرة الاحتلال وتحكُّم الغُـزْاة في كُلّ مقدّرات الجنوب.
وقال فادي باعوم في تصريح قبل أيامٍ لقناة الميادين الفضائية: إن ما يحدُثُ في الجنوب هو احتلالٌ إماراتي سعوديّ للأراضي الجنوبية. مضيفاً أن أعلامَ الإمارات والسعودية هي التي تُرفَعُ في كُلّ مُؤسّسات الدولة بدلاً عن عَلَمِ الجمهورية اليمنية.
وأشار باعوم إلى أن هناك مندوباً سامياً يسمى أبا يوسف في حضرموت، وهو ضابطٌ إماراتي صغير هو الذي يحكم حضرموت كلها، ومثله ضابط في عدن يحكُم المدينة، موضحاً أن الجنوب الآن محتل، بل إن الجنوبيين في قمة الاحتلال.
واستغرب من كلام البعضِ بأن الإماراتيين والسعوديين جاؤوا لمساعدة أبناء الجنوب، موضحاً أن وضعَ الجنوبيين صعب جداً، وهم الآن لا يعرفون ما يريدون ولا ما هو الهدف الذي يلتفُّون حوله، وأن علاقتهم بالجميع محصورة.
ويتحكَّمُ الغُـزْاة الإماراتيون بكل شيء في محافظة حضرموت ولهم اليد الطولى في كُلّ شيء.
وقالت مصادر خاصة إن الاحتلالَ الإماراتي لا يسمح بهبوط أيّة طائرة في مطار الريان إلا بتوجيهات إماراتية، وهو عبارة عن ثكنة عسكرية يتواجد فيه جنودٌ أمريكان وأردنيون وإماراتيون.
وأضافت المصادر أن المواطنين من أبناء محافظة حضرموت إذا أرادوا السفر، وبالذات في موسم الحج أو العلاج، إلى الخارج أو أي مكان فإن ذلك ممنوعٌ عليهم دخول مطار الريان أو الاقتراب منه، وعليهم الذهاب إلى منفذ الوديعة في منطقة العَبْر الذي يبعُدُ٣٦٠ كيلو أو إلى مطار سيئون.
ويتساءل المواطنون، بحسب المصادر: لماذا لا يُفتَحُ مطار الريان الدولي؟ ولماذا يُغلق أمام المواطنين، بينما هو صالح للإماراتيين والأجانب على عكس مطار عدن ومطار سيئون الذي يُسمح للمواطنين الدخول إليهما؟.
المصادر ذاتها قالت إن رحلات يومية تنطلق من مطار الريان إلى أماكن القرن الأفريقي، وأن مطار الريان يستقبل طائرات تحمل أسلحة ومعدات عسكرية ولا يسمح للمواطنين الاقتراب منه، حتى أثناء موسم الحج لم يسمح للمواطنين استخدام المطار.
ولفتت المصادر إلى أن مديريات ساحل حضرموت تعتبر كأنها إحدى إمارات دويلة الإمارات ولا يستطيع المواطنون الوقوف ضد هذا التصرف؛ لأن التهم جاهزة والسجون مليئة بكل من طالب بحقوقه ومعاناته من الاحتلال الإماراتي بأنه مع الحوثي أو عفاش وضد الشرعية أو تعطى له تهمة أنه إرهابي داعم للقاعدة.
وأوضحت المصادر أن الاحتلال الإماراتي يعتمد في تجييش أبناء حضرموت على قبيلة (المناهيل) والذي منهم قائدُ ساحل حضرموت المسمى أبو يوسف المنهالي، والإمارات هي من اختارت سفيرَ اليمن في الإمارات وهو فهد المنهالي والذي لم يعمل طوال حياته في السلك الدبلوماسي ويعمل مهندساً معمارياً، وهو ما يعد تقسيماً للنسيج الاجتماعي في حضرموت.
وعُرفت محافظة حضرموت عبر التأريخ بالتسامح ولا يوجد فيها تمييز قبَلي أو مناطقي، لكن الإمارات أتت لتُحييَ هذه الفوارق وتدعم قبائل على حساب قبائل أخرى.
وتعتمد القوات الغازية الإماراتية بشكل كبير على وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي سالم سعيد المنهالي، كما أحضرت الإمارات إلى محافظة حضرموت وزير الدفاع السابق هيثم قاسم الذي كان مقيماً فيها، وتم نقله إلى حضرموت ليشكّلَ وحداتٍ عسكرية تتبع لمحافظة واحدة فقط وهي الضالع.
وبحسب المصادر فإن الإماراتيين يتقاسمون النفوذ حالياً داخل حضرموت ويدعمون أبناء الضالع، ولوحظ مؤخراً أن أعداداً من ضحايا التفجيرات التي قامت بها القاعدة في حضرموت معظمهم ينتمون إلى الضالع.