الرئيس الصمّاد يطلق مبادرةً للسلام: إيقاف العمليات القتالية في الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ مقابل التالي
متابعات/ خاص
أطلق رئيسُ المجلس السياسي الأعلى، صالح الصّمَّـاد، مبادَرَةً للسلام تتضمَّنُ إيقافَ العدوان على بلادنا براً وبحراً وجواً، وإيقاف الطلعات الجوية، ورفع الحصار المفروض على بلادنا، وذلك مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود، وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود، وإيقاف إطلاق الصواريخ على العمق السعودي.
ودعا الرئيس الصّمَّـاد في خطاب له بمناسبة الذكرى الـ 54 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، الأمم المتحدة وكلَّ الدول الحريصة على السلام وحَقْن الدماء، إلى الضغط على النظام السعودي لالتقاط هذه الفرصة إذا كان يملكُ قرارَ الحرب ويحرص على حقن دماء جيشه الذين يتعرضون للقتل بشكل يومي، مقدماً النصيحةَ للجيش السعودي بعدم الاستجابة لتجّار الحروب في المملكة بعد هذه الفرصة.
وأشاد الرئيسُ الصّمَّـاد بالأحرار في الجيش السعودي الذين لم يقتنعوا بهذه الحرب الخاسرة، مؤكداً أن مَن يعرضون أنفسهم للقتل هم مرتزِقة الجيش السعودي وليسوا أحرارَه، أما الأحرارُ فقناعاتهم دفعتهم إلى عدم المواجهة لإخوتهم من أبناء الجيش واللجان الذين لم يقاتلوا في الحدود طمَعاً أو تكبُّراً وإنما للدفاع عن شعبهم الذي يتعرَّضُ لأبشع الجرائم التي يرتكبها بحقه مصاصو الدماء من النظام السعودي.
ووجّهَ الصّمَّـادُ رسالةً لكل الفرقاء السياسيين في الداخل والخارج، قائلاً لهم: “تعالوا لنعالجْ وضعنا الداخلي بعيداً عن التأثيرات الخارجية، فنحن مستعدون لنمد أيدينا مهما كان عُمق الجراح، كما أن الدعوة لكل المقاتلين في صفّ العدوان في مختلف الجبهات بالاستجابة للعفو العام والانخراط في صف الوطن”.
وأكّد الرئيس الصّمَّـاد، أن العدوان إذا لم يستجِبْ لهذه المبادرة فإن الشعب اليمني مطالَبٌ بشحذ الهمم وتشمير السواعد والاستعداد لخَوض مواجهة التحدي والصمود والاستقلال إلى أن يحكُمَ الله بيننا وبين أعداء الوطن.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن تشكيل الحكومة أمرٌ مفروغ منه ولا يمكن التراجع عنه، مشيراً إلى أن ما حصل من تأخير ليس لأسبابٍ سياسية أو ضغوط خارجية أو داخلية وإنما لأسبابٍ تكتيكية وفنية رآها المجلسُ السياسي سيدركها الشعب بمجرد إعلان تشكيلة الحكومة.
وأشاد الصّمَّـادُ في خطابه بأبطال الجيش واللجان الشعبية الذين سطّروا أعظمَ المواقف وقدموا أنصع صور الصمود والتضحية في كافة الجبهات.. منوهاً بدور المجتمع بكل فئاته رجالاً ونساءً الذي مثّل صبرهم وصمودهم رافداً لرجال الرجال في الجبهات.
وجدَّدَ الرئيسُ الصّمَّـاد القول: إن النظام السعودي هو أصل الداء وأساس البلاء لشعبنا اليمني، فأربعة وخمسون عاماً منذ ثورة 26 سبتمبر كانت كفيلةً بأن توصل اليمن إلى مصاف الدول العظمى ولو ترك المجال لأبناء اليمن لبناء وطنهم إلا أن اليدَ السعودية المتصهينة بسطت نفوذها على مختلف المراحل لتجعل من اليمن مسرحاً للصراع والفوضى رغم عظمة الشعب اليمني وما يتميز به من مقومات أخلاقية وبشرية واقتصادية وجغرافية كان بالإمكان أن تجعله نموذجاً في هذا العالم ومصدر خير للبشرية.
وأشار الرئيس الصّمَّـاد إلى أن الدول المستكبرة وفي مقدمتها السعودية ما انفكت تتآمر عاماً بعد عامٍ على هذا الشعب حتى توجت ذلك بعدوانها في الـ26 من مارس 2015م بعد أن أدركت أن الشعب اليمني قد حسم أمره بالخروج من تحت عباءة الارتهان والتبعية التي لم يتعوّدها النظام السعودي طيلة عقود؛ بسبب سقوط الكثير في أحضانه أمام فتات النفط الذي طغى على أوليات وأولويات الكثيرين وأعماهم عن بناء بلدهم ورعاية اقتصاده.
ولفت الصّمَّـاد إلى أن مواقفَ السعودية على مر العقود والسنين كانت دائماً مضادةً للثورات العربية التحررية وذلك خدمة للمشاريع الاستعمارية والدول الإمبريالية، موضحاً أن السعودية ومنذ ثورة 26 سبتمبر1962م إلى ثورة 21 سبتمبر 2014م ظلت تعلن عداوتها للشعب اليمني، وتعلن حربها بكل الوسائل للوقوف ضد طموحات وتطلعات وآمال شعبنا اليمني، ولهذا ليس غريباً علينا اليوم كيمنيين أن نتفاجأ بسوء مواقفها المشجعة للظلم والاستبداد.
وأكد الرئيس الصّمَّـاد أن النظام السعودية هو رأس الحَرْبة لمشاريع الغرب الساعية لوأد وخنق أي مشروع عربي أو إسلامي يُعيدُ للأمة العربية والإسلامية قيمتَها، وأن السعودية لعبت دوراً في إسقاط الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1961، كما أشعلت وغذّت الحربَ الأهلية في اليمن في الفترة ما بين 1962ـ 1967 عقب ثورة سبتمبر، وعملت على إضعاف دور الجامعة العربية في مواجهة الصهيونية وتحقيق التكامل العربي من خلال تشكيل أحلاف إسلامية تحت قيادتها وأخرى خليجية لمعارضة الجامعة العربية وإضعاف دورها ودفعت بالعراق للمواجهة مع إيران لاستنزاف قدرات البلدين، ثم دعت العالَمَ لحرب العراق وتدميره في تسعينيات القرن المنصرم، وبعدَ وفي إطار السياسة الغربية لتفكيك الشعوب العربية وتدمير الأنظمة العربية المناهضة لأمريكا والصهيونية، كما هو الحال في سوريا، وبعد أن خلت لها الساحة تسعى لفرض نفسها لتزعُّم النظام العربي والسيطرة على الجامعة العربية لكن بعروبة متصالحة مع إسرائيل وبعد أن كانت القضية الفلسطينية هي الخيمة للجامعة العربية حوّلت السعودية مشروعها من مشروع عربي إلى مشروع طائفي وأصبحت مهمة القمم العربية التنديد بحركات المقاومة الإسلامية والوطنية وتبرير التدخل الأجنبي لضرب البلدان العربية.
وأكد الرئيس الصّمَّـاد أن السعودية عملت على إزاحة كُلّ الثوار الحقيقيين عقب الثورة وإقصائهم بالعزل أو الاغتيال وتآمرت على الشهيد الحمدي ومشروعة التصحيحي وعرقلت الحركة الوطنية لبناء دولة المؤسّسات والمواطنة المتساوية ومحاصرتها بشبكة من قوى النفوذ وسعت لمسخ الهُوية التأريخية والثقافية لليمن وإحلال ثقافات متطرفة محلها، ولم تدخر جهداُ لإعاقة أية خطوات نحو الوحدة والتقارب بين الشمال والجنوب وبعد الوحدة رحلت ما يقارب مليون عامل يمني بطريقة غير إنسانية وبدون أيّة ضمانات لحقوقهم وما تسبب فيه ذلك القرار من ضغط الاقتصادي اليمني.
وأوضح الصّمَّـاد أن وحشية العدوان السعودي الأمريكي أظهرت الوجه القبيحَ للنظام السعودي وارتهانه للإملاءات الأمريكية والصهيونية في قمع حركات التحرر في المنطقة وإزالة كُلّ صوت يمثّلُ حجر عثرة في طريق المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة الذي يظهر الدور السلبي والخطير للأمريكان في المنطقة العربية الذي يتجه لتمزيقها وشرذمتها وإغراقها في مشاكل وصراعات داخلية تمكن الأمريكان من الاستبداد بثرواتها.
وأشار الصّمَّـاد إلى أن المشروع الأمريكي في المنطقة قد تكشّف بشكل واضح، وكل ما يدور من مفاوضات هو لامتصاص الاحتقان العالمي الذي يتزايد يوماً بعد يوم جراء الجرائم الإنسانية التي تُرتكب بحق اليمنيين، وتأتي أيضاً لزرع الإحباط والهزيمة النفسية لدى الشعب اليمني، كما أنها تمثّلُ فرصة للعدوان لإبقاء وضع البلد مشلولاً وإعاقة أيّة خطوات تسعى القوى الوطنية للإقدام عليها لترتيب وضع البلد السياسي.
ونوه الصّمَّـاد إلى أن خطوةَ نقل البنك المركزي دليل واضح أن العدوان متجه للتصعيد إلى ما لا نهاية، ولو كانت لديه أية نوايا للسلام لَكان رفع الحصار المفروض على اليمن أولوية أمام المجتمع الدولي ورعاة المفاوضات وليس الإقدام على خطوات خطيرة تؤثر على معيشة كُلّ فرد من أبناء الشعب كخطوة نقل البنك المركزي والتي يعتبرها الشعب اليمني خطوةً استفزازية تسعى إلى تركيعه وكسر عظمه، فانطلق بكل فئاته للتفاعل الواسع مع الحملة الوطنية للتضامن مع البنك التي نشيد ونفتخر بعظمة هذا الشعب وتفاعله مع كُلّ الخطوات التي تسعى إلى تعزيز الصمود ونأمل من جميع القوى السياسية ورجال الأعمال أن يكونوا على مستوى التحدي وأن يقفوا موقف شعبهم في التفاعل والتضامن، فهذه مسئولية الجميع وفوائدها تعودُ على الشعب بأكمله وأضرار التقاعس والتخاذل ستلحق كُلّ فرد في هذا الشعب ولن يسلم منها أحد.